“صُنع في اليمن” والمسئولية الوطنية
محمد عبد المؤمن الشامي
دمّـر الحجرَ والبشرَ والشجرَ، وفرض الحصارَ الشامل براً وبحراً وَجواً، واستهدف كُـلّ مقومات الحياة، انتهج سياسةَ التجويع واتخذ من الاقتصاد ورقة ضغط تهدف إلى لَيِّ ذراع الشعب بطريقة ممنهجة ومقصودة الهدفُ منها تركيع اليمن قيادةً وشعباً.
لو رجعنا اليوم بالذاكرة إلى الوراء إلى الأعوام السابقة قبل العدوان لَوجدنا معظمَ المنتجات والاحتياجات الاقتصادية والسلع التموينية والغذائية وَالصناعية والزراعية والخدمات في مختلف أسواق بلادنا -شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً- مستوردةً من الخارج مصنوعة في دول العالم، ومعظمها من دول العدوان دول الحصار مكتوباً عليها صُنع في السعودية.. صُنع في الإمارات.. صُنع في أمريكا.. صنع….. صنع…. إلخ.
ومن النادر جِـدًّا أن نجد منتجاتٍ وطنيةً، منتجاتٍ مكتوباً عليها مصنوعة في اليمن.. صُنع في اليمن، فالمنتجاتُ الوطنية تعرضت إلى حملة تدمير مُمَنهجة ومدروسة من النخبة السياسيّة وَالحكومات المتعاقبة التي تعاونت مع القوى الإقليمية لإبقاء اليمن في حالة فشل وإبقاء الحال على ما هو عليه، مما أثَّر بشكل كبير على القطاع الاقتصادي والظروف الاجتماعية والاقتصادية العامة في البلاد، وكان استيراد هذا المنتجات هي بالحقيقة على حساب المنتجات الوطنية وسحب المعروض النقدي في الأسواق من العملات الأجنبية.
ومن هذا المنطلق وَاستشعار المسؤولية الوطنية وترجمة حقيقية لتحقيق استراتيجية الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة إلى خطط وبرامج تنفيذية، وزارة الصناعة والتجارة تطلق أول برنامج البرنامج الوطني (صُنع في اليمن) والذي يهدف إلى تشجيع وتسويق وترويج المنتج الوطني اليمني؛ لما يتحلى به المنتج الوطني ويتميز من ناحية الجودة والمواصفات والمقاييس، والذي ستقوم الوزارة من خلال هذا البرنامج إلى خلق حلقة وصل واتصال والتقاء وتشبيك بين المنتجين والمصنعين والموزعين والمستهلكين المحليين ورجال المال والأعمال والمستثمرين والجهات الحكومية والخدمية وَجميع الشركات والمؤسّسات الإنتاجية والصناعية للمنتجات والسلع المحلية من كافة الفئات المنتجة والمصنعة الكبيرة والمتوسطة والصغيرة والأصغر في مختلف المجالات الإنتاجية والصناعية وفتح أسواق ومراكز توزيع جديدة للمنتجين والمصنعين المحليين.
فاليوم نحن أمام تَحَدٍّ كبيرٍ في مواجهة دول العدوان ومقارعته، فالكل يتحمل المسئولية الوطنية الدولة والحكومة ورجال الأعمال والأحزاب والإعلام والمجتمع المدني، فلا يُعفى اليوم أحد بنشر الوعي المجتمعي بأهميّة تشجيع المنتجات المحلية، فالمنتجات الوطنية اليوم تنبعُ من منطلقات عديدة على رأسها أن هذا المنتجات تمثلنا جميعاً وتعبر عنا وعن انتمائنا وولائنا لوطننا، فالمنتجات الوطنية منتجات داعمة لمسيرة الاقتصاد الوطني وبديلة عن منتجات دول الحصار والعدوان ومنتجات الدول المعترفة بالعدوان والداعمة للعدوان المنتجات الأمريكية والصهيونية والأجنبية، والصهيونية والأجنبية، فنحن اليوم أمام تحد مصيري، فإما أن نكونَ أحراراً أعزاءً كرماءَ في بلادنا نصونُ وطنَ الكرامة والمجد، أَو لا نكون، وقدرنا أن نكون؛ لأَنَّنا أصحابُ حَقِّ وأصحاب إرادَة.