الشهادة في سبيل الله شرف كبير ووسام عظيم وكانت خير خاتمة للرئيس الشهيد صالح الصمَّــاد
مسؤولون وأكاديميون وباحثون وإعلاميون لــ “المسيرة”:
- الرئيس الصمَّــاد جسّد خلال مسيرته الجهادية أهميّةَ وعظمة الشهادة كونه كان أحدَ أعمدة المشروع القرآني
المسيرة| محمد حتروش – أيمن قائد
يُعتبَرُ الشهيدُ الرئيسُ صالح علي الصمَّــاد نموذجاً من نماذج مدرسة الثقافة القرآنية وَجسد عظمة هذا المشروع واقعاً، في نصرته للحق والمستضعفين سواء قبل توليه الرئاسة، أَو نضاله ضد الحروب الظالمة على صعدة ومقارعته للطغاة.
لقد تمكّن الرئيس الشهيد صالح الصمَّــاد من الغَوص إلى أعماق أعماق اليمنيين، فكان أقربَ إلى الناس وأوثقَ صلة بهم.. لم يعرف البذخَ والرفاهية، وكان غالبًا ما ينفر من قصور السياسة، ليتجه إلى جبهات القتال، مؤمناً أنها أفضل الأماكن وأحبها إلى قلبه.
ويؤكّـدُ وزير السياحة، أحمد العليي، أن الحديث عن الشهيد صالح الصمَّــاد ذو شجون وأنه يشعر بألمِ الفراق وحزن عميق حينما يتذكره أثناء اللقاءات شبه اليومية لتأسيس الجبهة الوطنية الجنوبية لمقاومة الغزو والاحتلال أوائل العام 2016م.
ويؤكّـد الوزير العليي أن مواقف الشهيد الصمَّــاد البطولية والتاريخية عديدة وَيجب أن تدوَّنَ في مجلدات وأفلام وعبر مختلف الوسائل الإعلامية.
ويرى العليي أن الشهيد الصمَّــاد له تاريخُه النضالي والجهادي والنهج القرآني المشرف والريادي الذي اتبعه وسار على ذلك حتى آخر لحظات حياته الجهادية والتي اختتمها بالشهادة في سبيل الله، واصفاً خبر استشهاده بالصدمة والصاعقة التي تلقاها هو وزملاءه في الجبهة الوطنية لمقاومة الغزو والاحتلال.
ويقول العليي: إن الرئيسَ المجاهد الشهيد صالح الصمَّــاد كان يمثل بصيصَ الأمل للشعب اليمني كضوء ينير للشعب طريقه وأخرج الناس من الهيمنة الداخلية والتبعية الخارجية، مُضيفاً أن الرئيس الشهيد هو من غرس في أرواحنا والشعب بأكمله روحَ الصمود والاستبسال في مواجهة العدوان وكان السباقَ في الصفوف الأولى للجبهات وجندياً من جنود الجيش واللجان الشعبيّة، مجاهداً مع الله للدفاع عن الأرض والعرض.
من جانبه، يقول الناشط السياسي، الدكتور حبيب الرميمة: إن توليَّ الرئيس الصمَّــاد للرئاسة أتى من إرادَة الشعب اليمني الصامد الذي انتصر بتضحياته على الجلادين، لافتاً إلى أن الرئيس الشهيد لم تؤثر فيه مغريات السلطة وأنه أدرك معنى المسؤولية انطلاقاً من ثقافة القرآن الكريم التي وعاها وتشربها من أعلام أهل البيت عليهم السلام، موضحًا أن الصمَّــاد كانت نظرته واسعة الأفق، واستطاع أن يحتوي كُـلّ المؤامرات التي كانت تُحاك ضد ثورة 21 سبتمبر سواء على المستوى الداخلي أَو الخارجي”.
