قبسٌ من نور خطاب سيد الخطاب
أمة الملك الخاشب
تابع الملايين من الجماهير في اليمن وخارج اليمن خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في يوم 25 مارس الذي تحول يوما للصمود الوطني، وأصبح هذا التاريخ المؤلم الذي يعتبر ذكرى للخيانة والغدر والطعن في الظهر من أشقاء لنا في الدين والعقيدة وقبلها في الإنسانية وتجمعنا بهم أواصر الدم والأُخوّة، إلى يوم للصمود والعز والشموخ فاستطاع اليمنيون خلال 6 أعوام كاملة من العدوان على بلدهم ومن الحصار أن يقفوا شامخين صامدين منتصرين أعزاء رافعين رؤوسهم بفضل الله وفضل القيادة الحكيمة التي هيّأها اللهُ لهذا الشعب الذي عرف معنى ثقافة الإتباع وثقافة التولي للأعلام الهداة المرشدين للطريق، فأصبح يوم 26 مارس في العام 2015 يوما للصمود في وجه أعتى عدوان عرفه تاريخ البشرية نتج عنه أكبر مظلومية ومعاناة إنسانية قابله أكبر صمود وثبات وإيمان بعدالة القضية.
ففي ساعتين، استطاع القائد سردَ مظلومية كبيرة وموجعة ببلاغة نادرة ومنطق ورثه من القرآن وعلم أبهر العدوّ والصديق وجعل الجميع يشعر وكأنه لأول مرة يسمعُ خطاباته وكأنه منهلٌ لا يجفُّ ومعينٌ لا ينضب، فيوقن المتابع له والمشاهد أن هذا السيد القائد الذي تجري دماء حيدر في شرايينه ما هو إلا ثمرة من ثمار التولِّي لمن أمرنا الله بتوليهم.
بدأ السيد عبدالملك خطابه بالتعريف عن هُــوِيَّة العدوان ومهندسيه والمشرفين عليه والممولين والمنفذين، وكذلك التعريف بحجم كلا من المشاركين في العدوان بأدوارهم التكاملية من رأس العدوان مُرورًا بالأذرع وانتهاء بأحقر صنف وهم المرتزِقة المستأجرين سواء من اليمنيين أَو غيرهم من الجنسيات.
فضح السيد القائد ادِّعاءاتهم بأنهم دعاة سلام وزعمهم بأنهم يهتموا لمصلحة الشعب اليمني وكان طرحه وفضحه لهم بالأدلة والبراهين المنطقية التي يقبلها منطق كُـلّ عاقل، فلا الأمريكي يستطيع أن ينكر ما طرح ولا البريطاني أَيْـضاً، أما الصهاينة فهم يعرفونه كما يعرفون أنفسَهم وأبناءَهم ويعرفون تماماً أن ما طرح هو الحقيقة ولا سواها؛ لأَنَّهم هم من يغير المصطلحات، ويغيّر معانيَ المفاهيم، حسب مصالحهم، وحتى أنهم يكشفون في وسائل إعلامهم عن قلقهم الدائم واهتمامهم الملفت باليمن ويكشفون مرات عديدة عن أدوارهم الخفية في العدوان على اليمن ومحاولة إطفاء جذوة الثورة والشعار الذي انطلق ضدهم منذ عشرين عاماً صارخا في وجوههم بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل حتى تسقط وتنكشف كُـلّ أساليبهم الخداعة في تضليل الشعوب ومحاولة خلق عدو وهمي ليشغلوا المسلمين عن العدوّ الحقيقي المتمثل فيهم أنفسهم.
كانت مشاعر المستمع للخطاب تتنوع وتتبدل ما بين مشاعر عز وفخر بهذا القائد وبهذا الشعب وما بين مشاعر حزن ووجع لما أصاب هذا الشعب المظلوم من جرائم ومعاناة على مدى 6 سنوات وما بين مشاعر تأنيب للضمير للشعور بالتقصير أمام حجم التضحيات التي قدمت وشعور بضآلة الأعمال التي قدمها المستمع للخطاب مهما كانت كبيرة وهامة وهذا أهم ما في الخطاب أنه يحيي النفوس ويزكيها ويوقظها من غفلتها.
ففي كُـلّ مرة يظهر فيها القائد تظهر على ملامحه نورانية أكثر يعكس حجم ارتباطه بالله تعالى الذي له الفضل والمنّة في كُـلّ ما نحن فيه فهو المؤيد والمسدد والموفق والمعين.
لم نسمع من زعيم عربي أبداً يتكلم بأنه لا يأخذ توجيهاته من أمريكا ولا من مجلس أمن ولا من اتّحاد أُورُوبي وإن زعموا أنهم أحرار مستقلون، وحدَهم من هم متمسكون بمنهج القرآن من قادة وأعلام يستطيعون قولها وبكل شموخ.
سرد المظلومية وأماكن الاستهداف لم يكن عبثاً ولكن لإيصال رسالة مفادها أننا نحن من ظُلمنا ونحن من نتعرض لأشد أنواع المعاناة ونحن وحدنا من حقنا الرد ليس إيران ولا غيرها؛ لأَنَّ هذا واجبنا الديني بل والفطري، وعلى العدوّ أن يفهم الرسالة جيِّدًا.
شكر كُـلّ من يستحق الشكر في الداخل والخارج وأشاد بكل من يستحق الإشادة وهذا قمة الأخلاق والتواضع والإحسان، تبسم ضاحكا ساخراً من منطقهم الذي لا زال للأسف هناك من ينطلي عليه ويصدقهم؛ بسَببِ السطحية والجهل، لم تظهر فيه علامة من علامات أمراض النفس التي قد تظهر في البعض ممن يزكّون أنفسهم ويحقرون غيرهم ويعتقدون أن الجنة حكرٌ عليهم لمُجَـرّد أنهم قد سطّروا موقفا هنا أَو هناك، بل كان التواضع ومدح الآخرين أبرز سمات الخطاب؛ ولأنه رحمة وهدى ظلت يد السلام المشرف ممدودة وكذلك لا يفتأ عن تقديم النصائح ليس فقط للمرتزِقة ولكن للعدو السعودي والإماراتي بأن يوقفوا عدوانهم علينا وسينتهي كُـلُّ شيء.
وكعادتِه في كُـلّ خطاب منذ توليه القيادة تقريبًا وليس فقط منذ بدء العدوان على اليمن وهو لا ينسى جرح الأُمَّــة الغائر وهي فلسطين الحبيبة، ويعلن أن الشعب اليمني يعتبر قضية فلسطين هي قضيته الأولى، رافضاً كُـلّ أشكال التطبيع مع كيان العدوّ الغاصب.
وختم خطابَه بمعنوياتٍ عاليةٍ وابتسامة شديدة وضرب بيده على الطاولة، ليعلنَ للعدو أن الشعب اليمني لن يمل ولن يكل في مواجهة عدوانهم وبأننا غير محبطين، بل كلنا طاقة وقدرة أكثر على البذل والعطاء في كُـلّ المجالات، وبأن الشعب اليمني زاد قوةً وبأساً وصلابة في كُـلّ الميادين السياسية والعسكرية والأمنية وبأن الإنجازات في العام القادم ستكون أكبر بالتوكل على الله، دخل الشعب اليمني العام السابع بمعنويات أكبر وقوة أكبر وهو ملتفٌّ حول قائده باعتزاز يستمد صموده من صمود قائده ويستمد عزته من عزة قائده الذي يفخر به كُـلّ أحرار العالم.