منظمات لا إنسانية ولا حقوقية
نبيل بن جبل
منظماتُ حقوق الإنسان، وَالمنظماتُ الإنسانية كافةً بكل مسمياتها وعناوينها التي تتغنى بها الأمم المتحدة ودول الطاغوت والاستكبار العالمي، وشعاراتها الإنسانية البراقة كلها شعارات وعناوين مفضوحة يلوح بها كذبة مجرمون حاقدون فاسدون لئام من ساسة العالم والدول الكبرى، فضحها العدوان السعو صهيوإماراتي على اليمن، فكل تلك المنظمات والشعارات الكاذبة صمتت وتصمُتُ أمام آلاف الجرائم التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها طائرات تحالف البغي والعدوان، وَقد انتهكوا بعدوانهم حرمات الله وكل القوانين السماوية والبشرية بقتل النساء والأطفال والصغار والكبار، وحصارهم الملايين من أبناء الشعب، وتنكروا لمواثيق الشرف والأمانة، والقوانين الدولية التي يدعون زوراً وبُهتاناً أنها ضميرُهم الحي وميزانُهم العادل؛ ليخدعوا بها الجماهير الجاهلة والشعوب الغافلة، وينفذوا خططهم الآثمة في قهر الشعوب وإذلالهم واحتلالهم ونهب ثرواتهم لصالح نفر من أصحاب الهيمنة على السوق العالمي والإعلام المزور.
فهل يقبل الضميرُ وهل تقبل القوانين الأممية وَالإنسانية أن يُقصفَ شعبٌ بأكمله، وتهدم أبنيته على رؤوس من فيها، وَيُقتل أبناؤه في الأسواق والطرقات وصالات العزاء والأعراس، ويموت الناس جوعاً؛ بسَببِ الحصار دون أن ينطق لسان، أَو تتحَرّك بنانٌ لأدعياء الإنسانية والحرية، وسَدَنَة العدالة، وأرباب الديمقراطية، في الوقت الذي تعصف رياح الغضب وتتفجر براكين الثورة إذَا قُتل شخص واحد في دول الغرب؟
فلماذا يكيل العالم بمكيالين؟
نعم فهذا ما يمكن أن نسميَه: النفاق السياسي والطغيان باسم الإنسانية، ولدينا تجربة طويلة معهم في اليمن خلال العدوان ولدينا تجربة طويلة معهم كأمة عربية وإسلامية في فلسطين والعراق وإيران، المعاناة هي كما هي، بل تتفاقم أكثر وأكثر، وهم يتغنون باسم حقوق الإنسان، يسرقون المال والمساعدات باسم الإنسانية، ولكن الحقيقة تقول: إنهم هم من يتسبب في صناعة الظلم والطغيان، ويتاجرون بمظلومية الشعوب المغلوبة على أمرها.
فلماذا تُقهَرُ الشعوبُ دون أن يتحدثَ أحدٌ أو يستنكرَ ما تفعلُه قوى الطاغوت والهيمنة العالمية؟!