من وحي الخطاب.. استعدوا لاستقبال الانتصار
ريَّان عبدالحفيظ العزعزي
من المعتاد أنه وبعد كُـلّ خطاب يقدمه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي-يحفظه الله- نسارع لتحليل مضمونه، والتركيز بشكل كبير على ما ورد فيه من رسائل التهديد والوعيد لأعدائنا، وكيف يجب على الأعداء أن يستفيدوا من هذا الخطاب، بالإضافة إلى ما تم رسمُه من حيثيات الخطاب لقادم المعركة العسكرية التي ستكون وبالاً على أعدائنا، خَاصَّةً بعد التطورات والإنجازات المذهلة، وإشادة السيد القائد بذلك.
وهذا تركيز عظيم ينبغي أن نعطيه حقه في التحليل، لكن سأحاول جاهداً أن أركزَ على نقاط أُخرى واستراتيجيات مغايرة تطرق إليها السيد القائد وأخذت مساحة كبيرة، وهو ما يجب علينا نحن أن نستلهمه من هذا الخطاب التاريخي المنير كشعب يمني مجاهد، على الصعيد الشعبي والرسمي، وكأن السيد القائد يقول لنا: المرحلة مرحلة استعداد حقيقي لاستقبال النصر الكبير الذي سيحقّقه الله سبحانه وتعالى على أيدي رجال الرجال في جبهات القتال، والاستعداد الذي يريده السيد القائد يتمثل في وجوب تظافر الجهود رسميًّا وشعبياً لتعزيز كُـلّ عوامل الصمود الست أجملها في:
– مؤسّسات دولة خالية من الفساد والفاسدين، تقدمُ خدماتٍ حقيقيةً يلمسُها المواطن، وتقوم بدورها على أرقى المستويات بعيدًا عن السياسات الإفسادية والعقليات الشخصية للأنظمة السابقة، وإن كلف ذلك ثمناً باهضاً، فالسيد وإلى جواره الأحرار دشّـن ثورةً تصحيحيةً تطهيرية لإصلاح مؤسّسات الدولة، فعلى الجميع التنبه إلى هذه النقطة الهامة جِـدًّا.
– تحَرّك عملي وواقعي لتنفيذ خطط الرؤية الاقتصادية العملاقة، وتشجيع الإنتاج المحلي للوصول إلى الاكتفاء، والتركيز على الإنتاج المحلي والقطاع الزراعي والتصنيع في البلد، وغيرها من النقاط التي تضمن وتحافظ على الاقتصاد وتطويره.
– جبهة تكاتفية تحافظ على النسيج الداخلي واللُّحمة الداخلية، وتطوير آليات التكافل الاجتماعي بما يضمن تفعيل أيادٍ عاملة في مشاريع تنموية، والاهتمام بإخراج الزكاة، بما يحقّقُ تخلّيَنا على فتات المنظمات الدولية المحكومة بسياسات دنيئة، وإسهاماً في سد معاناة الفقراء والمحتاجين.
– الاستمرار في رفد جبهات العزة والكرامة بالمال والرجال، والاهتمام بالوقفات المسلحة القبلية والمسيرات الجماهيرية فهي من أبرز الشواهد على حيوية شعبنا العزيز وفعاليته وتصميمه وقراره الحازم في التصدي للعدوان، وكذلك الاهتمام بكل ما يساهم في تعزيز ثبات المرابطين في جبهات الكرامة.
وهنا نخلُصُ إلى: نحن بحاجة الاستفادة الجادة والمسؤولة من الخطاب التاريخي وترجمته في واقعنا العملي بجبهتنا الداخلية على كُـلّ المستويات البنائية والاقتصادية والسياسية والإعلامية والاجتماعية، فالسيد القائد يحفظه الله قد رسم لنا طريق المرحلة القادمة من التقدم والمواصلة، المتمثلة بأهميّة استمرار شعبنا في كُـلّ المجالات، ووجوب سعينا لتحويل التحدي إلى فرصة، فلنستعد لاستقبال الانتصار الأكبر الذي تبشّر به ميادينُ المعركة.