رمضانُ الجهاد والعطاء
مرتضى الجرموزي
ها قد أتى رمضانُ والأبطالُ في رأس الجبال والهضاب والوديان والسهول والسواحل والبحار يسطّرون ملاحم النصر ويدافعون عن الدين والوطن والعرض أمام شُذّاذ الأقطار وعديميّ الأخلاق.
يرابطون في ثكناتهم وفي ثغور جهادهم الحق في مختلف الجبهات والمحاور الداخلية وفي الحدود يقعدون للعدو كُـلّ مرصد وفي أرض ميادين القتال يقفون كشُمّ الجبال الشامخة في وجه مليشيا الإرهاب والارتزاق ومن خلفهم عبيد الأمريكان والصهاينة.
للمرةِ السابعةِ على التوالي، يقضي المجاهدون شهر رمضان المبارك في مواقع رباطهم صياماً وقياماً وتسبيحاً في الغدو والآصال وفي متارس العشق الإلهي يذوبون في حبِّ الله والتضحية في سبيله والمستضعفين.
ينازلون أعداء الله يقارعونهم يهاجمونَ ويقتحمون ويسطرّون أعظم مواقف الثبات والإيمان والرجال الصادقة بوفائهم الجهادي ورباطهم القوي وصبرهم المتشبع بالروح الإيمانية والإخلاص.
ويؤثرون على أنفسهم شعبهم وأُمتهم ودينهم وعقيدتهم ولو كان بهم خصاصة من جوعٍ أَو عطش يسهرون ليل رمضان جهاداً لا يفترون ولا يغفلون عن عدوّهم وعدوّ الأُمَّــة والدين بُرهة، وعيونهم تترقب تحَرّك المعتدين ومن يمولّهم وفي نهار رمضان لا ينامون إلاّ ساعةً تحت حرارة الشمس.
يعانون يتعبون ويتألّمون يتوجعون ولا يتأوّهون حتى لا يستسلمون لمعاناتهم.
يُجرحون ويُقتلون وترتوي الأرض بدمائهم الزاكية وحتى لا تداهمنا كشعب يمني المخاطر يواجهون الأخطار وهم السبّاقون إليها دفاعاً عن كُـلّ طفل وامرأة يمنية أرملة وثكلى وأباء حيارى ومفقودين شهداء وجرحى، كُـلّ هموم المجاهدين رجالنا المغاوير هو الذود عن حياض اليمن الأرض والإنسان والعقيدة وأخذ الثأر لمن ظُلموا..
وقبل أن يحملوا السلاح لقتال أعداء الله كانوا وما يزالوا يحملون قيمَ الدين والإيمان والعقيدة والتوحيد وبنبيل أخلاقهم خرجوا فقراء إلى الله، وفي شهر رمضان جعلوا ساعات ليله ونهاره جهادا وعطاء وقرآنا، ومن نفحات هذا الشهر الفضيل ومع إطلالة السيد القائد العلم المجاهد سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه وحفظه- من خلال دروس ومحاضرات هدي القرآن والتي دائماً ما يطل علينا قمر بني هاشم العصر في ليالي رمضان تجد المجاهدين يسألون الله زيادةً في كمال إيمانهم وتماماً لكرم أخلاقهم وحُسناً لنيّاتهم وأعمالهم الجهادية فيسعدون بذلك وتزداد معنوياتهم وإلى مواقع وثكنات المعتدين والمرتزِقة يغزون ويقتلون الأعداء، حَيثُ وجدوهم يقاتلون ومن رمى بسلاحه الأرض رافعاً يد الاستلام فهم يحسنون إليه أسيراً له ما لهم من حقٍّ.
تطهير واقتحام وكمائن قتلٍ وإغارات وعمليات بطولية ميدانية وبالعيارات المزودة بنور الإيمان وبصيرة الجهاد والحق المشروع وضربات حيدرية باليستية ومسيّرة أثقلت كاهل تحالف العدوان بالهزائم المذلة والمنكسة لكبرياء خيانته وارتهانه بالأمريكان والصهاينة الذي لم يضاعفوا من قوته إلاّ الضعف والهوان والصغار وإلى المصير المجهول يهرول النظام السعوديّ وزبانية دناءته وانحطاط خسته وعمالته لليهود والنصارى.
للعيون الساهرة والأيادِ القابضة على الزناد للمجاهدين الأخيار أبطال الجيش واللجان الشعبيّة والأمن وخفر السواحل وحرس الحدود وكل فرد همه الإسلام والدفاع عن اليمن وأهله أمام أطماع الغزاة وحقارة المرتزِقة.
لكم منّا وإلى الله الدعوات بالخير والنصر والغلبة والعزة والتمكين، ونسأل من الله تعالى النصر والتمكين والفتح المبين، ولا نامت أعيُن الجبناء والمرتزِقة المنافقين..