بيان المسيرة يطالب بوقف العدوان وفك الحصار بشكل كامل وشامل ويهيب بالقوات المسلحة للرد بالمثل واستهداف مطارات وموانئ العدوان احتشاد “مليوني” مهيب بصنعاء في اليوم الوطني للصمود
مفتي اليمن: سنواجه الأعداء ما حيينا وأحرار اليمن يرفضون المساومة بعزتهم وكرامتهم ودينهم وقيمهم
رسام: ننصحُ قوى العدوان بالتوقف قبل أن تخسرَ الكثير من كرامتها
القنع: قرن الشيطان سينكسر والشعب اليمن سيصمد أعواماً تلو أعوام
المسيرة -أحمد داوود
أحيا الآلافُ من اليمنيين، عصرَ يوم أمس الجمعة، اليومَ الوطني للصمود بعد مرور ستة أعوام من العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني السعوديّ على اليمن.
ورفع المحتشدون الأعلامَ الوطنية وأعلامَ أنصار الله، ولافتاتٍ كثيرةً ومتعددة كُتبت عليها عبارات تؤكّـد على استمرار الصمود اليماني في مواجهة العدوان، وأن اليمن أكثر استعداداً للدخول في العام السابع بوتيرة عالية، وعزيمة لا تلين.
وردّد المتظاهرون الشعار المعروف: “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، و”هيهات منا الذلة، هيهات منا الذلة”، وشعارات أُخرى مثل “كل جريمة وحشية برعاية أمريكية”، “بتوازن ردع العدوان با نكسر قرن الشيطان” وَ”نصر من الله العظيم، يعصف بالحلف العظيم” وَ”يا جيشَنا واللجان أنتم للعزة عنوان”.
وتوافد إلى الساحة جميعُ شرائح المجتمع اليمني: من سياسيين وإعلاميين ومواطنين ومثقفين وقضاة ورجال دين، وأطفال، وشيوخ، وجرحى، وغيرهم، مجسدين لوحة يمانية رائعة رافضة للظلم والضيم، ومعبِّرين عن سخطهم الشديد لاستمرار العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ على بلادنا للعام السابع على التوالي.
وبارك المتظاهرون الذين احتشدوا من مختلف المديريات التابعة لصنعاء عملية “اليوم الوطني” للصمود التي نفذتها القوات المسلحة داخل العمق السعوديّ، مشيرين إلى أنها امتدادٌ لكل العمليات والهجمات المتصاعدة مؤخّراً على العمق السعوديّ.
لن نساومَ على كرامتنا
وابتدأت المسيرة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين كلمة أكّـدت فيها أن السعوديّة كانت بالأمس تتغطرس وتتكبر، وها هي اليوم تستنجد العالم أن يعينها وينصرها، منوِّهًا إلى أن السعوديّة وحلفاءها بغَوا وقطعوا الرحمَ وحاصروا شعبنا وأرادوا أن يعبِّدوه للمشروع الصهيوني الأمريكي، لكن يأبى الله لنا أن نؤثرَ طاعة اللئام على مصارع الكرام.
مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين أوضح أن من الواجب على علماء الأُمَّــة أن يكشفوا زيف ادِّعاءات أعداء الأُمَّــة والأنظمة العميلة لهم، موضحًا أن كلامَ رئيس وزراء بريطانيا عن نشر قوات بريطانية في اليمن لا يمكن أن يؤثر في قلوب أحرار بلدنا، وأن الأعداء يريدون منا المساومة على مبادئنا وقيمنا وكرامتنا وأرضنا، وهيهات أن نفاوضهم على هذه الأمور، لكن أحرار اليمن يرفضون أية مساومة تمس عزتنا وكرامتنا وديننا وقيمنا، وسنواجه كُـلّ الأعداء ما حيينا.
وعقب كلمة مفتي الديار اليمنية، ألقيت قصيدتان شعريتان إحداهما لشاعر الثورة معاذ الجنيد، كما ألقت فرقة أنصار الله زاملاً شعبياً ألهب حماس المحتشدين.
