أحداث على ذمة مأرب
عبدالسلام عبدالله الطالبي*
من خلالِ الأحداثِ الغريبة التي تطرَأُ يوميًّا في الساحة العربية وتهتمُّ بتغطيتها وكثرة الحديث عنها أغلبُ وسائل الإعلام يجدُ المتأمِّلُ نوعاً ما، ما يوحي بغرابةٍ في ما يحصل.
ففي مصر حوادثُ قطارات واعتراضُ سفن لحركة التجارة وكلام كثير عن سد النهضة و… إلخ!!
وتوتراتٌ ساخنة بين السودان وأثيوبيا على الحدود فيما بينهما!!
وانقساماتٌ داخلية في الصومال، وجدَلٌ واسعٌ حول البرنامج النووي في إيران وتارةً فرض عقوبات وتارة رفع العقوبات، واعتقالات للمقرَّبين من الرئيس الأردني وإثارة وضجة للجدل في وسائل الإعلام، مع إعلان غالبية الدول الموالية لإجراءات الملك الأردني مع مباركة أمريكية، وجدل عما يجري بشأن القوات الأجنبية في ليبيا، واعتصامات تأخرت في وقتها تقامُ بين الفينة والأُخرى للمتظاهرين في أغلب محافظات الجنوب، وتتويهٌ متعمدٌ كأنَّ لسانَ حاله يقول: إن الغرضَ من وراء كُـلّ هذه الأحداث المتسارعة وبالأصح المفبركة هو حرف المسار الإعلامي عن المعركة الفاصلة في مأرب.
مأرب التي كَثُرَ المتباكون عليها؛ تخوفاً على مصالحهم، ولعلمهم بما يختزنه باطنها من خيرات ومعادن ولله الحمد.
مأرب المحافظة اليمنية المعروفة بحضارتها التاريخية وثروتها النفطية التي أرادوا لها أن تظل مصدراً للاسترزاق والنهب لثرواتها.
نعم لقد انشغلوا بها جميعاً لكن بكاءَهم لن يجديَهم نفعاً!
لا لشيء سوى لأَنَّها يمنية الجنسية والمنشأ ولما هي عليه من السطو والاحتلال كان لا بُـدَّ لها أن تنعم بالأمن وتنضم إلى أخواتها من المحافظات المفعمة بالأمن والاستقرار الذي لا يكاد أن يستغنيَ عنه حتى أسر المرتزِقة المتواجدة في المحافظات الواقعة تحت سلطة حكومة الإنقاذ.
نعم مأرب هي شغلُهم الشاغلُ في هذا الظرف ويؤسفهم كَثيراً سقوطُها حتى وإن تماهوا في حديثِهم عنها عبر وسائل إعلامهم، وانشغلوا بأحداثٍ بديلة غير مؤرقة لهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
* رئيس الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة