الاحتلال السعودي.. يدٌ تنهبُ ثروة اليمن ويدٌ تقدم المساعدات للشعب
المسيرة | هاني أحمد علي:
في محاولةٍ منها لذَرِّ الرماد على العيون ودرء الفضيحة التي كشفت عنها حكومة صنعاء عبر قناة المسيرة الفضائية ووسائل الإعلام الوطنية، أمس الأول، بشأن وصول ناقلتَي نفط عملاقة إلى مينائي بير علي في مديرية رضوم بشبوة وأُخرى إلى ميناء الضبة بمديرية الشحر محافظة حضرموت تحمل علَمَ اليونان، وذلك لنقل ملايين الأطنان من النفط الخام إلى الخارج وبيعه لصالح تحالف العدوان في إطار مخطّطه لنهب وسرقة الثروات اليمنية وتجويع الشعب وحرمانه من الحصول على مستحقات وإيرادات النفط المنهوب وبقاءه عالة على فتات ومساعدات المنظمات الدولية، سارعت الرياض، أمس الثلاثاء، إلى توقيع اتّفاقية مع حكومة الفارّ هادي تتضمن تقديم مساعدات نفطية لتشغيل الكهرباء في المحافظات الجنوبية المحتلّة التي تعيش أوضاعاً مأساوية صعبة تتفاقم بشكل يومي على مرأى ومسمع الاحتلال السعودي الإماراتي ومرتزِقتهما.
وفي الوقت الذي يقومُ الاحتلال السعودي بنهب ثروات اليمن النفطية على مدى سنوات طويلة بتواطؤ مباشر من حكومة المرتزِقة، والاستحواذ على قيمتها ومبيعاتها المقدرة بمليارات الدولارات، بعيدًا عن الخزينة العامة اليمنية، فَـإنَّه وبكل وقاحة وابتذال يخرج متحدثاً عبر وسائل إعلامه وأبواقه المرتزِقة، تقديم منحة للمحافظات الجنوبية المنهوبة.
ودفعاً للحرج أمام العالم بعد انكشاف سوأتها أعلنت الرياض، أمس الثلاثاء، توقيع ما يسمى البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ممثلًا بسفيرها محمد بن سعيد آل جابر، الحاكم الفعلي لليمن، والمرتزِق أنور كلشات وزير ما يسمى الكهرباء والطاقة التابع لحكومة الفنادق؛ مِن أجلِ توريد المشتقات النفطية لتشغيل أكثر من 80 محطة كهربائية تنفيذاً لتوجيهات للقيادة السعودية، وذلك عبر منحة نفطية بإجمالي كميات يبلغ 1.260.850 طنًا متريًا، وبمبلغ 422 مليون دولار أمريكي.
وأعلن النظامُ السعودي زُوراً وبُهتاناً أن هذه المنحة النفطية تأتي مكرُمةً من الملك سلمان وخدمةً للشعب اليمني ورفعاً للمعاناة عنه، ودعمًا للاقتصاد في اليمن المنهار بفعل مؤامراته، وتطويرًا لما أسماه البنية التحتية المدمّـرة؛ بفعل القصف والاستهداف المباشر لطيرانه، وامتداداً للدعم السخي الذي تقدمه المملكة لليمن وتذهب لجيوب مرتزِقتها، بينما لا يستفيد الشعب منه شيئاً.
وحرصت السعوديةُ من خلال هذا التوقيع الحصول على ثناء حكومة الفارّ هادي، للمملكة وما تقدمه من دعم لليمن، والذي يتجسد في سرقة الشعب ونهب ثروته النفطية ونقلها للخارج على متن سفن عملاقة، لتأتيَ بعدها تتحدث عن الإنسانية وأن هدفها الأَسَاسي من وراء هذه المنحة النفطية هو إنارة بيوت اليمنيين، والمساعدة على تحقيق النمو الاقتصادي في اليمن الذي باتت ثروته ونفطه وغازه أسيرة بيد السعودية التي تمارس أبشع أنواع الجرائم وأصناف العذاب بحق أبناء البلد في الداخل والخارج وعلى رأسهم مئات المغتربين وعائلاتهم في منفذ الوديعة الحدودي.
وفي استخفافٍ واضحٍ للعقل اليمني والسعودي على حدٍّ سواء، أكّـد السفير محمد آل جابر، أمس، أن منح المشتقات النفطية السعودية تأتي مكرمة سخية من قيادة بلادة ودعما لما أسماها الحكومة اليمنية المرتزِقة والعميلة، وتقديم الخدمات للشعب اليمني الشقيق وتحقيق الأمن والاستقرار في البلد، وهو ما ينافي الصوابَ ويخالفُ ما يقومُ به النظامُ السعودي في اليمن منذ أكثر من 6 سنوات، ومخطّطاته في احتلال المحافظات الجنوبية والشرقية والاستيلاء على كُـلّ المنافذ البرية والبحرية والجوية فيها، ناهيك عن الحصار الخانق بحق الملايين في المحافظات الحرة ومنع دخول سفن المشتقات النفطية والغذائية والدوائية إلى ميناء الحديدة واحتجازها في عرض البحر لأكثرَ من 6 أشهر، واستمرار الحصار على مطار صنعاء الدولي، وهو ما ألقى بظِلاله على كُـلّ مناحي الحياة وخلف كارثة إنسانية وصحية هي الأسوأ في العالم بشهادات منظمات الأمم المتحدة.