السابعة وتدشين العام السابع في يوم الصمود الوطني
منير الشامي
دشّـن قائد الثورة السيد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- يوم الصمود السادس بخطاب استراتيجي مميز وهو الأول من نوعه سياسيًّا وأخلاقيا وإنسانيا… إلخ، وهو ما يجعلنا عاجزين عن الحديث بشكل مختصر عن أهم محاور هذا الخطاب التاريخي، ولذلك فلن نتطرق في هذا المقام إلا إلى بعض النقاط في خطاب قائد الثورة والمرتبطة بتدشينه للعام السابع بعملية توازن الردع السابعة والتي أطلق لها العنان وأذن لقيادة القوات المسلحة بتنفيذها في خطابه الذي جمع فيه التضاد -تاريخ العدوان وتعريفه بحقيقته الصحيحة وضمنه تاريخ الصمود اليمني- وأبرز فيه النتائج التي حصدتها دول تحالف العدوان ونتائج الصمود الأُسطوري التي حصدها الشعب اليمني نهاية العام السادس، موضحًا أن تحالف العدوان أخفق في تحقيق ما كان يحلم به ويظنه سهل المنال، وأن الشعب اليمني بفضل الله تعالى ورعايته له وتأييده وتوفيقه، وبصموده العظيم تحقّق له ما لم يحلم به يوماً وما لم يخطر له على بال، وَإلى غير ذلك الكثير والكثير فخطاب قائد ثورتنا اليمانية ورائد مسيرتنا القرآنية -يحفظه الله ويرعاه- تميز بشموليته وكماله وتحليل مستفيض لمظلومية الشعب اليمني وحقوقه المشروعة.
لقد دشّـن قائد الثورة العام السابع بخطابه الاستراتيجي ووجه فيه بتدشين العام السابع عسكريًّا بتنفيذ عملية توازن الردع السابعة في سياق الخطاب من خلال حديثه عن أمرين اثنين، تضمن الأمر الأول توجيهه بالتجهيز للعملية عند ما قال نحن لا نحتاج أخذ الإذن من أحد في دفاعنا المشروع لا من مجلس الأمن ولا من الأمم المتحدة ولا من أية دولة ولا عاصمة ولا سفارة، معللاً ذلك بأن الله سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى هو من أذن لنا وأننا نملِكُ مشروعيةَ الدفاع عن أنفسنا وبلدنا والله هو من منحنا إياها وأكّـد ذلك بآيات من كتاب الله فوجه في سياق هذه الكلمات التجهيز لعملية توازن الردع السابعة ووجه منها رسالة للعالم أجمع مفادها نحن شعب حر لا يستأذن في الدفاع عن نفسه إلا من الله سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى فقط، أما الأمر الثاني الذي تحدث عنه وحدّد فيه زمن التنفيذ فكان في آخر فقرة من فقرات خطابه، وهي فقرة قادمون في العام السابع، حَيثُ اختلف حديثُه في هذه النقطة عما عوّد الشعب كُـلّ عام، حَيثُ قال (قادمون في العام السابع ومتقدمون) فكانت هذه العبارة أمراً لقيادة القوات المسلحة المختصة بالبدء بتنفيذ عملية توازن الردع السابعة في تمام الساعة السابعة من مساء أول يوم من العام السابع وفي ذكرى ليلة الغدر السعوديّ التي كانت فيها أول غارات غدره.
عملية توازن الردع السابعة هي أوسع عملية هجومية في العمق السعوديّ منذ بدء العدوان تم تنفيذها بـ18 طائرة مسيرة وبـ 8 صواريخ باليستية ومجنحة ومجموعها يساوي 26 وهو تاريخ اليوم الوطني للصمود واستمرت هذه العملية لسبع ساعات متواصلة فكانت عملية شافية للقلوب واستمرت حتى مطلع الفجر بكل ما تعنيه الكلمة.
أهداف هذه العملية شملت قواعد العدوّ الجوية ومطاراته العسكرية وعدد من منشآت شركة أرامكو وبعض الحقول النفطية الهامة وتوزعت مواقع الأهداف على جميع إمارات المملكة من شرقها إلى غربها ومن جنوبها وحتى أقصى شمالها، وهو ما كشف عنه الناطق الرسمي بالتفصيل في بيانه عن عملية اليوم الوطني للصمود.
أسفرت توازن الردع السابعة عن إصابات دقيقة للأهداف وهو ما أكّـده شهود عيان وعبر عنه الكثير من المغردين السعوديّين باندلاع الحرائق الكبيرة في الأهداف وتسرب كميات كبيرة من النفط الخام والمكرّر، إضافة إلى تعطيل حركة الطيران وإغلاق جميع المطارات طوال الليل.
لقد أراد القائد أن يحيي الشعب اليمني مسيرات اليوم الوطني السادس للصمود بفرحتين فرحة التأييد الإلهي لست سنوات وفرحة توازن الردع السابعة فكانت أجمل لحظات عاشها الشعب اليمني فنعم القائد ونعم الشعب وعقبى له النصر الموعود في العام السابع بإذن الله تعالى ومشيئته.