مقياسٌ لكل التحَرّكات
من جهته، يقول نائب وزير الثقافة، محمد حيدرة: إن الشهيد الرئيس صالح الصمَّــاد هو النموذج الذي نقيس عليه كُـلّ تحَرّك وكل مسار عملي ونقيِّم بموجبه كُـلّ اعوجاج”.
ويضيف حيدرة لصحيفة “المسيرة” أن الرئيس الشهيد صالح علي الصمَّــاد كان مدرسة نتعلم منها المعاني الحقيقية للإخلاص والصدق والتفاني والعطاء اللا محدود، وهو المعلّم الأول لمعاني التسليم والولاء لله ولرسوله ولأعلام الهدى.
إن الشهادة عطاء قابله الله بعطاء، ولها رجال يطلبونها في كُـلّ ميدان.. ولها مكانتها الخَاصَّة لدى عشاقها.
والشهداء هم عنوان للعزة والكرامة؛ كونهم شربوا من القرآن ومشوا على نهجه ومشروعه، فمضمون الشهادة لا تعرف الفرق بين رئيس ومرؤوس، فالشهيد الرئيس صالح علي الصمَّــاد عرف معاني الشهادة بعد أن شرب معاني القرآن وانطلق وفق مشروعه ومنهاجه مواجهاً للصعاب والتحديات حتى نال وسام الشهادة.
ويوضح مستشارُ المجلس السياسي الأعلى، عبدالملك الحجري، أن الرئيسَ الشهيد صالح الصمَّــاد جسّد طوال مسيرته الجهادية والسياسية أهميّة وعظمة الشهادة؛ باعتبَارها أحدَ أهمِّ أعمدة المشروع القرآني والركيزة الأَسَاسية التي بفضلها تحقّقت أهداف المسيرة والثورة، معتبرًا استشهاد الصمَّــاد قد مثل نموذجا عظيماً للشهادة من خلال رمزيته ومواقفه وأدواره التي عرف بها.
ويقولُ الحجري لصحيفة “المسيرة”: إنه مثلما استهدف نظام العدوّ السعودي بالأمس الرئيس الشهيد الحمدي فقد استهدف الرئيس الشهيد الصمَّــاد؛ باعتبَاره رمزاً وطنياً حقيقياً للدولة اليمنية الحديثة ومشروعها الوطني التحرّري في استقلالية قرارها السيادي.
من جانبه، يقول مستشار وزارة الإعلام، توفيق الحميري: إن للشهيد الرئيس أبو الفضل صالح علي الصمَّــاد الفضل في أن يعلمنا لهذا التعريف والتوصيف القويم لمفهوم الشهادة منتهلاً وملهماً إياه من دروس الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- الذي أعاد الاعتبار للمفهوم الحقيقي للشهادة من وحي القرآن الكريم قولاً وعملاً، حَيثُ قدمه لنا بصورة راقية في إحدى محاضراته ثم قدمه لنا بأرقى تجسيد وتقديم وأعظم أنموذج ومثال من خلال استشهاده.
ترجمة حقيقية للمسؤولية
وَيصف الدكتور يوسف الحاضري، الشهادة بأنها أسمى وأعلى مراحل المسئولية التي يتحَرّك بها الإنسان وهي الترجمة الحقيقية والفعلية لتحمل الأمانة وهي كذلك الترجمة النهائية لقبول الله للعبد كاصطفاء ومكافئة لمن يستحقها.
وفي ترجمة معنى الشهادة لدى الرئيس الصمَّــاد يقول الدكتور الحاضري: “وجدنا الترجمة العملية لهذا المعنى لدى الرئيس الشهيد رغم أنه وصل إلى قمة هرم الحكم في اليمن كملك (والملك ينزع نزعا من القلوب المريضة) غير أن الرئيس رماها خلف ظهره وأقبل نحو الملك الحقيقي في الخلود الحقيقي وهو يؤدي مسؤوليته كما يجب أن يؤديها”.
