مأرب والفرصة الأخيرة

 

إكرام المحاقري

بعيدًا عن الحسم العسكري الذي قام به الجيش واللجان الشعبيّة اليمنية في مديرية نهم التابعة لمحافظة صنعاء، وما تلاه من حسم عسكري في محافظة الجوف والذي فتح للجيش اليمني بوابة العبور إلى محافظة مأرب، وتحريرها من سيطرة الاحتلال المقيت، ولا بُـدَّ من فرصة أخيرة لمن لا زال في نفسه ذرة من دناسة حب للارتزاق على حساب أبناء بلده.. فالفرصة كـ الغصة وتفويتها هلاك بحد ذاته.

تحدث الكثيرون من الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين عن حتمية الحسم العسكري في محافظة مأرب، والذي أصبح قاب قوسين أَو أدنى من السيطرة والتحرير والتوجّـه لتحرير ما بعدها من محافظات الجمهورية اليمنية، وقد يكون القادم محافظة شبوه بتدخل من أهلها بعيدًا عن قوات صنعاء، لكن المؤسف هي تلك النهاية المخزية لمرتزِقة العدوان المحسوبين على الإخوان أَو على القبائل أنفسهم!!

أما التنظيمات الإرهابية فلا أسف عليهم، حَيثُ وهم بذرة قذرة للأمريكان تعي وتدرك خطورة ما تقوم به باسم الإسلام.. والكثير منهم إسرائيليو الولاء، فالحسم العسكري سيكون عارا على جميع القوى بما فيهم القيادات التي هربت ونفذت بجلدها تاركة خلفها عتاد وعدة الارتزاق، ناهيك عمن تم تصفيتهم من الحياة بشكل نهائي على أيدي أسيادهم!!

كانت معركة مأرب وما زالت المعركة الفاضحة لمخطّطات العدوان، ولن يكون مصيرها إلا حَيثُ تشاء القيادة اليمنية الحكيمة، فـالتطهير قد وجب والتنظيمات الإرهابية قد آن أوان قطافها، ولمن تبقى من المرتزِقة الخيار الأخير في المواصلة أَو العودة إلى حضن الوطن كما فعل الكثيرون منهم، وما السياسة الأمريكية لتحريك القاعدة وداعش إلا ضربة لمزعومية الشرعية وطمساً لحقوق “الفارّ هادي” المراد بها احتلال اليمن، لكن الورقة الأولى ولأخيرة لن تجدي نفعاً، حَيثُ وقد تلاشت في نهايات مخزية، منهم من صُنّف إرهابياً من قبل الخارجية الأمريكية ومنهم من ذاق وبال انتفاضته المفضوحة، ومنهم من نال جزاء خيانته بيد من باع الوطن مِن أجلِهم!!

ختاماً..

حتى وإن تنازلت المملكَة السعوديّة عن كبرها، وتودد المجلس الدولي لمن تغاضوا عن حقوقه طوال 6 أعوام من الحرب والحصار، وحتى وإن أعلنت واشنطن شرعية حكومة صنعاء وسيطرة المجلس السياسي الأعلى، فلن يجدي نفعاً ولن يقدم ذلك شيئاً أَو يؤخره.

فالحسم العسكري قد وجب وتحرير الأرض اليمنية لا بُـدَّ منه، وعائدات النفط والغاز لا بُـدَّ لها من العودة إلى خزينة الدولة، ولا بد للشعب من العيش في كرامة ورخاء وحرية حتى وإن طال الأمد، وما ذلك إلا مسألة وقت لا غير، وإن غداً لناظره قريب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com