من وعي محاضرة السيد القائد الرمضانية السابعة 1442هـ
عبدالفتاح حيدرة
واصَلَ السيدُ القائد في محاضرته الرمضانية السابعة عَرْضَ النعمِ الممنوحة من الله في سورة الرحمن، التي تخاطب الجن والإنس، والتي من خلالها يتم الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، وهذا العرض للنعم ندركها جميعاً، وَإذَا لم ينفع الإنسان التذكير بهذه النعم الكبيرة، فهناك العذاب والوعيد الشديد، عندما يأتي اليومُ الآخر والقيامة يأتي الحساب والجزاء، بعلم وقدرة الله الذي لا يخفى عليه شيء، والحديث عن القيامة واسع جِـدًّا، وهو قريب جِـدًّا، وهو حديث يزجر الإنسان عن حالة الغفلة والنسيان، فالتكذيب بالنعم وعدم شكر الله على هذه النعم، فَـإنَّ واقع الإنسان في الآخرة واقع الخاسر الخائب..
اللهُ سبحانَه وتعالى هو المسيطرُ على هذا الكَون وهو المحيط بعباده -قدرة وعلماً- وكل هذا العالم تحت سلطانه، وليس هناك أي مهرب للخروج من هيمنة وسلطان الله إلى مكان آخر، ولا مفر ولا ملجأ للأنس والجن لا يمكنهم التحَرّك والتصرف إلَّا ما سخره الله لهم على مستوى العلم والقدرة والتمكين والإمْكَانيات، ولهذا عليهم إدراكُ نِعم الله عليهم، وليس لهم أي مبرّر في التهرب من الله ومن أوامر الله، ولا يستطيعون أن يواجهوا الله سبحانه وتعالى، وهم كائناتٌ عاجزة وضعيفة، أمام قوة وجبروت الله، ولا مبرّر لتلك المواجهة، فإذا أتت أحداث يوم القيامة، سوف يتبين فيها عجز الإنس والجان، عندما يتم تدميرُ الأرض كلها، وهو حدث شامل ودمار شامل وهائل وكلي تنسف فيه كُـلّ الجبال وتتفجر كُـلّ البحار، والأرض تتحول إلى قاع صفصفا، وهذا هو يوم الحشر والحساب، وهنا سيكون كُـلّ البشر والجن عاجزين عن فعل أي شيء..
القيامةُ سوف تأتي بغتةً وفي وقت غير متوقع، ولذلك يجب الاستعداد لها، ويذكرنا الله في القرآن كُـلّ الحقائق عن يوم القيامة، ولا يمكن لأحد أن يتهرب أَو يختفي عن يوم الحشر، ومع عملية الحشر يأتي الحساب ويوم الفصل، وهنا لا يحتاج الأمر لعملية تحقيق واسعه مع كُـلّ إنسان، فكل صحف الأعمال جاهزة ومكتوبه، والله سبحانه وتعالى أكّـد هذه الحقيقة في القرآن، فكل من شكر الله على نعمه وأطاع الله سوف يؤتيه اللهُ كتابَه بيمينه، أَو يكون من العُصاة والمستهترين فسوف يؤتيه الله كتابَه بشماله والعياذ بالله، في هذا اليوم تشهد على الإنسان حتى جوارحه، وفي هذا اليوم عندما تتعامل مع نعم الله باستهزاء سوف يسجل ذلك في صحيفة أعمالك..
إن من يتبع أهواءَه ومزاجَه وعُقَدَه فخسارتُه كبيرة، وأكثر البشر سوف يخسرون؛ لأَنَّهم لم يتذكروا نِعمَ الله عليهم، ولم يحمدوا الله ويشكروه ويعملوا صالحاً، وهناك علامات واضحة لأصحاب جهنم، فعندما تبدأ عملية نقلهم إلى النار بطريقة مهينة ورغما عنهم وكلهم حسرات ورعب، ومن رحمة الله أن يذكرك الله في الدنيا عن واقع حياة الآخرة، ومشهد جهنم في يوم القيامة مشهد مرعب ومخيف جِـدًّا، ومن الجرائم الخطيرة والمعاصي هو عدم الاعتصام بحبل الله، وعدم القيام بالمسئولية تجاه ما أمر الله به، وَالمفارقة والمشاققة بين المؤمنين، هذه لوحدها عليها وعيد بالعذاب العظيم، وأية عوامل دفعت بك لارتكاب جريمة نكران نعم الله أَو معصية لله، فهذه جهنم تنتظره يطوف بين حميمها ونارها، أكلها عذاب وشرابها عذاب وثيابها عذاب..