خبراء ومحللون عسكريون لصحيفة “المسيرة”: تهديدات وزير الدفاع صافرة إنذار والعام السابع سيحمل معه الوجع الكبير لقوى العدوان
المسيرة- منصور البكالي
رسائلُ تهديدٍ صريحةٌ أطلقها وزيرُ الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، في حواره الأخير مع قناة المسيرة، مساء الجمعة، وفي مضامينها الكثيرُ من الدلالات والإشارات التي ينبغي على العدوّ السعوديّ أن يتلقَّفَها بجديةٍ؛ لأَنَّ ما بعدها لن يكونَ هَيِّناً.
الوزير العاطفي قال: إن “خياراتِ العدوان بدأت تضيقُ، وخياراتنا تتسع، وأمامنا استراتيجية “الوجع الكبير”، ونحن على أتمِّ الاستعداد لتنفيذها فور صدور التعليمات من القيادة”.
ويُفهَمُ من كلام وزير الدفاع بأن المرحلةَ القادمة ستكون عصيبةً على السعوديّة وأن صنعاء لم تبدأ خياراتِها الكبيرة بعد.
وللتأكيد على هذه الفرضية، يقول وزير الدفاع العاطفي: “نملك المعلومات والإحداثيات التي تمكّنا من هز كيان العدوان، ولتغضب الرياض وواشنطن وتل أبيب”.
وتأتي هذه التهديدات في ظل استمرار العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ المطبِق على بلادنا، وعدم التفات السعوديّة للتحذيرات التي تطلقها القيادة العسكرية من حين إلى آخر بضرورة فك الحصار وإيقاف العدوان قبل أن تنتقل الأمور إلى ما لا تُحمد عقباه.
ويقول الخبير الاستراتيجي والمحلل العسكري، العميد الركن عابد الثور: إن تصريحاتِ وزير الدفاع الأخيرة تحملُ دلالاتٍ وأبعاداً عسكرية ترسُمُ المرحلةَ المقبلة، والتي ستكون وبالاً على العدوّ السعوديّ، والوصول به إلى مرحلة لن يستطيعَ أن يمنعَ عن نفسِه خياراتِنا العسكريةَ إلا بعد فواتِ الأوان.
ويشير العميد الثور إلى أن رسالة وزير الدفاع تؤكّـد أن الشعب اليمني حريص على تجنيب السعوديّة المخاطر وأن تكون هي كبش الفداء وأن تكون هي عدونا، فيما عدونا الحقيقي هي أمريكا وإسرائيل ومن معها من دول الاستكبار العالمي، لافتاً إلى أن أهم شيء بعد لقاء وزير الدفاع هو ما صرح به مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية وهم يؤكّـدون بقولهم: إن السلاح اليمني بات مقلقاً ويشكل خطراً على الأمن القومي الإسرائيلي في المنطقة، وهذه أول الردود على ما كشفه الأخ وزير الدفاع”.
ويؤكّـد العميد الثور إلى أن العامَ السابعَ سيحملُ معه الوجعَ الكبير، غير أن ما تمتلكه القوات المسلحة اليمنية من قدرات وإمْكَانيات استراتيجية رادعة ستكون في جاهزية للتعامل مع العدوّ كيفما كانت قوته، منوِّهًا إلى أن وزير الدفاع أكّـد أننا على أُهبة الاستعداد لتنفيذ عمليات عسكرية كبيرة جِـدًّا لم يتوقعها العدوّ، ولم يفصلنا عنها سوى تلقي توجيهاتِ القيادة العليا، وهذا يؤكّـد المستوى الذي وصلت إلى القوات المسلحة اليمنية بفضل الله وبفضل القيادة.
القادمُ مؤلمٌ للعدوان
بدوره، يوضح الخبير والمحلل العسكري، العقيد أحمد الزبيري، أن حديثَ وزير الدفاع اللواء العاطفي عن أن مرحلة الوجع الكبير لم تُتخذ بعدُ، وأنه في أي وقت تأتي التوجيهاتُ من قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والقيادة السياسية بالدخول في هذا الخيار فَـإنَّ القوات المسلحة جاهزة للقيام بذلك، وأن المقصود بهذا الكلام وفي هذا التوقيت بالذات أن القوات المسلحة اليمنية لا تزال في مرحلة الدفاع عن النفس، وأن العمليات اليومية التي تستهدف العمق السعوديّ هي للدفاع عن النفس وردٌّ على استمرار غارات طيران العدوان وقصفهم اليومي للنساء والأطفال؛ وبسبب حصارهم، لكن إذَا استمروا في قتلنا وتجويعنا بهذا الشكل فَـإنَّنا سننتقل إلى مرحلة جديدة وهي مرحلة الوجع الكبير”.
ويضيف الزبيري بقوله: “مرحلة الوجع الكبير ستتطور إلى عملية هجومية من ضرب منشآت حساسة ودقيقة ومهمة ومؤثرة على وضع النظامين السعوديّ والإماراتي بشكل كامل، مؤكّـداً أن النظام الإماراتي لا يزال ضمنَ بنك أهداف القوات الجوية اليمنية؛ بسَببِ استمراره في التواجد على الأراضي اليمنية وتمويله لمرتزِقته هنا وهناك”.
