اليمن يودّع سلطان الفضيلة والحارس الساهر لأمن الشعب المجاهد سلطان زابن
الحوثي: الفقيد زابن أمات كُـلَّ مخطّطات العدوان الهدّامة وتعامل مع المدانين كضحايا يجب تقويمُهم
مفتاح: برحيله خسرت اليمنُ أبرزَ القيادات الأمنية التي قطعت أذرعَ الاستهداف التآمرية للعدوان
سريع: تصنيفُه من قبل أمريكا وأدوتها خيرُ دليل على التأثير الكبير والعطاء الزاخر للمجاهد زابن
قيادات الداخلية والأمن: سيظل اللواء زابن المدرسةَ الملهمة لنا في تحمل المسؤولية وحماية الشعب
المسيرة: خاص
ودّعت عاصمةُ الصمود صنعاء، أمس الأول، في موكبٍ جنائزي مَهيب، رَجُـــــلَ الدولة والشعب، وحاميَ حِمى الوطن والمواطنين، سلطانَ الفضيلة والإخلاص، اللواء المجاهد سلطان صالح زابن -مدير عام البحث الجنائي-، الذي غادر اليمنَ نهايةَ الأسبوع الماضي بعدَ حياةٍ حافلةٍ بالعطاء والفِداءِ والمسؤولية.
وخلال مراسم التشييع التي تقدّمها عضوا المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي ومحمد صالح النعيمي وعددٌ من الوزراء وأعضاء من مجلسي الشورى والنواب، ونائب وزير الداخلية، اللواء عبد المجيد المرتضى، وقيادات أمنية وعسكرية وأقارب ومحبي الفقيد، عبّر المشيعون عن الألم والحزن لرحيل اللواء سلطان زابن، مؤكّـدين أن رحيلَه مثّل خسارةً لوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بصورة خَاصَّة واليمن بشكل عام، مشيدين بمناقب الفقيد وإسهاماته، حَيثُ كان قائداً أمنيًّا محنكاً عمل بكل عزيمة وإخلاص على تعزيز الأمن والاستقرار وضبط الجريمة والحد منها.
ولفت المشيعون إلى دورِ الفقيد زابن في محاربة الجريمة والتصدي لمؤامرات العدوان وإفشال مخطّطاته الإجرامية التي تستهدفُ زعزعةَ الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع.
وفي لحظاتِ الوداع الأخيرة لرجل الأمن المخلص والجندي الساهر لأمن وأمان الوطن والمواطن، والدرع الحَصين من المؤامرات العدوانية الهدامة للمجتمع اليمني، جرت مراسمُ التشييع للفقيد بعد الصلاة عليه في جامع الشعب، ووري جثمانه الثرى في مقبرة الجراف بمديرية شعوب.
شارك في التشييع وكلاءُ وزارة الداخلية ورؤساءُ المصالح وقادة وحدات ومدراء العموم بوزارة الداخلية وعددٌ من المشايخ والشخصيات الاجتماعية وجمع غفير من المواطنين الذين أبوا إلا أن يردوا ولو جزءاً بسيطاً من الجميل للراحل المجاهد زابن، برسمِ لوحةٍ بشريةٍ شعبيّة مختلطة الأنسجة والطبقات، ليقولوا للعدو بأن حملاتِه التشويهيةَ وأكاذيبَه وافتراءاتِه بحق المجاهد الراحل لم تكن سوى رَجْعِ صَدًى للتأثير الكبير والموجع لتحالف العدوان وأدواته بما حقّقه الفقيدُ من إنجازات أمنية قضت على كُـلّ أشكال الاستهداف التي حيكت ضد الشعب اليمني الصامد.
رَجُـــلُ الأمن القُدوةُ والمسؤولُ الساهرُ لأمن الشعب:
وفي السياق، تحدث عددٌ من مسؤولي الدولة عن مناقب فقيد الوطن اللواء سلطان زابن، وما خلّفه وراءه من تركةٍ أمنية مؤسّسية ستظلُّ خالدةً لكل الأجيال، مؤكّـدين أن رحيلَه عن خسارة للوطن والأمة، فيما نوّهوا إلى أن الفقيد زابن سيظل عملاً ومنهجاً ومثلاً يحتذى به في تعزيز الأمن والاستقرار ومكافحة الجريمة.
عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، قال في تصريح له: إن “هذا الرجل كان رجل أمن، رجلاً يحب وطنه ويحب جمهوريته، ويدافع عن وطنه وجمهوريته ويحافظ على حقوق شعبه”.
وَأَضَـافَ الحوثي معلِّقاً على الحشد الشعبي والرسمي الكبير المتسابق على المشاركة في تشييع اللواء زابن: “ما تلحظه اليوم هو حب لهذا الوطني لتفانيه في خدمة الوطن وتحَرّكه؛ مِن أجلِ الله وفي سبيل الله وَأَيْـضاً حماية المستضعفين”، مُشيراً إلى أن الفقيد زابن “كان قامةً أمنيةً يُحتذى بها، وبإذن الله تعالى ستجدُ كُـلَّ زملائه يسيرون في الخط نفسه، ويتحَرّكون ويحملون المشاعر ذاتها والمسؤولية”.
وأكّـد عضوُ السياسي الأعلى الحوثي أن “الشهيدَ سلطان زابن كان رجلاً يفهم الأداءَ الأمنيَّ وكيف يتحَرّك في مواجهة الحرب الناعمة في مواجهة المضلين الطغاة”.
وأشَارَ إلى أن الفقيد زابن كان يعتبر المدانين في مختلف القضايا ضحايا للعدوان؛ ولذا كان حريصاً على عدم التشهير بهم، متبعاً حديثَه “كان يعرف أن البعضَ منهم استُهدف من قبل العدوّ؛ بسَببِ ما يحصل من قبل العدوّ من خداعه ومن تضليله، فكان ينظر إلى كُـلّ شخص حقّق معه على أنه ضحيةٌ، فحاول ألا يفتح مِلفاتهم للعلن وألا يُري الآخرين ماذا قاموا به على أَسَاس ربما يستصلحون أَو ربما كذا وحتى يقول القضاء كلمته، فهذا الرجل تحَرّك بمسؤولية لأداء المهمة، مهمته كانت راقية في الحفاظ على المجتمع وأمنه واستقراره وعلى حقوق المواطن، مؤكّـداً أن “الفقيد أبو صقر رحمه الله كان رجلاً لا يخاف إلا الله، لا يخشى إلا الله، لم يأبهْ لكل ما قِيل له أَو كُـلّ ما قدم له”.
وخاطب الحوثي في حديثه للمسيرة رجالَ الأمن بالقول: “رسالتنا لهم أن يبقوا كما هو مستشعرين للمسؤولية متحَرّكين باستمرار، يعملون دوماً في الحفاظ على الوطن، يعملون على تحسين الوطن والمواطنين من أية حروب تستهدف اليمن، سواء استخباراتية أَو حرب ناعمة أَو غيرها من الحروب التي يواجه بها أبناء شعبنا حتى الحروب الإعلامية”.
وأكّـد على ضرورة أن “يكون لدى الناس يقظة كبيرة ويكون لديهم الهَمُّ الكبير في أن يحافظوا على وطننا وعلى تضحيات شهدائنا”، منوِّهًا إلى أن الفقيد “أبو صقر سيبقى في عيون الجميع بإذن الله ذلك الشخصَ الذي تحَرّك بمسؤولية وانطلق بمسؤولية ولم ينظر إلى كُـلّ ما قدمه من باب أن يأخذَ مقابلَه الأجرَ أَو العطاء أَو الرتبة إنما انطلق في سبيل الله ومن أجل الله”.
ورداً على الشَّائعات والأكاذيب التي يطلقها تحالف العدوان وأدواته على الفقيد زابن قال الحوثي: “هذا التشويه لا يمكن أن ينال من أبناء الشعب اليمني، هم يشوّهون الشعب اليمني بأكمله ويشوهون كُـلّ المجاهدين ويشوهون كُـلّ العاملين في الجمهورية اليمنية بدعاياتهم الكاذبة وأباطيلهم وتضليلهم، لذلك لا غرابة أن تجد هذا النوعَ من الإعلام المضلل على هؤلاء الأبطال الذين بذلوا كُـلّ ما في وسعهم؛ مِن أجلِ الله ومن أجل الوطن”.
واختتم حديثه بالقول: “كنا نشاهده في آخر الليالي وهو لا زال في مكتبه يمارس عمله، رأينا داخل عمله فراشَ نومه ينام في مكان عمله وهو يواصل بعملٍ دؤوب ومتحَرّك ومستشعر للمسؤولية، هكذا هم رجال الأمن يحملون اليقظة ويحملون الهَمَّ والمسؤوليةَ في آن واحد”.
