مشايخ مأرب للمسيرة : تحويل مخيمات النازحين لثكنات عسكرية فشل ذريع للمرتزقة
المسيرة: محمد الكامل
تتعاظمُ جرائمُ مرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ في مأرب، كالاختطافات والتعذيب للأسرى ونهب المسافرين من الطرقات، لتكون آخرها تحويل مُخَيَّـمات النازحين إلى ثكنات عسكرية والاحتماء بهم كدروعٍ بشرية.
المَشَاهِدُ التي بثت قناة المسيرة مؤخّراً لا تزالُ عالقةً في أذهان اليمنيين، إذ أن استخدامَ المدنيين كدروعٍ بشرية، ومن بينهم النازحون، يعتبر “جريمةَ حرب”، ويتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية، كما يتنافى مع الأعراف والعادات والتقاليد اليمنية العريقة.
ويؤكّـد أحرارُ ومشايخُ مدينة مأرب العريقة بأن قوى العدوان الأمريكي السعوديّ والمرتزِقة قد عمدوا على السنوات الست الماضية على تشويه تاريخهم الحضاري، فهم رجال كرم وعزة وشهامة، ولا يمكن أن يقبلوا بكل الأعمال الاستفزازية التي يتعمد ارتكابها مرتزِقة العدوان.
ولا يستغرب عضو مجلس الشورى، الشيخ صالح بن علي المعوضي، أحد أبرز الشخصيات الاجتماعية بمأرب، لجوءَ قوى العدوان والمرتزِقة إلى تحويل مُخَيَّـمات النازحين إلى ثكنات عسكرية إلى ثكنات عسكرية؛ لأَنَّ العدوانَ الأمريكي السعوديّ الإماراتي –كما يقول- يهدفُ إلى قتلِ اليمنيين بشكلٍ عام، ولا يهُمُّه لا نازحون ولا غيرهم، فهم يقصفون ويقتلون مرتزِقتهم وهم يقاتلون إلى صفوفهم!.
ويقول الشيخ المعوضي لصحيفة “المسيرة”: إن هؤلاءِ مجرمون ومفلِسون ومسوخُ الأرض، ولا يُستبعَدُ منهم أن يقصفوا مُخَيَّـمات النازحين ويلصقوا التهمه بالجيش واللجان، مُشيراً إلى أن من يعتدي ويقصف ويقتل ويحاصِرُ شعباً بأكمله ولمدة سبع سنوات لا تتوقعُ منه إلا ارتكابَ أفظع الجرائم كقصفِه للنساء والأطفال والكبار والصغار والأخضر واليابس، وهؤلاء لا يرقُبُون في أحدٍ إلًّا ولا ذِمَّةً، وهم سفاحون.
ويؤكّـد الشيخ المعوضي أن تحويلَ مُخَيَّـمات النازحين إلى ثكنات عسكرية دليلٌ واضحٌ وضوحَ الشمس على هزيمتهم وفشلهم، وأن هدفَهم من استخدام المُخَيَّـمات كي تكون ورقة أخيرة للضغطِ على الجيش واللجان لتأخيرِ تحرير مدينة ومحافظة مأرب من مرتزِقة العدوان وأسيادهم، وكذلك دليل إضافي على جرائمهم وقذارتهم واستهتارهم بدماء المدنيين، كما هي عادتُهم وديدنُهم.
ويستبشر الشيخ المعوضي بالانتصار القادم قائلاً: “الانتصارات قادمة بإذن الله تعالى، ولن ينطليَ علينا كُـلُّ مكرهم وحيلهم وخداعهم، ونحذرهم ونحملهم كامل المسؤولية من ارتكاب مجازر بمُخَيَّـمات النازحين في محافظة مأرب أَو أية محافظة أُخرى من محافظات الجمهورية اليمنية”.
من جانبه، يؤكّـد عضو مجلس الشورى، الشيخ عبدالله مجاهد نمران، أحد أبرز الشخصيات الاجتماعية بمحافظة مأرب، أنه لم يتفاجأ بما يتعلق في استخدام المرتزِقة في محافظة مأرب للنازحين كدروعٍ بشرية؛ لأَنَّ العدوانَ ومرتزِقتَه –بنظره- لا توجدُ لديهم قيمٌ إنسانية، ولا يهُمُّهم الدمُ اليمني، وكُلُّ الذي يهُمُّهم هو الحصولُ على المال بأية صفة كانت، واستمرارُهم بالحرب تحتَ الوصاية الأمريكية الإسرائيلية السعوديّة دون أي اعتبار لدين أَو وطن أَو مواطن أَو حتى نازح.
