للوعي منابع مبددة للزيف
سند الصيادي
الحروبُ التي تُشَنُّ لمواجهةِ المطالِبِ المستحقَّة للشعوب تكونُ محكومةً عادةً برهانات الترغيب والترهيب وَبالرهان على عواملَ ماديةٍ بحتة وَنزوات شيطانية كامنة في العقلية الاستعلائية للقادة وَالنظم، وَكلها في مجملها رهانات تتهشم إن اصطدمت بحائط صلد من الإيمان العميق بسمو القضية وَسمائية الهدف.
وفي تفاصيلِ هذه الحروب وَمجرياتها، تبرز أخلاقياتُ كُـلِّ طرف على كافة المستويات، وَتعزز الأخلاقياتُ المتبعة والتي تمارَسُ من الجميع هُـوِيَّةَ كُـلّ معسكر وَمبادئه وَدوافع حربه، وَتبدأ هالةُ الغموض بالانقشاع من على عقول التائهين على غير عمد وَالباحثين على الحقيقة كما هي لا كما يريدونها أن تكون.
وَالمعاركُ التي يوقدُها ويحرك مفاعيلَها “الدعمُ الخارجي السخي” لا تدومُ وَلا تتأزمُ وَلا تصبحُ قضيةً مع الزمن، إنما تنطفئُ بانقطاع التمويل الذي لا يستمرُّ أبداً وَيكون مزمَّناً عادةً بالجدوى وَتغيير المواقف.
ولكم حق التأمُّلِ العميق في ظروف تشكيل وَدوافع وَواقع الكثير من الفصائل المُحاربة في اليمن.
وَالوعي الذي يحكُمُ حياة الإنسان وَيضبط شوكةَ موازينه نعمة إلهية فطرها الله في خلقه قبل أن تُرسَمَ خرائطُ الأوطان وَتؤسس المدارس وَالجامعات، نعمة وهبة لا تنال ولا تُقرن بمستوى التعليم وَلا بنوعية الشهادات، كما الجهلُ نقمةٌ لا صلة لها بأُمية القراءة وَالكتابة، ولا بكم الكتب والنظريات والعلوم الفلسفية التي نحفظها.
وبدون ذكر أمثلة، فَـإنَّ هذا ما ثبت في الحالة اليمنية في ظروف الحرب، بالشواهد والنتائج.
وَللوعي منابع، أكثرُها نقاءً تلك التي لا يقطع الله مناهلَها وَلا تجفُّ قيعانُها، وَلطالما أظهرها اللهُ علينا قِصَصاً تروى وَعبرةً تُستفاد، وَأعلامَ هدى يخطبون وَيوعظون وَيرشدون، ثم يتركون لآذاننا وَعقولنا حريةَ الاستماع وَالتفكر.
وَختامًا، لو عرف العربُ حقيقةَ قوة وَهيمنة أمريكا وَضعفها أمام الإرادات القوية للشعوب وَعدم قدرتها على خوض الحروب ضدها بدون حسابات خوارزمية معقَّدة لا يتوافر فيها الأدوات وَالخيانات الداخلية.
لو عرف العرب ذلك.. لخرجوا من حالة الفوبيا التي تسكنُهم وَعباءةِ الذل والمهانة والابتزاز التي تسيطر عليهم.
وَلهم وَأمام أنظارهم النماذج وَالشواهد.. من دول وَقوىً وَشعوب.