القضاء في دائرة الاستهداف.. 6 سنوات من الصمود في مواجهة العدوان
وزير العدل: العدوان سعى خلال 6 سنوات لإشعال الفتنة وإثارة المشاكل وخطط لإعاقة عمل القضاء
رئيس مجلس القضاء الأعلى: ما يروّج له العدوان بأن ما يحدث في اليمن هي حرب أهلية ادِّعاءات زائفة
المسيرة | هاني أحمد علي:
قال رئيسُ مجلس القضاء الأعلى، القاضي أحمد المتوكل: إن السلطة القضائية وعلى مدى 6 سنوات مضت صمدت بشكل كبير في مواجهة العدوان، وذلك باستمرار القضاء؛ باعتبَاره مؤسّسة دستورية وإحدى ركائز سلطات الدولة الثلاث، في أداء واجبه بما يحقّق العدالة للمواطنين في المحاكم والنيابات.
وأوضح رئيس القضاء الأعلى، أن ما يروج له العدوان بشأن ما يحدث في اليمن بأنها هي حرب أهلية، إنما يعد ادِّعاءات زائفة، حَيثُ يشهد العالم أنه عدوان استهدف اليمن أرضاً وإنساناً بمئات الغارات الجوية استهدفت المدنيين في منازلهم والطرقات وصالات العزاء والأسواق والمستشفيات وفي مقرات أعمالهم، مُشيراً إلى النصر الإلهي الذي مكّن اليمنيين من تطوير وصنع الأسلحة والصواريخ والطيران المُسَيَّـر وغيرها ليمثل قوة ردع في وجه غطرسة واستكبار دول التحالف الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي.
وتطرق القاضي المتوكل إلى الجرائم التي ارتكبها العدوان في حق شعبنا على مرأى ومسمع من العالم والتي تعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وِفْـقاً للقوانين والأعراف الدولية ولا تسقط بالتقادم، لافتاً إلى استهداف العدوان على مدى ست سنوات للسلطة القضائية، حَيثُ بلغ إجمالي المواقع المستهدفة 41 منشأة قضائية وما تحويه من وثائق قضائية وقضايا مواطنين، إضافة إلى قصفه لمنازل بعض القضاة واغتيال عدد من منتسبي السلطة القضائية؛ بهَدفِ إعاقة القضاء عن القيام بدوره؛ باعتبَار القضاء أَسَاسَ الحكم.
وبيّن أن السلطة القضائية تمكّنت خلال الفترة الماضية وبدعم واهتمام من القيادة الثورية والسياسية من إنجاز آلاف من القضايا وفق خطة المسار العاجل للإصلاحات القضائية التي تضمنته الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، لافتاً إلى دور المنظومة العدلية والتنسيق القائم في إزالة العوائق بين الجهات القضائية والأمنية وتصحيح المسار، بما يخدم إجراء التعديلات القانونية التي تقرّب من العدالة، منوِّهًا بجهود تفعيل دور الأمناء الشرعيين تجنباً للوقوع في المشاكل العقارية مستقبلاً، من خلال وضع الضوابط والقيود اللازمة، وضبط منتحلي صفة الأمناء الدين تسببوا في كثير من المنازعات العقارية.
من جانبه، أكّـد وزير العدل القاضي محمد الديلمي أن العدوان الأمريكي السعودي استهدف شتى مناحي الحياة في اليمن طيلة 6 سنوات مضت ولا يزال إلى هذه اللحظة مستمراً ولم يتوقف.
وقال الديلمي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن العدوان استهدف السلطة القضائية ومنتسبيها وقصف منازل العديد منهم، حَيثُ يأتي ذلك في إطار مخطّط العدوان لإعاقة عمل القضاء والنيابات وتغييب العدالة ونشر الفوضى واستمرار الخلافات بين المواطنين.
وأشَارَ القاضي الديلمي إلى دور العدوان السعودي ومرتزِقته في إذكاء نار الفتنة وإحياء النعرات والخلافات والثأرات القديمة في أوساط المواطنين بالمحافظات الحرة؛ مِن أجلِ حرف أنظار الناس عن مواجهة العدوان وإشغالهم بالخلافات الشخصية وزرع العداوات والكراهية فيما بينهم، لافتاً إلى أن العدوان لجأ إلى جميع الأدوات والأساليب التي لا تخطر على بال أحد، في سبيل استهداف الشعب اليمني، لا سِـيَّـما أبناء المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة الإنقاذ الوطني الصامدة بوجه العدوان، مبينًا أن من أشكال الاستهداف غير المباشر للمواطنين هو نشر الحرب الناعمة ونشر الرذيلة، بالإضافة إلى إشعال الفتنة وإثارة المشاكل والفوضى في أوساط الأهالي وإحياء العديد من النعرات ومنها قضايا الثأر والأراضي.
وقال القاضي الديلمي: إن المحاكم والنيابات باتت تعج بالآلاف من قضايا الأراضي والتي زادت وتيرتها خلال السنوات القليلة الماضية، مُضيفاً أنه من غير المستبعد أن يكون لتحالف العدوان ومرتزِقة يدٌ في هذه القضايا التي كانت معظمُها مغيبةً خلال عقود من الزمن، مُشيداً بالجهود المبذولة في سبيل تصحيح مسار عمل الأمناء الشرعيين وفضح الكثيرين منهم ممن كانوا ينتحلون صفةَ الأمين الشرعي وإحالة عدد منهم إلى التحقيق بعد أن كان لهم دورٌ في زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الخلاف بين الناس والتحايل على المواطنين بدون وجه حق.
ودعا وزيرُ العدل جميعَ القضاة والعاملين في المحاكم، إلى استشعارِ الرقابة الالهية في أداء مهامهم وأن يكونوا على مسافةٍ واحدةٍ من المدعي والمدعى عليه دون الانحياز لأي طرف، مبينًا أن هذا أقل ما يمكن أن يقدمه هؤلاء القضاء لأبناء شعبهم الصابر والصامد في وجه العدوان، وتكريماً لتضحيات الشهداء ودمائهم الزكية وللمجاهدين في مختلف الجبهات وميادين العزة والكرامة.
وبيّن القاضي الديلمي، أن وزارة العدل من أكثر المؤسّسات الحكومية إنجازاً للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة؛ باعتبَارها قريبةً جِـدًّا من المواطنين، وتعمل بانتظام دون توقف رغم العراقيل وتوقف المرتبات؛ مِن أجلِ حَـلّ القضايا والخلافات بين المتخاصمين وتحقيق العدالة للجميع.