أسرارُ الصمود
سند الصيادي
عامٌ سابعٌ في مشوار الصمود اليمني في مواجهة العدوان وَالغزو وَالاحتلال الخارجي، والشعبُ اليمني لا يزال يخوضُ الملاحمَ الكبرى دفاعاً وحفاظاً على ثورته السبتمبرية الفتية وَمكاسبها العظيمة التي تحقّقت لهذا الوطن وَأعادت إحياءَ دوره ومكانته التاريخية، بعد عقود طويلة من الخسائر وَالانتكاسات التي طالت كُـلَّ مفاصل قوَّتِه كشعبٍ وَأرضٍ وَهُــوِيَّةٍ وَمقدرات، وَأوشكت على أن تلغيَ وجودَه.
عامٌ سابعٌ وَالعدوانُ بكل مكوناته المعروفة لا يزال يبحَثُ عن نصرٍ يمكن من خلاله أن يحقّقَ اختراقاً وَيثمّن خسائرَه وَيحفظ سُمعتَه التي استهلكها كلها في ملعب المواجهة مع هذا الشعب، فيما الشعب لا يزال يقاوم متسلحاً بكل ما أوتي من إيمان وَحكمة وَبأس، أسلحة أثبت جدواها ميدانُ المعركة التي فرضتها الحساباتُ الخاطئةُ لأعدائه، وبها اتسعت رئةُ صبره وَطالت أنفاسُه، بحيث عجز المعتدي عن خنقِه بكل السبل.
وَشعبٌ يولدُ من بين الرماد، خبيراً بالفطرة في تحويلِ التحديات إلى فرص وَالهجوم إلى دفاع، كيف له أن يموتَ أَو ينكسرَ، فقد تجلى إبداعُه وَظهرت كُـلُّ ملكاته على ضجيج القصف وَالدمار، وَمن بكاءِ الأطفال تحت الانقاض استلهم الفكرةَ التي تشبعت من أنين الجوعى بالتجربة، وَاستمدت من صرخات الغضب حدةَ الرد وَحكمةَ الخطاب.
وعلى أعتابِ السابع، لا أسرارَ لكل هذا الصمود المتوازي معه التطور النوعي في القدرات، إلَّا لمن أعمى الله بصرَه وَقلبَه، وَبات يواصلُ تعثُّره بين النكبات باحثاً عن سراب، أما من اهتدى فقد اتضحت له عناصرُ المعادلة وَانذهل من حجم الفاعلية وَالأثر الذي تُحْدِثُه والفارق الذي تقلصه في المعركة؛ وَلأَنَّها لم تعد سِرًّا عسكريًّا.. وَجب أن نُصَدِّرَها لجميعِ المستضعفين وَالتائهين في أمتنا وَالعالم، لينفضوا غُبارَ الذل وَليحيوا بكرامةٍ وَإباء.. إنه القرآنُ الذي بين أيديكم، إذَا ما قرأتموه بتفكُّر وَتدبير، ستجدونه المنهاجَ الأعظمَ، ولن تخطئوا تقديرَ قرنائه ولا قادته الذين بهم لا سواهم عِزَّتُكم وَانتصارُكم.