ويشير نمران في حديثه لصحيفة “المسيرة” إلى أن هؤلاءِ لو كانت عندهم ذرةُ إنسانية لما استمرَّ القصفُ الجويُّ للعام السابع على التوالي لبيوت الأبرياء وقصف النساء والأطفال وفي الأعراس وفي مناسبات العزاء، لافتاً إلى أن هذا ليس غريباً عليهم، وَهذا خارج عن نطاق الإنسانية، ولو كانت عندهم إرادَة ويريدون الحرب لكانت وجهاً لوجه، متسائلاً: لماذا تستخدم المواطنين العاديين كدروع بشرية؟ ليجب بالتأكيد على أن هذا ليس سوى دليل على فشل المرتزِقة الذريع في المعركة.
عرقلةُ تحرير مأرب
وعلى صعيد متصل، يقول وكيل أول محافظة مأرب، الشيخ محمد علوان: إن استخدام مُخَيَّـمات النازحين ثكنات عسكرية وكـدروع بشرية هو بهَدفِ إعاقة تقدم الجيش والجان الشعبيّة لتحرير مأرب من داعش والقاعدة ومن المرتزِقة وأدوات العدوان، ومن أجل أن يستعطفوا الرأيَ العام بتحويلها إلى قضية إنسانية، ويتاجرون بدماء اليمنيين، كما يتاجرون بهذه القضيةِ الإنسانية؛ ليستعطفوا بها المجتمع.
ويوضح الشيخ علوان في تصريح لـ “المسيرة” أن قوى العدوان ومرتزِقته وصل بهم الأمر إلى الاستهزاء بأرواح اليمنيين والزج بهم إلى مناطق النزاع ومنع النازحين من النزوح إلى مناطق آمنة، بعكس القيادة السياسية بصنعاء والقيادة الثورية التي قدمت الكثير من الإمدَادات للنازحين لانتقالهم إلى مناطق آمنة وقدمت استعدادها لتقديم المساعدات وايوائهم ومساعدتهم، لكن قوى العدوان ومرتزِقته يمنعونهم وهو ما شاهدناه على المسيرة بمشاهَدَ واضحة ودليل قاطع أنهم يتخذون من هذه المُخَيَّـمات ثكناتٍ عسكريةً، كما لا نستبعدُ سعيَهم إلى استهدافِ هؤلاءِ النازحين.
ويشير علوان إلى أن قوى العدوان ومرتزِقتهم في مأرب يتشدقون بالإنسانية وهم بعيدون كُـلّ البعد عن الإنسانية ومُجَـرّدون من كُـلّ القيم الإنسانية، ولو كانت لديهم أية ذرة من الإنسانية لما تمترسوا في مُخَيَّـمات النازحين ولما منعوا النازحين من الانتقال إلى مناطق آمنة وبعيدة عن الاشتباكات، ولو كانت لديهم إنسانية لما اختطفوا النساء من مُخَيَّـمات النازحين وارتكبوا أبشع الجرائم بحق النساء والأطفال.
أما عضو مجلس الشورى، الشيخ عبدالله منصور الشريف، فيؤكّـد بالقول: في البداية أنا لستُ مع من يتحدث كَثيراً عن وجودِ نازحين مدنيين بما تعني الكلمة، فهناك مقاتلون تابعون للتجمع اليمني للإصلاح جاءوا من مديريات مأرب المحرّرة ومحافظات أُخرى ومعهم بعضُ عوائلهم، حَيثُ أن هجرتَهم إلى مركز المحافظة باختيارهم دون إجبار أَو مضايقة من أحد.
ويوضح الشيخ الشريف لصحيفة “المسيرة” أن وضعَ هؤلاء في مُخَيَّـمات كنازحين لعدة أسبابٍ، أولها ابتزازُ المنظمات الإنسانية واستخدامُهم كدروع؛ لعرقلة تقدم الجيش واللجان الشعبيّة، ومنع تطهير وتحرير محافظة مأرب، مُشيراً إلى أن وضعَ تلك المُخَيَّـمات كان مدروساً بشكل يؤكّـد النية المسبَقة لاستخدام المُخَيَّـم كحماية للمدينة وشماعة يتعالى منها صراخُ دول العدوان أمام الرأي العام العالمي.