ويقول الزبيري: الوجع الكبير معناه إذَا كنتم ستستمرون في عدوانكم وحصاركم، فقائمة الخيارات تتسع ومعها بنك الأهداف والعمليات العسكرية بمدياتها المختلفة برية وبحرية وجوية، وأن شعبنا اليمني مستمرٌّ في معركة النفَسِ الطويل، ولن تنالوا من صبره وصموده في مواجهتكم لعشرات السنين، بل إن الخياراتِ القادمة ستجبركم على الخضوع والهزيمة”.
قدراتٌ عسكريةٌ متطورة
من جانبه، يقول الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي، اللواء الركن طيار عبدالرحمن الجفري: “دلالةُ ما ورد في لقاء الأخ وزير الدفاع اللواء الركن محمد العاطفي بأن القدرات العسكرية قد تطورت وتقدّمت ووصلت إلى مرحلة عالية ومستوى عالٍ جِـدًّا من التحديث على مختلف أنواع الأسلحة الدفاعية والهجومية، التي استكملت التأسيس والبناء للقوات المسلحة اليمنية، لتصل إلى مواجهة أية معركة”.
ويشير اللواء الجفري إلى أن حديثَ وزير الدفاع عن مرحلة الوجع الكبير في هذا التوقيت يعطي دلالةً بأن المرحلة القادمة تتجاوز ميدان الاشتباك وتصل إلى العُمق الاستراتيجي لقوى العدوّ ومواقعه الحساسة تطبيقاً لقاعدة “السِّن بالسن والجراح قِصَاص”، وما صرّح به الناطق الرسمي العميد يحيى سريع كانَ صادقاً ومبنياً على معلومات استخباراتية دقيقة، وهذا دليل بأن القدرات اليمينة تجاوزت وتفوقت على تقنيات ومقدرات العدوّ وأصبح اليمن في مركز متقدم واستطاع إجبارَ العدوّ على إنهاء الغارات الجوية للعدو وما بقي منها شيء بسيط.
ويضيف الجفري أنه لولا هذه الأسلحة اليمنية لما قعد الأمريكي معنا على طاولة المفاوضات في مسقط، وأن يمن اليوم ليس بيمن الأمس، وبناءً على تصريحات وزير الدفاع بكل ما لمكانته في القيادة من معنى فنحن نقفُ اليومَ على واقع متغير ويصُبُّ في مصلحة الشعب اليمني، وأن حوار أمريكا معنا دليلٌ على عجز وفشل مرتزِقتها وأدواتها الذين دفعت بهم وحضرت عندما فشلوا نتيجةَ القدرات العسكرية اليمنية المتطورة على قدرات العدوان.
ويلفت الخبير الجفري إلى أن استراتيجيةَ العدوان أخفقت أمام الاستراتيجية اليمنية ودلالات ما جاء في لقاء الأخ الوزير أن هذه الحرب تجاوزت الحربَين العالميتين الأولى والثانية، وانتقلت إلى هرم التقدم على دول العدوان وعلى كافة المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية.
ومن أهمِّ الدلالات –بحسب اللواء الجفري- أن قواتِنا المسلحة انتقلت من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، وتمكّنت من تحرير 3 محافظات تُقدر مساحتُها بأكثرَ من 60 ألف كم، وقدراتنا الصاروخية والطيران المُسَـيَّـر الذي تم الكشفُ عنه في معرض الشهيد القائد لتصلَ مدياتُها إلى كُـلّ أهداف العدو في المنطقة وتستطيع ضربَ أهداف لم يكن العدوُّ يتخيلُ الوصولَ إليها.
من ناحيته، يقول الخبير العسكري العميد خالد غراب: إن وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي قد رمى الكرةَ إلى ملعب العدوان الأمريكي السعوديّ، ووجَّه رسالةً مفادُها “عليكم وقف عدوانكم على شعبنا وفك الحصار ما لم ستكونُ العواقبُ وخيمةً عليكم”.
متغيراتٌ قادمةٌ في مسار المواجهة على الميدان
ويضيفُ العميد غراب في تصريح لصحيفة “المسيرة” قائلاً: “بالأمس سمع العالَمُ رَجُلَ الميدان الأول، وزير الدفاع اليمني، وما سمي مؤخّراً وزير الهجوم الذي له ارتباطٌ بالصناعات العسكرية والقيادة الثورية، وما جاء في لقائه يقول للعدوان: إن مرحلة توازنات الردع القديمة ليست كما سيأتي في قادم الأيّام، بل انتهت بانتهاء العام السادس من العدوان، وهناك متغيرات سيشهدُها العامُ السابعُ في مسارات المواجهة على الميدان، وإن العام السابع هو عامُ الدخول في خيارات الوجع الكبير من خلال الأهداف الحيوية والاقتصادية والعسكرية في طول وعرض الجغرافيا السعوديّة، وستكون ضرباتها فاصلةً في تغيير طبيعة المواجهة مع العدوّ، وتعدت مرحلة النزول من الشجرة للعدو، وإن الوقت ليس في صالحه برغم مساندته من المجتمع الدولي.
ويؤكّـد الخبير العسكري، العميد خالد غراب، أن الشعبَ اليمني بات اليوم هو من يحدّدُ النتائجَ، والجيشُ اليمني في كامل الجهوزية لتنفيذ عمليات الوجع الكبير، وينتظر توجيهاتِ قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التي لن تطولَ كَثيراً وقد نراها في أيةِ لحظة من هذا العام”.