حارسُ الفضيلة
أمل المطهر
لطالما سعت أمريكا بكل طرقها وإمْكَانياتها الاستخباراتية إلى استهدافِ كُـلِّ من يقف في وجه تحَرّكاتها الخبيثة والقذرة في داخل الوطن، وها نحن نرى الآن ما كنا نسمع عنه يحدُثُ في بلدانٍ كثيرة كالعراق وسوريا ولبنان وغيرها من الدول من اغتيالات واستهداف مباشر عن طريق الأسلحة النارية أَو عن طريق الأسلحة الكيميائية يحدث الآن أمامنا وما يؤكّـد لنا صوابية ما نقوله فاجعة الوطن في رحيل اللواء سلطان زابن -مدير البحث الجنائي- الذي كان مثالاً للرجل الذي يمضي نحو هدفه بثبات ويقوم بواجبه دون أن يوقفَه أيُّ ضجيج أَو يلتفت لأية ضوضاء، كان حارساً مخلصاً ويقظاً للفضيلة في وطنه عندما نرجعُ إلى إنجازات وأعمال إدارة البحث الجنائي أثناء تولي اللواء سلطان زابن سنعرفُ جيِّدًا، لماذا رحل؟ وستتكشفُ أمامنا الكثير من الأمور الغامضة.
بتر أيادي أمريكا القذرة التي كانت تعبث بأمن الوطن وتحاول هدم كُـلّ ما يمُتُّ للمبادئ والقيم والأخلاق، اكتشف الكثير من خلايا الفساد الأخلاقي التي كانت تسعي لنشر الرذيلة والفجور والمخدرات وقطع الطريق عليهم بشكل تام وجعلهم تحت المجهر والمراقبة بشكل مُستمرٍّ، بحيث تقلصت تحَرّكاتهم بشكل كبير وأصبحوا عاجزين عن تحقيق أعمالهم التي توكلوا بها؛ بسَببِ يقظة وحزم ذلك الرجل الحر.
لن نقول إن أمثال سلطان زابن منعدمون لكنهم نادرون، فعندما نعود للوراء قليلًا إبان بزوغِ فجر المسيرة القرآنية من صعدة سنعرف ما سر تكون تلك الشخصيات النادرة في حكمتها وشجاعتها ووعيها، اللواء سلطان زابن كان من أوائل من انطلقوا لتلبية نداء المسيرة القرآنية فصقلت شخصيته من بداية شبابه على الثقافة القرآنية وعمل مديرا لمؤسّسة الشهيد زيد مصلح فرع رازح.
تحَرّك في جبهات العزة إبان حروب صعدة الست وتحَرّك بعدها مع اللجان الأمنية في أمانة العاصمة.
كان يتعب ليلاً ونهاراً لتنظيم أقسام الشرطة ومتابعتها بشكل مباشر، عمل في الجانب الإعلامي مُصوراً في قناة المسيرة في بداية انطلاقتها وكان ممن يبذلون جهداً في توثيق المسيرات التي كانت تخرج في مديرية رازح.
تشرب العزة والإباء وانطلق من يومه مجاهداً مؤمناً متحَرّكاً لغاية رضا الله لا سواه، لذلك كان لكل تحَرّكاته أثرُها القوي والملموس في الميدان، وضجيج العدوّ وتشفيه نحوه قبل وفاته يشهد بعد رحيله يشهد أنه كان مؤثراً وَموجعاً وَفاضحاً لهم.
وسيكون من سيأتي بعده كما كان هو لأَنَّ مسيرة الرجال ما زالت مُستمرّة في إنتاج العظماء وإن ندروا لكنهم موجودون.