معرض الشهيد القائد ومشروعُه يرعبان أعداءَ اليمن
إكرام المحاقري
لم تكُنْ مراوغةً كُـلُّ تلك التصريحات العميقة للقيادة اليمنية حول الحسم العسكري والذي كان نتيجةً محتومةً لتهرب قوى العدوان عن الحلول السياسية والمبادرات السلمية التي قدمتها الأطرافُ الوطنية في أكثرَ من مرحلة من مراحل الصراع، كذلك كان لا بد لقوى العدوان أن تغير نظرتها الدونية للشعب اليمني والتراجع عن كُـلّ تلك التصريحات المتغطرسة والتي ادّعت منذ بداية العدوان ضعف الشعب اليمني وما يمتلكه من خبرات تكتيكة في تاريخ الحروب المعاصرة والحديثة.
اجتمعت القوى السياسية والعسكرية اليمنية لتزيح الستارَ عن هول القادم الأليم والذي هو ذاته عنوانٌ للحسم العسكري في المنطقة، والتي كانت محافظة (مأرب) أول المستبشرين به والمستفيدين منه في ذات الوقت، وما بين أسلحة جوية ـ بحرية ـ أرضية، وما بين أسلحة المشاة والمدفعية والقناصة، كشفت القوى الوطنية اليمنية عن خبايا معرض الشهيد القائد والتكتيكات العسكرية التي قد اتخذتها القوى الوطنية سبيلاً واضحًا للعبور باليمن إلى بر الأمان الحقيقي، حَيثُ لا خنوع لقوى الاستكبار وكل من يدور في فلك إجرامهم.
كانت المناسبةُ كفيلةً بأن تكون درسا مقنعا للعدو “الصهيوأمريكي” قبل غيره، بأن الصمود اليمني الذي انبثق نوره من جبال مران إبان أحداث الـعام 2004م وما شهدته من صمود للمنهج القرآني بقيادة الشهيد القائد والذي صنع لنفسِه في الآونة الأخيرة فروعاً في شتى دول العالم، مواقف مقترنة بواقع مليءٍ بالتضحيات والمفاجآت التي رفعت من الشأن اليمني وَحطّت من الشأن الأمريكي، خَاصَّةً بعد فشل أفخم الصناعات “الأمريكية” من تحقيق أي إنجاز في التصدي للمسيّرات والبالتسيات اليمنية، كذلك في الشأن المخابراتي والتي تولاه الموساد الصهيوني منذ أول لحظة للعدوان.
قد تحمل الأسلحة اليمنية الجديدة رسائلَ عديدةً للعدو عنوانها (Made in Yemen)، أما عن بقية السطور فقد اكتملت في أنواع الأسلحة البالستية والمجنحة والطائرات المسيرة الجديدة، ولنضع (دائرةً) حول الأعمال القادمة لـ (صماد 4) والتي يبلغ مداها إلى 2000 كيلو، وَ (وعيد) والتي يبلغ مداها إلى 2500 كيلو، حَيثُ وقد شهد العمق السعودي، وُصُـولاً إلى حدود البحرين عمليات واسعة لصماد 3 ـ أحرقت الحقول النفطية والمنشآت الحيوية للمملكة السعودية، متجاوزة خطوط التماس للعدو، وهنا تكمن رسالةٌ واضحة للعدو الصهيوني والتي تجاوزت نطاقه هذه المسيرات في مداها ودقتها!! وقد تكون الرسالة موجهةً “لتركيا” إذَا ما تلاعبت بأوراق هي حساسة بالنسبة للشعب اليمني..
أما عن الحسم في الساحل الغربي وباب المندب والتي ارتكزت فيها مؤخّراً القوات الصهيونية، فقد كانت الرسالة موجهةً من تلك الألغام البحرية طراز كرار 1 وَ2 وَ3 ـ وعاصف 2 وَ3 و4، وشواظ، وثاقب، أويس، ومجاهد، والنازعات، ولتكن الأخيرة هي ما يستبشرُ به مرتزِقة العدوان في الساحل الغربي ولتكن هي من ستدشّـن العام السابع من عمر العدوان على اليمن.
أما الرسالة المهمة فقد كانت من نصيب القضيةِ المركَزيةِ للأُمَّـة العربية والإسلامية والتي تضمن محتواها باروداً باليستياً للعدو الصهيوني تحت مسمى (قدس2)، فاليمنيون ورغم جراحهم ومعاناتهم لم يغضوا الطرف عن القضية الأم؛ ولتكن هي من ستحسم الأمر في الشرق الأوسط بأكمله..
أخيراً:
كانت تصريحات القيادة اليمنية واضحة للعدو ولم تكن وليدة لحظتها، كما أنها لم تأتِ من فراغ، فـ ما تشهده محافظة (مأرب) من حسم عسكري تعرت من خلاله قوى الارتزاق بشكل عام سواء مرتزِقة اليمن من “حزب الإصلاح” أم حكومة الفنادق في الرياض، أم “الأمم المتحدة” ذات الشعارات الإنسانية الزائفة، وهي التي ستعري حقيقة القوى الوهمية “للاستكبار العالمي” في أرض الواقع، وليكن العام السابع عام للحسم ليس على مستوى اليمن، بل على مستوى القضية بشكل عام.
وتذكروا أنه إذَا لم يتوقف العدوان والحصار خلال هذه الأيّام، فقد نشهد تدشين العام السابع ليس فقط احتفالية يوم الصمود وحسب، بل واحتفالية بتهاوي الأبراج في أبو ظبي واشتعال غدد وأنابيب عصب الاقتصاد السعودي على كامل النطاق الجغرافي في الجزيرة العربية، وإن غداً لناظره قريب.