صمودُ الشعب اليمني بعد 6 أعوام من العدوان

 

د. خيري علي السعدي*

نتذكَّرُ جميعُنا أولى ساعات وأيام العدوان على الشعب اليمني، حَيثُ بدأ طيرانُ العدوان السعودي الأمريكي باستهدافِ المدنِ والقرى في معظم محافظات الجمهورية اليمنية وانهالت صواريخُهم على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ، مرتكباً بذلك أبشعَ الجرائم بحق الشعب اليمني، وكما كان بدءُ عدوانهم بقتل المدنيين الآمنين في مساكنهم وعلى الطرقات والأسواق وصالات العزاء والأعراس، واستمرت لست سنوات وحتى اللحظة في جرائم وحشية وحصار بري وبحري وجوي، وحرب اقتصادية وقطعوا المرتبات ونقلوا البنك المركزي، ودمّـروا البنى التحتية ومقدرات الشعب اليمني العامة والخَاصَّة، من طرق وجسور ومستشفيات ومدارس ومصانع ومزارع وآبار المياه ومحطات الكهرباء، وكل ما له علاقة بمعيشة وحقوق ومقدرات الشعب اليمني.

قابل اليمنيون كُـلَّ ذَلك العدوان والإجرام بصمود أُسطوري وانتصارات في مختلف الجبهات، ونتائجُ هذا الصمود واضحةٌ وجليةٌ خلال الست السنوات من عدوانهم وحصارهم.

وهَـا هو الشعبُ اليمني الذي كانوا مراهنين على هزيمتِه وانكسارِه خلال أَيَّـام من بدء عدوانهم، يرفدون الجبهاتِ بآلاف المقاتلين شهرياً، ويقدمون القوافلَ المالية والغذائية بسخاء لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة، ويقومون بدعم الصناعات العسكرية بالمال لإنتاج الصواريخ الباليستية بجميع أنواعها والطائرات المسيَّرة التي وصلت إلى عُمق دول العدوان ومنشآته الحيوية.

وعمل أبناءُ الشعب اليمني بوعيهم وتكاتفهم على إطلاق المبادرات المجتمعية لإصلاح الطرُقات المدمّـرة في بعض المحافظات والمديريات، ودفع مبالغ شهرية للمدرسين في المدارس بالمديريات الريفية لاستمرار العملية التعليمية، واهتم الشعب اليمني صاحبُ الهُــوِيَّة الإيمانية بدفع الزكاة لمعرفته بأهميتها ووجوب دفعها والذي بالمقابل عملت هيئةُ الزكاة بالوصول إلى شريحة كبيرة من الفقراء والمحتاجين وصرفها في مصارفها بعد أن كانت تُصرف في غير مصارفها من سابق.

وكما أن أبناءَ اليمن وقيادتَه الثورية والسياسية عملوا على تصحيحِ الاعوجاج الذي كان في مؤسسات الدولة، والتي كانت تراهن قوى العدوان على إفراغها وانهيار العمل المؤسّسي، فكان إطلاقُ الرؤية الوطنية المقدمة لتفعيل وتنظيم عمل مؤسّسات الدولة الحكومية والعمل بها ومتابعة تنفيذها وتجلت نتائجها في معظم مؤسّسات ووزارات حكومة الإنقاذ الوطني كالزراعة والصحة والداخلية والصناعة وغيرها من الوزارات التي ساهمت في تخفيف ألم العدوان وحصاره على المواطنين بالرغم من محدودية الإمْكَانيات وشحة الموارد.

ونتائجُ صمود الشعب اليمني أمام هذا العدوان الغاشم وحصاره الجائر كثيرةٌ، وفي العديد من المجالات التي حاول العدوانُ على إفشالها، ولكنهم أمام وعي وتكاتف أبناء الشعب اليمني وبقيادة وحكمة وشجاعة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- والتفافهم حول قيادته.

ونحن نتحدث عن نتائج صمود الشعب اليمني خلال الست سنوات من العدوان، يدشّـن أبناءُ الشعب اليمني العام السابع بصمود وشموخ وعنفوان أكثر مما مضى، ومن نصر إلى نصر إن شاء الله.

* الأمين العام المساعد لحزب العمل اليمني

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com