طه المداني
زياد السالمي
لِرَحِيْلٍ لَسْتُ أُبْكِيْهِ أَرَانِي
إنْ أَقَلَّ الغِيْمُ ظِلِّي وَرَمَانِي
أَتَعَنَّى فِي التَأنِّي حِيْنَ يَذكِي
جَذْوَةَ الأُفْقِ خَيالٌ وأغاني
يَا احتِضَاري كُلَّ عيشٍ كَطَريقي
بنشيدٍ من تَمَاهِيْهِ التَهانِي
هَلْ إِذاً فَاقَ النَدَى أَمْ قَدْ تَعَدَّى
مِثْلُ لُجِّيٍّ عَلِيْهِ غَيْرُ قَاني
حَاوَلَ الوقْتُ انتِبَاهِي لَمْ أَعِرْهُ
طَرْفَ بالٍ كانْشِغَالِي بالأماني
ورَأَيْتُ النَّهْرَ يَرْنُو مَا تَسَنَّي
قَيْدَ نَوْءٍ أَو تَوَارى بِثَواني
ثَمَّ لَحْنٌ بِشُرُدِي عندليبٌ
لم يصِبْه ندمٌ مثل التفاني
حَوَّلَ الأمْسَ اعتَذَاراً أو مُعَاقاً
روَّض الليلَ قليلاً فَجْرَ ثاني
قالَ: مَن بَعْدِي عَلِيْها يَا زيادٌ..
قُلتُ: عَزمٌ خَانَه كَبْوُ الحصانِ
كَالفَرَاشَاتِ الَّتي صَارَتْ حَمَاماً
كَالمَسَافاتِ التي لاحَتْ عِنَاني
هَلْ رَأَيْتَ النَّجْمَةَ الحَمْرَاءَ تَغْفُوْ
عَنْ عُلاهَا فِي سبيلِ الاقحواني
وَرَمَتْ أَفْيَاؤُنا الأضواءَ شَمْساً
وَاكتَفِيْنا بِضِيَاءِ المُسْتَعَانِ
غَادَرَتْ فِيْكَ بِلادِي دُوْنَ ذَنْبٍ
هَلْ تَرانِي شَاهِداً حَتَى أَراني
مَنْ إذاً حَكَّ فُؤَادي كَبِلادي
وَقصِيدي.. مَنْ سِوَى طَهَ المَدَانِي