وألقى رئيس مجلس التلاحم القبلي، الشيخ ضيف الله رسام، بعد ذلك كلمة، أكّـد فيها أن الشعب اليمني ضرب أروعَ الأمثلة في الصمود، وأن قوى العدوان إذَا فكرت بالاستمرار في الاعتداء على الشعب اليمني وحصاره فَـإنَّها ستدفعُ الثمنَ غالياً، وستخسر الكثير من سمعتها وكرامتها التي أهدرت تحت عزة وكرامة المقاتل اليمني.
وأشاد الشيخ رسام بالحضور الشعبي الكبير في خطِّ المطار، مُشيراً إلى أن الشعب اليمني لم يكل ولم يستسلم منذ عام 2014 ولا يزال يسجل حضوراً مشرفاً في كافة الميدان ليدلل على عظمة الصمود والتضحية.
قادمون بثباتٍ عظيم
كلمة ُالأحزاب السياسية ألقاها بالنيابة عنهم وزير الدولة أحمد القنع، حَيثُ تحدث عن الثبات السياسي وصمود الشعب اليمني، ومقاومة اليمنيين لجحافل العدوان خلال السنوات الست الماضية.
وخاطب الوزير القنع قوى العدوان بقوله: إن أردتم الحربَ فنحن لها، وإن أردتم سياسَةً فنحن لها، ونحن كمنظمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني لنا الفخر أن صمدنا مع أبناء الشعب اليمني لنكون أسياداً في صناعة قرارنا.
وأشاد الوزير القنع بالدور الكبير لقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في نصرة الشعوب المظلومة، موضحًا أن الشعب اليمني والأحزاب السياسية ظلوا في اليمن مدافعين ضد العدوان بعكس بقية القيادات الذليلة التي ارتمت في أحضان السعوديّة منذ اليوم الأول للعدوان.
وأكّـد الوزير القنع أن الشعب اليمني سيصمد أعواماً وأعواماً في مواجهة العدوان، وأن قرن الشيطان سينكسر وأن العالم أجمع يتحدث عن الشعب اليمني الصامد.
وتخلل الفعالية أوبريت لفرقة الشهيد القائد، ثم تلا مستشار المجلس السياسي الأعلى، محمد طاهر أنعم، بيانَ المسيرة، مؤكّـداً أن اليمن كان ولايزال في موقف الدفاع عن النفس ولم يكن بادئاً في هذه الحرب، وهو مستمرٌّ في مواجهة المعتدين، وأن المواجهة المفروضة على شعبنا أكسبته قوةً من ضعف، وأورثت دولَ العدوان والنظام السعوديّ المعتدي ضعفاً ووهناً على وهن.
وأشَارَ البيان إلى أن من أعلن العدوان وفرض الحصار يتحمل عواقب ما فعل، وتبعات ما ارتكبه من جرائم ومجازر وأن خطيئة كبرى ارتكبها التحالف الأمريكي السعوديّ، وباستمرار هذا العدوان تقع دول البغي في خطيئة أكبر، مثمناً عاليًا ما يقوم به أبطال الجيش واللجان من عمليات دفاعية مشروعة في عمق دول العدوان، ومباركاً الانتصارات الميدانية في الجبهات كافة.
بيان المسيرة قال: إن الحصول على المشتقات النفطية والمواد الغذائية والطبية والمواد الأَسَاسية استحقاقٌ إنساني وقانوني غير خاضع للمقايضة بأية شروط عسكرية أَو سياسية، وإن مع استمرار إغلاق مطار صنعاء وتعطيل ميناء الحديدة فَـإنَّنا نهيب بالقوات المسلحة الرد بالمثل واستهداف مطارات وموانئ دول العدوان، وإن على دول العدوان وقف عدوانها وفك حصارها بشكل كامل وشامل، ونحن كشعب يمني مع سلام حقيقي يضمنُ سيادة اليمن وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه.
وأكّـد بيانُ المسيرة أن الشعبَ اليمنيَّ قادمٌ بإذن الله في العام السابع ومتقدمون بإنجازات وانتصارات، ومتوكلون على الله بقوة وعزة وثبات.
وشدّد البيانُ على التمسُّكِ بالقضية الفلسطينية، مجدّدًا رفضَ اليمنيين للتطبيع الذي هو خيانةٌ لله وللأُمَّـة وجريمةٌ بحق فلسطين، بحسب البيان.