محورُ المقاومة ملجأُ الشعوب وسفينةُ النجاة
أبو هادي عبدالله العبدلي
تعيشُ الشعوبُ العربيةُ والإسلامية في مرحلة من مراحل الغفلة عن مصير شعوبهم، من خطورة الغزو الأمريكي والمشاريع الأمريكية ضد الأُمَّــة الإسلامية والشعوب العربية، فيما استطاعت إليه أمريكا وإسرائيل في القرون الحالية من شراء حكام بعض شعوب المنطقة ورجال الدين، لكي تستطيعَ من خلالهم توسيع النفود والهيمنة على الشعوب العربية والإسلامية، بما فيه الكفاية بتبني المشاريع الأمريكية الاستعمارية في شتى شعوب العالم، كحال شراء أمريكا بعض حكام الخليج وآل سعود الذين ولوا وُجوهَهم شطرَ البيت الأبيض..
ليكونوا مُجَـرّد أدوات تابعة للغرب في تنفيذ المشاريع الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف الأُمَّــة الإسلامية بأسرها، بما فيه التمهيد في توسيع دور أمريكا وإسرائيل وعملائهم في ضرب الأُمَّــة الإسلامية، حتى وصل بهم الأمر لأن يبيعوا دينهم والقيم الإسلامية وَكرامة وعزة وشرف وحرية وثروات شعوبهم لأعداء هذه الأُمَّــة أمريكا وإسرائيل، وأن يتآمروا على شعوبهم وأن يسخِّروا أنفسهم ليكونوا أدواتٍ قذرةً لخدمة أعداء هذه الأُمَّــة في ضرب شعوبهم وإذلالهم وقهرهم، فاليوم تعيش مملكةُ الرمال تحت الوصاية والهيمنة الأمريكية التي صادرَت حرية التعبير وحرية القول والنهوض ضد فساد آل سلول، وهناك مِئات من الناشطين تحت مرارة الظلم خلف القضبان..
ناهيك عن بقية الشعوب العربية التي استطاعت أمريكا شراءَ حكامها بثمنٍ بخسٍ في أسواق النخاسة، بها يستكملُ أعداءُ هذه الأُمَّــة التحضيرَ الكاملَ لاستهداف الشعوب العربية والإسلامية ديناً وأرضاً وإنساناً، وهذا هدف يسعى له أعداء هذه الأُمَّــة، فهم العدوُّ التاريخي منذ القدم، فهم أعداء الإسلام والمسلمين منذ ظهور دين الله على رسله وأنبيائه، وليسوا وليدي اللحظة، فلا يكاد يخلو التاريخ الإسلامي من المؤامرات اليهودية لاستهداف المسلمين واستهداف دين الله، ولكنَّ الدينَ هو المنتصرُ بالله مهما كانت مؤامرات ومشاريع أعداء هذه الأُمَّــة..
فاليومَ أصبح ملجأَ الشعوب العربية والإسلامية وسفينة نجاة الشعوب من مؤامرات ومشاريع أعداء هذه الأُمَّــة أمريكا وإسرائيل، محورُ المقاومة أمل تلك الشعوب لاستعادة العزة والكرامة والحرية المسلوبة منذ وقت طويل، وعادت السيادة للشعوب العربية والإسلامية، خُصُوصاً اليمن وسوريا والعراق وفلسطين، فكُلُّ هذه الدول أمام مؤامرات عدوانية من قبل أعداء هذه الأُمَّــة أمريكا وإسرائيل ودول الخليج التي لا تقلُّ حقداً عن العدوّ التاريخي لهذه الشعوب التي ترفض الذل والهوان والعبودية لكل طواغيت الأرض..
في ذات الوقت، رأينا الكثيرَ من الشعوب العربية الذي ينبطحون ويُشهِرون الانحطاط القيمي والأخلاقي والقومي ويختارون السقوطَ في مشاريع التطبيع والتقسيم وتحويل بُوصلة العِداء لإيران ومحور المقاومة.
تأتي الدعوة الصادقة من منبع الحفاظ على ما تبقى من ماء وجه هذا الأُمَّــة في سبيل مواجهة مؤامرة الأعداء والتوحد التام بما فيه التمسك بالقضية الفلسطينية قضيتنا الأولى، وما على الشعوب سوى التماسك والانحياز إلى محور المقاومة، وهو الخيار الأصوب، بما يوحيه إلينا منطلقُ ديننا ومنطلقُ المرحلة والواقع والمسؤولية، فكلُّنا محورُ المقاومة.