الرئيس المشاط في خطابه بالذكرى الـ6 لليوم الوطني للصمود:
أكّـد أن الأيّامَ القادمةَ ستشهد جُملةً من الإنجازات وأن باب العودة لن يبقى مفتوحاً للمخدوعين وحذر من التركيز على المشكلة الداخلية قبل إنهاء الحرب العسكرية التي يقودها طرفٌ خارجي
- الصمود حمانا بفضل الله من معاناة كانت ستكون أكبر وأخطر ومنحنا وشعبنا الوعي الكبير والعميق والواسع بالخصوم
- صمودُ شعبنا أجهز على ثقافة الارتزاق والتبعية والارتهان، وأرسى أسسَ الاستقلال الحتمي
المسيرة| صنعاء:
أثنى رئيسُ المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، المشير الركن مهدي المشَّاط، بصمود الشعب اليمني في مواجهة العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني السعودي خلال السنوات الست الماضية.
وقال الرئيسُ المشَّاط في خطابٍ موجَّهٍ إلى الشعب اليمني بمناسبة اليوم الوطني للصمود: إننا نحتفي باليوم الوطني للصمود؛ لأَنَّه مثّل اختباراً وكان النجاحُ في هذا الاختبار الصعب حليفَ شعبنا بكل مكونات موقفه الوطني المناهض للعدوان.
وَأَضَـافَ الرئيس المشَّاط: “هذا الصمودُ بفضل الله حمانا من معاناة كانت ستكون أكبر وأخطر، ومنحنا وشعبَنا الوعي الكبير والعميق والواسع بالخصوم ومن يقف خلفهم من أعداء الأُمَّــة”، مُشيراً إلى أن الصمودَ منحنا الحصانةَ من التأثر بسياسات الأعداء وأساليبهم القائمة على التشويه والتحريض وإثارة النعرات المذهبية والطائفية والمناطقية، مؤكّـداً أنه في إطارِ هذا الصمود ترسّخت مبادئُ الهُــوِيَّة اليمانية بما تبنّيه في الوجدان والواقع من الإيْمَان بالله والثقة به والتوكل عليه، فغابت كُـلُّ أسباب الفُرقة والكراهية.
وأشَارَ الرئيسُ المشَّاط إلى أنه كان لصمود أبناء شعبنا الأثرُ الكبيرُ في إفشال كُـلّ المخطّطات المعادية، وكان له الفضلُ الكبيرُ في وضع الخصوم أمامَ حالة كبيرة من الانكشاف السياسي والقانوني والإعلامي، وأن من مكاسب الصمود أنه كشف مستوى الانحسار القيمي لدى كُـلّ أدعياء التمدن والتقدم والإنسانية، وأسقط كُـلَّ الأقنعة حتى وجدنا المجتمعَ الدولي يعترفُ بشرعية زائفة لا يعترفُ بها الشعبُ اليمني، مواصلاً بقوله: “كما وجدنا الأممَ المتحدة تقلقُ في كُـلّ مرة نستعملُ فيها حقنا المشروعَ في الدفاع، وتلوذُ بالصمت إزاءَ الاعتداء اليومي والحصار المستمرّ وإزاء التدخل الخارجي غير المشروع”.
وقال: إن صمودَ شعبنا أجهزَ على ثقافة الارتزاق والتبعية والارتهان، فتنزهت عنها الغالبية العظمى من الشعب وأرسى الصمود أسس الاستقلال الحتمي.
وأكّـد الرئيسُ المشَّاط أننا سنشهدُ في الأيّام القادمة تدشينَ جُملةٍ من الإنجازات العملاقة في الرؤية الوطنية لبناء الدولة تتمثل في الخطة الخمسية للمرحلة الأولى، مقدماً نصحَه لكل متقاعِس أَو متخاذل في الحكومة والمؤسّسات بأن الفرصة الأخيرة مواتية للجد والمثابرة والنجاح والإنتاج ما لم فالإجراءات آتية لا محالة.
وجدّد الرئيسُ المشَّاط مباركته صمودَ شعبنا وَالاستجابة العالية والرفد المستدام للجبهات وحالة الإقبال الكبيرة والمشرِّفة على معسكرات الاحتياط، مقدراً في الوقت ذاته عمليةَ البناء المتواصلة في كُـلّ المجالات العسكرية والأمنية.
وَحَثَّ المختصين في دوائر التدريب والتأهيل على المزيد من مضاعفة الجهود، كما بارك لكل الإخوةِ العائدين عودتَهم إلى حضن الوطن ورحّب بهذه الموجة الطيبة والمستمرّة واعتبرها صحوةَ ضمير ومؤشرَ وعي، داعياً من تبقى في معسكر العدوان معرفة أن بابَ العودة لن يبقى مفتوحًا إلى ما لا نهاية إن لم يسارعوا إلى إعادة حساباتهم واتِّخاذ القرار الصحيح.
ونبّه الرئيس المشَّاط إلى خطورةِ الانطلاق من توصيفاتٍ خاطئةٍ في البحث عن السلام؛ لأَنَّ هذا سيقود إلى تصورات غير صحيحة وغير واقعية للحل، محذراً من محاولة التركيز على المشكلة الداخلية اليمنية قبل إنهاء الحرب العسكرية التي يقودها طرفٌ خارجي سيبقى يثيرُ الكثير من الإشكالات والصعوبات، كما نبّه إلى خطورة الربط بين الجانب الإنساني الذي يخُصُّ الشعبَ اليمني ككل بمِلفات الخلاف العسكري أَو السياسي، وقال: إنه يجب أن نحصِّنَ الجانبَ الإنساني من أية تأثيرات سلبية لجوانب الاختلاف الحقيقي المتمثل في الحرب العسكرية التي تقودُها من الجانبين صنعاء والرياض، والخلاف السياسي الداخلي، لافتاً إلى خطورةِ تجاهُلِ ما صنعته الحربُ القاسية من مخاوفَ وتوجُّسٍ وانعدامِ ثقة ومن واقع مأساوي، إلى جانب إغفال التجربة العملية التفاوضية الطويلة.
وجدّد الرئيسُ المشَّاط التأكيدَ على أن هذه النقاطَ من منطلقِ الحرص الصادق والاستيعاب الدقيق لطبيعة التعقيدات والعوائق.
واختتم الرئيسُ المشَّاط خطابَه بالشكر لكل الجهودِ الداعمة للسلام، وفي مقدمها موقف الأشقاء في سلطنة عُمان.