أما الإعلامي، علاء الدين القانص، فيقول: إن ثقافة الشهادة عند من يحملون المشروع القرآني ويتحَرّكون وفق أُسسه ومبادئه هي ثقافة راسخة ومتجذرة وهدف سامٍ يسعون لتحقيقه، فالشهادة في سبيل الله شرف كبير ووسام عظيم يتسابق لنيله كُـلّ من استشعر المسؤولية وتحَرّك في سبيل الله نصرةً للحق ومقارعة الظالمين ودفاعاً عن المستضعفين.
ويصف القانص درب الشهيد الرئيس أنه كان واحد من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فصَدَقهم الله وعده، ونذر حياته كلها لله وفي سبيل الله مؤمناً مجاهداً مخلصاً صادقاً، فكانت الشهادة التي أكرمه الله بها هي خير خاتمة لحياته الفانية في هذه الدنيا، وبداية الخلود في جنة الله، حَيثُ الحياة الأبدية جوار ربه، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، مُضيفاً أنه جديرٌ بشخصيةٍ اتفق عليها وأحبها الجميع كشخصية الشهيد الصمَّــاد أن يختاره الله ويصطفيه لنيل هذا الوسام العظيم والشرف الرفيع في الدنيا والآخرة.
مدرسة لصمود الأحرار
وفي السياق، يقول الناشط الإعلامي، شمسان اليفاعي: إن الرئيس الشهيد صالح الصمَّــاد يشكل مثالاً ونموذجاً للثبات والصمود والتضحية، وهو بذلك مدرسة يتعلم منها كُـلُّ أحرار اليمن، مؤكّـداً أن المشروع القرآني الذي نسير عليه كفيل بإنتاج مشاريع مماثله لمن يمضي على ذات الدرب.
من جانبه يقول الأُستاذ علي شاهرة: إن الشهادةَ لها مكانةٌ عظيمةٌ لا يدركُ عظمتَها إلَّا المؤمنون فهي الفوز العظيم والانتقال من الحياة الفانية إلى الحياة الدائمة، مُشيراً إلى أن كُـلّ العظماء قد أدركوا قيمتها من وقت استشهاد الإمام علي -كرم الله وجهه- وذريته إلى وقتنا استشهاد الشهيد القايد السيد حسين بدر الدين الحوثي والرئيس صالح الصمَّــاد وجميع الشهداء سلام الله عليهم جميعاً.
رجل استثنائي
ويؤكّـد الناشط الثقافي، رأي الله الاشول، أن المنطلقين في المشروع القرآني أكثر من يدرك أهميّة الشهادة في سبيل الله، وأن الرئيس الصمَّــاد أُنموذج، حَيثُ أدرك أهميتها المُثلى.
ويضيف الأشول أن الصمَّــادَ كان إنساناً قبلَ أن يكونَ رجلَ دولةٍ مقتدراً، متنوعَ المهام ومتعددَ الملكات وذا شخصية فريدة جمعت بين الإدارة المؤسّسية والقيادة الإيمانية، يندر أن تجد قائداً معاصراً يحمل تلكم المواصفات.
ويصف الأشول الشهيد الصمَّــاد أنه قائد لا يتكرّر.. وأنه لا يحدث كُـلّ زمن أن تجد رئيس الدولة وقائد جيشها الأعلى، مستعداً لأن يتخلى عن مناصب الدنيا لأجل مسح غُبار أحذية مقاتليه، مُشيراً إلى أن كُـلَّ تلك المكرمات حازها الشهيد الصمَّــاد؛ لأَنَّه أدرك جيِّدًا أهميّة وقيمة الشهادة، وعلى ضوئها كانت كُـلُّ تحَرّكاته شجاعة وقراراته جريئة وحتى خطاباته كانت تلامس المشاعر وتهز القلوب، ذلك أنها نابعة من إنسان قوي وصادق ونزيه؛ لأَنَّك حين تعقد صفقتك مع الله فَـإنَّك تجد مبتغاك.