جيش العدوّ الصهيوني يؤكّـد تنفيذَ مهام عدائية في أجواء اليمن
المسيرة | تقرير
مع اتِّساعِ علاقاتِ التطبيع المعلَنِ بين دول تحالف العدوان بقيادة السعوديّة، والكيان الصهيوني، تصاعدت اعترافاتُ الأخيرِ بدوره العسكري المباشر في الحرب على اليمن، كاشفةً عن الأهدافِ الأصليةِ لهذه الحرب، والتي تتمحورُ كُلُّها حول حماية أمن ومصالح “إسرائيل” والولايات المتحدة، وقطع الطريق أمام اليمن المقاوم نحو تطوير قدراته التي لم تعد واشنطن وتل أبيب تخفيان قلقَهما الكبيرَ منها.
في هذا السياق، أعلن “الجيشُ الإسرائيلي”، أمس الأول، عن امتلاكِ طائرات تجسّس جديدة أطلق عليها اسم “أورون” وقال: إنه سيتمكّن بواسطة هذه الطائرات من “تحسين قدرته على جمع المعلومات الاستخبارية وتحديد أهداف للهجوم في اليمن والعراق وإيران”.
وبحسب صحيفة “ذا تايمز أوف إسرائيل”، فقد قال قائد سلاح الجو التابع للكيان الصهيوني: إن هذه الطائرات تعزز القدرات الإسرائيلية على العمل في المستويين الثاني والثالث، حَيثُ “يشير المستوى الثاني إلى الدول التي لا تحد إسرائيل لكنها تمثل تهديداً مباشراً لها مثل اليمن والعراق”، مضيفة أنه توجد في هذه الدول “قدرات صاروخية وطائرات بدون طيار يمكن استخدامها ضد إسرائيل”، فيما يشيرُ المستوى الثالث إلى إيران بشكل أَسَاسي.
ليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها جيشُ العدوّ الإسرائيلي بشكلٍ صريحٍ عن اليمن بوصفها أحدَ أبرزِ “أعدائه” في المنطقة، ففي سبتمبر الفائت قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، هيداي زيلبرمان، بوضوح: إن “عينَ إسرائيل على اليمن”، وإن هناك خطراً “متوقَّعاً” من جهة اليمن؛ نظراً لوجود صواريخ وطائرات مسيَّرة يمنية متطورة تستطيعُ الوصولَ إلى الأراضي المحتلّة، بدون أن تكتشفَها الرادارات.
متحدثُ جيش الاحتلال حاول وقتَها أن يُظهِرَ الموقفَ الإسرائيلي من اليمن وكأنه “دفاعي”، محاولاً الابتعادَ عن موضوع المشاركة الإسرائيلية في العدوان على اليمن، مع أن هذا الموضوع قد طفا على السطح، بتصريحاتٍ رسميةً، وظهرت تفاصيلُه حتى داخل وسائل الإعلام العبرية التي وصفت إسرائيل بأنها “شريكٌ غيرُ معلَن في التحالف”، إلى جانبِ ما كشفته لقاءاتُ وتصريحاتُ المرتزِقة المطبِّعين في اليمن.
وما يقولُه سلاحُ الجو التابعُ للاحتلال اليوم، حولَ طائرات التجسّس، يؤكّـد بوضوح التواجُدَ الإسرائيلي العدواني في سماء اليمن، بما يثبت تلك المشاركة مجدّدًا بشكل أكثر جلاءً.
هذه التصريحاتُ تُحَطِّمُ ما بقي من الصورة المضللة التي حاول تحالف العدوان والولايات المتحدة رسمها عن هذا العدوان، والتي تحتوي على عناوينَ مثل “الدفاع عن الشرعية” أَو “مواجهة التدخل الإيراني”، إذ لم يعد هناك شَكُّ في أن حمايةَ أمن الكيان الصهيوني والمطامع الاستعمارية الأمريكية والإسرائيلية، كانت وما زالت هي الغايةَ الرئيسيةَ لهذا العدوان.
وهذا ما يؤكّـدُه بشكلٍ عام انكشافُ طبيعة العلاقة الوثيقة بين دول العدوان والكيان الصهيوني، والذي أبرز محوريةَ العدوان على اليمن في هذه العلاقة، فكل التصريحات الإسرائيلية العسكرية وغير العسكرية التي سُجلت خلال الفترات الماضية بخصوص اليمن ربطت بشكل واضح “مخاوفَ” ومطامعَ تل أبيب الاستراتيجية، بالذريعة الأبرزِ للعدوان على اليمن، “مواجهة إيران”، كما أن دولَ العدوان اتكأت على هذه الذريعة بشكل واضح لتبريرِ إعلان اصطفافها مع الكيان الصهيوني.
ويؤكّـد تقريرٌ نشره “معهدُ واشنطن لسياسَات الشرق الأدنى” الأمريكي (تناولته صحيفةُ المسيرة في العدد السابق) هذه الحقيقةَ أَيْـضاً، إذ يضعُ التقريرَ المخاطِرَ المتزايدةَ على “أمن إسرائيل” من جهة اليمن، على رأس قائمة التداعيات التي يدعو الولايات المتحدة إلى التحَرّك بشكل عاجل لاحتوائها عسكريًّا وأمنيًّا وسياسيًّا، بعيدًا عن دور “الوسيط” الذي تحاولُ أن تمثلَه.
بالتالي، ووفقاً للمشهد الرئيسي الذي ترسُمُه التصريحاتُ والتقاريرُ الإسرائيلية والأمريكية والكثير من الحقائق حول الأهداف الرئيسية للعدوان، يعبر الأمريكيون والصهاينة اليومَ عن حقيقةِ كونهم طرفاً في هذه المعركة؛ لسبب بسيط وهو أن “الواجهة العربية” التي حاولوا إدارة العدوان الظهورَ من وراءها قد سقطت، وكان من أهَـمِّ أسباب هذا السقوط هو تمكُّنُ اليمن من تطويرِ قدراتٍ عسكرية مدهشة، ولهذا يأتي الحديث عن هذه القدرات دائماً في كُـلِّ مناسبة يتم التعبيرُ فيها عن “القلق” مما آلت إليه الأوضاعُ في اليمن.
وبالحديثِ عن ذلك، يُشارُ إلى أن القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ كانت قد كشفت قبل أسابيعَ عن أسلحةٍ جديدةٍ متطورةٍ، بعضُها يصلُ مداه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة ويتجاوزها، وهو أمرٌ بدا بوضوحٍ أن صنعاء حرصت على كشفه لتوجيهِ رسالةٍ واضحةٍ للعدوِّ الصهيوني، وللتأكيد على جِدية تحذيرٍ سابقٍ وجَّهَه قائدُ الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حول استعداد اليمن لضرب أهدافٍ حساسةٍ للعدوّ الإسرائيلي، وقد أوضح متحدثُ جيش الاحتلال في مقابلة مع جريدة إيلاف السعوديّة أن هذا الأمرَ بات “متوقعاً”، وهو ما أكّـده أَيْـضاً تقريرُ معهدِ واشنطن الأخير.