النموذجُ الراقي في تحمُّل المسؤولية الأمنية:
إلى ذلك، قال العلامة محمد مفتاح -أمين عام حزب الأُمَّــة-: إن “الشعب من خلال تشييع وفقدان اللواء سلطان زابن يودِّعُ الهامةَ الأمنية الكبيرة التي أسهمت في إحباطِ العديد من المخطّطات التآمرية للعدو والتي كانت تمُسُّ أمنَ الوطن والمواطنين”.
وأكّـد العلامة مفتاح أن الفقيدَ المجاهد اللواء سلطان زابن أوجد نموذجاً راقياً من خلال عمله في البحث الجنائي، حَيثُ كان حريصاً على تأدية واجبه بكل إخلاص ونزاهة وأمانة.
المدرسةُ الأمنية الملهمة لكل رجال الأمن:
قياداتُ وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية هي الأُخرى، أكّـدت أن المجاهدَ الراحل سلطان زابن سيظل مدرسةً أمنية متكاملة، حَيثُ أكّـد نائبُ وزير الداخلية، اللواء عبدالمجيد المرتضى، أن “التأثير الذي تركه اللواء زابن خيرُ شاهدٍ على تفانيه وإخلاصه واستشعاره للمسؤولية”، وَأَضَـافَ المرتضى مخاطباً قوى العدوان “الفقيد ترك خلفَه بصماتٍ ستجعل منه حياً في صفوف رجال الأمن المخلصين، وستوجد بعده العديدَ من أمثاله المجاهدين الصادقين العاملين على مواجهة كُـلّ المخطّطات التي تستهدف الأُمَّــة”.
بدوره، قال اللواء حسن أحمد محمد -وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن الجنائي-: “إن “الفقيد زابن كان أبرزَ قيادات الجبهة الأمنية الذين برزوا في مواجهة كُـلّ مخطّطات العدوان”.
وأشَارَ اللواءُ محمد إلى أن بصمات وجهود المجاهد الراحل سلطان زابن “تكللت بإحباط الكثير من المؤامرات التي كانت تستهدف الجبهة الداخلية، وكانت تستهدف المجتمع اليمني ككل، ولهذا كان العدوّ منزعجاً من أداء اللواء زابن ولجأ إلى تشويهه في محاولة للنيل منه وكذلك للتغطية على المخطّطات الهدامة التي كان ينفذها العدوّ ويحبطها أبو صقر”، فيما قال المفتش العام بوزارة الداخلية، اللواء عبدالحميد المؤيد: “إن الفقيد “كان من خِيرة رجال الأمن الذين قاموا بواجبهم وأفشلوا كُـلّ مخطّطات الحرب الناعمة”.
من جهته، أكّـد العميد معمر هراش -مدير أمن أمانة العاصمة- أن اللواء المجاهد سلطان زابن “من موقع عمله وإدارته استطاع أن يسيطر على كُـلّ الأعمال الأمنية الخَاصَّة بالبحث الجنائي من خلال ضبط العديد من الخلايا التدميرية التي كانت تستهدف أمانة العاصمة ومختلف المحافظات الحرة”، فيما أكّـد العقيد عبدالغني المؤيد -مدير المباحث العامة بمحافظة مأرب- أن كُـلّ رجال الأمن يعتبرون اللواء المجاهد سلطان زابن “مدرسةً لنا في الصدق والوفاء والإخلاص والعمل وتحمل المسؤولية”.
سِرُّ التشويه والافتراء.. وجعٌ ألمَّ بالعدوان:
إلى ذلك، نوّه العميدُ يحيى سريع -المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية- بأن تصنيفَ المجاهد العظيم سلطان زابن من قبل أمريكا ومجلس الأمن وإلحاق ما أسموه عقوبات عليه “خيرُ شاهد وخيرُ دليل على أن أبو صقر كان سَداً منيعاً أمام مخطّطات العدوان”.
وأشَارَ إلى أن الفقيدَ زابن “كان من القيادات البارزة التي قضت على الجريمة المنظمة داخل البلد، وخُصُوصاً الجرائم التي كانت تديرها أجهزةُ العدوان الاستخبارية”.