تظاهراتٌ مناهضة للعنصرية تجوب عدداً من المدن الأمريكية
7 جرحى بإطلاق نار في فيلادليفيا ومقتل سجين في أوكلاهوما
المسيرة / وكالات
أعلنت الشرطةُ الأمريكيةُ، إصابةَ 7 أشخاص بالرصاص، 3 منهم بحالة حرجة بحادثِ إطلاق نار في فيلادلفيا.
وأوضحت الشرطةُ أن الحادث وقع، يوم أمس الأول، أمامَ نادٍ للغولف، مشيرةً إلى أن إطلاقَ النار جاء على خلفيةِ مشادَّةٍ وقعت بين أشخاص في النادي.
ولفتت إلى أنه تم توقيفُ متهم في أحد مراكزها، مشيرة إلى أن الدوافع وراء إطلاق النار ما زالت غير واضحة.
وفي 22 مارس الحالي، ووقع إطلاقُ نار في أحد المراكز التجارية في مدينة بولدر بولاية كولورادو، أَدَّى إلى مقتل 10 أشخاص بينهم رجل شرطة.
وأشَارَت تقاريرُ إخباريةٌ إلى أن هذه الحوادثَ وغيرها ناتجةٌ عن الانفلات الأمني الحاصل في معظم الولايات الأمريكية التي غالبيةُ سكانها ليسوا من البيض، وإنما من عِرقيات مختلفة، ورجّحت التقارير أن الإدارةَ الأمريكيةَ دائماً ما تكيلُ بمكيالين حيالَ مواطنيها من أصول أفريقية وآسيوية.
كما أفاد مسؤولون بمقتلِ سجينٍ احتجز ضابطاً رهينةً في حادث وقع بمركز الاحتجاز لمدينة أوكلاهوما وسطَ الولايات المتحدة، يوم أمس الأول.
وقالت إدارةُ شرطة أوكلاهوما: إن الضابطَ تم تحريرُه، ونُقل إلى المستشفى؛ لتلقي العلاج جراءَ إصابة لم تذكر تفاصيلها، وذلك بعدما أطلق رجال الشرطة النار على السجين فأردوه قتيلاً.
وأوضح “غريغ ويليامز” -مدير مركز الاحتجاز في أوكلاهوما- خلال مؤتمر صحفي، أنه أثناء قيام الضابط بتوزيع الأدوية على نزلاء المركز، تعرض لاعتداء من قبل أحدهم على الأقل، وتمكّن المهاجم من احتجاز الضابط رهينة، واستولى على المفاتيح التي كانت معه، ليفرج عن عدد من النزلاء الآخرين.
إلى ذلك، تجدّدت التظاهرات في عدد من المدن الأمريكية بينها العاصمة واشنطن؛ احتجاجاً على تصاعد العنف ضدّ الأمريكيين من أصول آسيوية والأقليات.
المحتجّون حمّلوا الإدارةَ الأمريكية المسؤولية عن تفشّي العنصرية، ورأوا أن حملةَ التصعيد التي تنتهجها إدارة بايدن ضدّ الصين لا تساعد على تراجع النزعات العنصرية في البلاد.
ودعا المتظاهرون إلى مواجهة جماعات تفوّق العنصر الأبيض، والحملات المعادية للمرأة، وإنهاء الحروب والتدخلات الخارجية للولايات المتحدة.
وتجمع المئاتُ من المتظاهرين في “كورياتاون” في مسيرةٍ للوحدة، وساروا في أولمبيك بوليفارد ضد العنصرية، بما في ذلك عمليات القتل في منطقة أتلانتا التي وقعت في وقت سابق من هذا الشهر والتي زادت من الخوف والغضب داخل المجتمع.
وملأت أصواتُ الطبول والهُتافات الأجواءَ، فيما سار المتظاهرون ورفعوا لافتاتٍ كُتب عليها “أوقفوا كراهيةَ الآسيويين” و”كفى يعني كفى”، وفقاً لصحيفة “لوس أنجلوس تايمز”.
ويأتي هذا الحدثُ كجزءٍ من يوم عمل وطني رَوَّجَ له تحالفُ “أنسر”، مع تنظيم تجمعات مماثلة في مدن أُخرى في كاليفورنيا وعبر الولايات المتحدة، بما في ذلك أتلانتا وبوسطن وشيكاغو وديترويت وهونولولو وفيلادلفيا وبورتلاند وأوريجون وكوينز ومدينة نيويورك وسياتل.
وفي مسيرة كورياتاون في لوس أنجلوس، روى قادةُ المجتمع والسياسيون المحليون والنشطاء قِصَصاً مؤثرةً حول تعرُّضِهم للتنمُّر والتضحية بهم والتمييز والمعاملة وكأنهم غرباء أَو شيء أقل من الأمريكيين.
وتحدث الكثيرون ضد الزيادةِ المقلقةِ في جرائم الكراهية ضد الأمريكيين الآسيويين وسكان جزر المحيط الهادئ خلال الجائحة، وطالبوا الحكومة باتِّخاذ إجراءات لوقف الهجمات العنصرية.
وجرى تنظيمُ مسيرة أُخرى في وسط مدينة لوس أنجليس وفي ويست هوليوود، وتجمَّعت الحشودُ في شارعي لا سينيجا وسانتا مونيكا، رافعين لافتات وردّدوا الهُتافاتِ مع مرور السيارات.
يشارُ إلى أنه منذ بدء الإغلاق؛ بسَببِ فيروس كورونا، واجه الآلافُ من الأمريكيين الآسيويين هجماتٍ لفظيةً وجسديةً عُنصريةً أَو تم نبذُهم من قبل الآخرين، وفقاً لتقرير صدر مؤخّراً عن منظمة “أوقفوا كراهيةَ الآسيويين الأمريكيين وجزر المحيط الهادئ”.
وارتفعت جرائمُ الكراهية ضد الآسيويين في لوس أنجلوس والمدن الكبرى الأُخرى، ولا تتضمن الإحصاءاتُ الرسمية سوى جزءٍ بسيط من الحوادث؛ لأَنَّ الكثيرَ منها لا يتم الإبلاغُ عنه.
وفي السياق، تظاهر المئاتُ من سكان نيويورك من مختلف الأعراق، بعد مساء السبتِ الفائت؛ لمناهضةِ العنصرية والعنف ضد الأمريكيين الآسيويين، وِفْـقاً لمنظمة “تحالف أنسر” الأمريكية لمناهضة العنصرية والحرب.
واحتشد المتظاهرون وساروا في منطقة فلاشينغ، وهي مكانُ جالية آسيوية كبيرة في حي كوينز بمدينة نيويورك، وشارك عددٌ من المتحدثين قصصهم الشخصية عن العنصرية والعنف، بينما ردّد المشاركون هتافات في معظم الوقت.
وذكر “تحالف أنسر” أن التجمعَ في نيويورك عُقد بالتزامن مع تجمعات جرت في أكثرَ من 60 مدينة في ما يزيد عن 25 ولاية في عموم الولايات المتحدة، وكلها تهدفُ إلى وقفِ العنف ضد الآسيويين ونزعة تقريعِ الصين.
وقالت المنظمة: إن “استغلالَ إلقاء اللوم على الصين خلال بداية وباء كوفيد-19، إلى جانب شدة اعتبار الصين عدوًّا وخصمًا للولايات المتحدة، أثار على نحوٍ واسعٍ مشاعرَ كراهية ضد الصينيين على الصعيد الوطني”.
وأضافت أن الجاليةَ الأمريكيةَ الآسيوية تعاني من وطأةِ الكراهية التي أثيرت كسلاح في الحرب.