ويبيّن الشيخ الشريف أن نسبةً بسيطةً في تلك المُخَيَّـمات من النازحين غير المسيَّسين ذهبوا بعوائلهم بعيدًا عن المُخَيَّـم منذ بداية احتدام المعارك، وحتى عناصر الإصلاح لا أظن أن يُبْقُوا على عوائلهم في المُخَيَّـم التي تقتربُ منه المعارك، باستثناء عدد من الأفراد كمادة إعلامية، مؤكّـداً أن المساحاتِ الآمنةَ كثيرة، وبالتالي كان الأحرى بدول العدوان ومرتزِقتهم والمنظمات الإنسانية ترتيبُ مكان بديل وآمن بعيدًا عن المواجهات لهؤلاء النازحين، إن كان يهُمُّهم الجانبُ الإنساني والمعاناةُ التي يثيرونها ويتشدَّقون بها.
ويزيد الشريف بقوله: ومن هُنا يتضحُ أن استخدامَ مُخَيَّـمات النازحين كثكناتٍ عسكريةٍ كان أمراً متوقعاً، بل وقد يذهبون إلى أبعدِ من ذلك، فلا نستبعدُ ارتكابَهم جريمةً في حَقِّ المدنيين ليلصقوها بقواتِ الجيشِ واللجانِ الشعبيّة، مُشيراً إلى أن من ارتكَبَ مئاتِ المجازر بحق النساء والأطفال من أبناء شعبنا خلال 6 أعوام لن يتورعَ في ارتكابِ أية جريمة؛ لتوظيفِها سياسيًّا، خُصُوصاً وهم يشعُرون بالهزيمة، كالغريقِ يبحثُ عن قِشَّةٍ لتُنجِيَه ويثيرَ بها الرأيَ العام المحلي والدولي.
ويتطرق الشيخ الشريف إلى أن المجتمعَ الدولي وخُصُوصاً أمريكا أُورُوبا ومنظمة الأمم المتحدة التي جعلت من مُخَيَّـم النازحين قميصَ عثمان وهم المشاركون في العدوان على اليمن من البداية العدوان وإن لم يعترفوا بذلك، منوِّهًا إلى أن اليمنيين يعرفون غُرماءَهم بغضِّ النظر عن تفاوت درجات التورط، وهدفُهم من تلك الضجة معروفٌ هو توقيفُ وعرقلةُ التقدم للجيش واللجان من تحرير مدينة مأرب، ولكن لا يجبُ الانتباهُ لرغباتهم، فهم أولاً وأخيرًا أعداءٌ، ومدينة مأرب سوف تتحرّر في القريب العاجل بعون الله، مُطَمْئِناً الجميع بأن الجيشَ واللجان الشعبيّة أحرصُ على سلامة المواطن اليمني أينما كان نازحاً أَو مستقراً.
توظيفٌ رخيص
من جانبه، يؤكّـد عضو مجلس الشورى، الشيخ محمد بن طعيمان الجهمي، أن استخدامَ النازحين كدروعٍ بشرية على أسوار محافظة مأرب كوسيلة ضغط، وتعريضهم للخطر من قبل العدوان ومرتزِقتهم أُسلُـوبٌ وقحٌ ونازيٌّ وإرهابيٌّ ورخيصٌ ومُجَـرَّدٌ من كُـلِّ القيم والدين والأخلاق، وبعيدٌ عن كُـلّ ما يُنسَبُ إلى الإنسانية بصلة.
ويضيفُ الشيخ طعيمان في حديثه لصحيفة “المسيرة” بالقول: ما شاهدناه وشعبُنا عبرَ المشاهد التي عُرضت على قناة المسيرة من جريمةٍ مشهودةٍ بحق النازحين وتحويلِ مُخَيَّـمِهم إلى معسكرٍ وتحصيناتٍ قتاليةٍ يكشفُ للجميع وللرأي العام التوظيفَ الرخيصَ للإنسانية لأغراض عسكرية واستغلالهم كورقة ضغط إعلامياً وحقوقياً؛ للاستقواء على الداخل بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة والرأي والإعلام العالمي، وذلك لوقف تحريرِ مأرب تحتَ زيف وتضليل وهمي، يسيء للإنسانية ويجردها من مصداقيتها، ويعرّض الأبرياء للخطر، نتيجة أُسلُـوب المرتزِقة القبيح.
ويضيفُ الشيخ طعيمان أن هذا الأُسلُـوبَ الفَجَّ يكشف للرأي العام حجمَ الهزيمة التي مُنِيَت بها قوى العدوان في محافظة مأرب، ويرفع الحرجَ عن سيطرة صنعاء ويزيد من عزم قواتها نحو تحرير ما تبقى من مأرب بكل ما استطاعوا من قوة.