الأردن جرسُ إنذار!
محمد مفتاح
اللُّعبةُ خطيرةٌ جِـدًّا جِـدًّا وأكبرُ من كُـلِّ التوقعات..
الضجةُ الإعلاميةُ حول ما يبدو أنه أزمةٌ حادةٌ داخلَ منظومة الحكم بالأردُن تخفي وراءها جانباً من الحقيقة المرة والقاسية وهي أن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد بالاشتراك مع المخابرات الصهيونية يسعون لإغراق الأردُن في أتون فوضى عارمة تمكّنهم من فرض الهيمنة المباشرة والفجة عليه خدمة لمشروع التحالف الصهيوني الخليجي الذي يعمل للسيطرة المباشرة على كُـلّ جغرافية المنطقة واستكمال السيطرة البرية والبحرية على المساحة الفاصلة بين ما يمكن تسميته أماكن سيطرة النظام السعودي وأماكن السيطرة الصهيونية لتكتمل حيثيات ومقومات ما يعتبره محمد بن سلمان ومحمد بن زايد تحالفاً يمكّنهم من تسيد المنطقة بأكملها بالشراكة مع الصهاينة، وهذا غباء مفرط، فالصهاينة سيتخلصون منهما بل ومن نظامهما برمته بمُجَـرّد أن ينفذا مهمتَهما ويتحقّق لإسرائيل ما تسعى إليه -إن خدمتهم الظروفُ والعواملُ وتمكّنوا جميعاً من تنفيذ مخطّطهم-..
إن أقطابَ التحالف الخليجي الصهيوني يعتبرون أنفسهم على وشك دفن مظلومية الشعب الفلسطيني نهائياً، وإخماد أية مطالب للفلسطينيين إلى الأبد، فلا عودة ولا دولة ولا هُــوِيَّة بل يَعبرون أنفسهم على وشك فرض سيطرة سياسية وفكرية على العراق وتفكيكه وأقرب ما يكون من تفكيك سوريا وتمزيق اليمن واحتواء مصر وابتلاع السودان والإجهاز على الجزائر وتونس..
هذه حساباتُهم للمنطقة برمتها، وما محاولة زعزعة تماسك النظام الأردُني المنبطح لهم إلا جزء من إزاحة أي حاجز مهما كان هشاً بل وتابعاً لهم من طريق تنفيذ مخطّط الشرق الأوسط الجديد بالتصور الذي رسمه خبراءُ صهيون ورسموه في ذهنية ابن سلمان وابن زايد وإيهامهما بأنهما سيكونان زعيمَين عظيمين سيأخذان حظاً ومكانةً في ترتيبات الشرق الأوسط الجديد.