تقرير: الدعم السعودي للإرهاب وجرائم العدوان في اليمن يسقطان تأثير أموال النفط
تقرير: الدعم السعودي للإرهاب وجرائم العدوان في اليمن يسقطان تأثير أموال النفط
صدى المسيرة: إبراهيم السراجي
على غرار الكيان الصهيوني صنع النظام السعودي لوبيا عالميا باستخدام أموال النفط وبذلك حمى نفسه من ارتدادات ما حدث في المنطقة، وكان النظام السعودي تقوم قائمته إذا نالت منه وسيلة إعلامية في الغرب ويسعى لإسكاتها بنفس الأسلوب الذي تدير السعودية به كل شؤونها (أموال النفط) وحققت إلى فترة قريبة نجاحا واضحا في هذا الإطار، غير ان متغيرين حدثا مؤخرا وجعلا ال سعود يفقدون مكانتهم في العالم.
المتغيران تمثلا في (حرب اليمن) والإرهاب الذي ضرب قلب أوروبا وتزامن ذلك مع فقدان النظام السعودي لأهم أسلحته وهو المال بفعل تراجع أسعار النفط عالميا والذي جعلها على حافة الإفلاس وعلى بعد خمس سنوات من ذلك بحسب تقرير اسدره البنك الدولي مـؤخرا.
لم يعد لدى الغرب استعداد ان يتحمل دعم السعودية للإرهاب ليس لأن الدول الغربية ترفض الإرهاب فهي تشارك في دعمه بالوطن العربي لكنها لم تحتمل ان يضرب الإرهاب أراضيها كما حدث في فرنسا ولذلك لم يعد بإمكان المسؤولين الغربيين والصحافة أيضا ان تواصل انصياع للمال السعودي وتدفع ثمن ذلك تصادما مع شعوبها التي تتعرض للإرهاب لذلك سقط تأثير المال السعودي بعد ذلك ففتحت كبريات الوسائل الإعلامية الغربية أبواب الجحيم على النظام السعودي واتهمته بدعم ورعاية الإرهاب لدرجة ان احد تلك الوسائل قالت ان السعودية هي داعش وبالمثل داعش هي السعودية كما انبرى نائب المستشارة الألمانية ليحذر النظام السعودي بشكل مباشر قائلا ان زمن التغاضي انتهى محذرا النظام السعودي من دعم ونشر الوهابية في ألمانيا.
- السعودية تتعاقد مع شركات أمريكية لتحسين صورتها
الجرائم التي ارتكبها النظام السعودي في اليمن ودعمه للإرهاب المتمثل بداعش والقاعدة جعلته مكشوفا أمام العالم ولذلك وضمن محاولته اليائسة لتحسين صورته المشوهة والمشبوهة أقدم النظام السعودي على التعاقد مع شركات علاقات عامة أمريكية بأموال طائلة لتحسين صورته أمام العالم.
في أكتوبر الماضي كشفت وسائل اعلام أمريكية ان السعودية رصدت عشرات المليارات من الدولارات لتمويل حملة علاقات عامة في اميركا ودول اخرى لتحسين صورتها في مواجهة الانتقادات الشديدة الموجهة اليها، من قبل صحف ومحطات تلفزة غربية، خاصة في حربها على اليمن، وسجن المغرد السعودي رائف بدوي، وحكم الاعدام على المراهق علي النمر، لمشاركته في مظاهرات ضد النظام.
كشف عن ذلك الكاتب لي فانغ في مقال نشره في موقع “انترسبت” الامريكي ان السعودية وقعت اتفاقين مع كل من شركة “ايدلمان” العملاقة للعلاقات العامة، التي تعتبر الاضخم في العالم، وشركة “بوديستا جروب” والاخيرة اسسها توني بوديستا، أحد أبرز المشرفين على جمع الاموال لحملة مرشحة الرئاسة هيلاري كلينتون.
كما نجحت السفارة السعودية في واشنطن في تجنيد العديد من المشرعين الامريكيين، مثل السيناتور السابق نورم كولمان، كما تقوم شركة ارامكو السعودية بتوظيف علاقاتها للوصول الى لوبي شركات النفط الامريكية.
- المال السعودي بدون جدوى وكشف الوجه القبيح لآل سعود مستمر
لم تحقق محاولات النظام السعودي لتحسين صورته أي نجاح بل إن جرائمه في اليمن ودعمه للإرهاب قد جعل أمواله التي أنفقها في أكتوبر الماضي لتحسين صورته تعطي نتائج عكسية.
وفي أواخر شهر نوفمبر الماضي نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا بعنوان ” السعودية وداعش التي صنعتها” وشبهت السعودية بـ”داعش الأبيض” مقابل صنيعتها التي وصفتها الصحيفة بـ”داعش الأسود”.
وقال الصحيفة ان ” داعش” الأسود، و”داعش” الأبيض. الأوّلُ يشقُّ الحناجر، ويقتُلُ، ويدمّر إرث الإنسانية المشترك، ويهزأ بالآثار والنساء وغير المسلمين. أمّا الآخرُ فيرتدي ملابس أفضل وأكثر ترتيبا، ولكنّه يقوم بالأمور نفسها. داعش، المملكة العربية السعودية.
وفي صراعه ضدّ الإرهاب، يشنّ الغرب حربا على أحدهما، ويصافح الآخر. هذه آليّة الرفض، وللرفض ثمن: الحفاظ على التحالف الاستراتيجي الشهير مع السعودية على محكّ نسيان أنّ هذه المملكة تعتمد أيضا على تحالف مع رجال دين يصدّرون الوهابية، ويشرّعونها وينشرونها، ثمّ يدعون لها ويدافعون عنها. والوهابية هي الشكل الأكثر تزمّتا من أشكال الإسلام، الذي يتغذّى عليه تنظيم “داعش”.
من جانبه قال تلفزيون “دويتشه فيله” الألماني ان التحالف بين السعودية والدول الغربية أصبح محط تساؤلات، بعد انتقادات حول تمويل سعودي للجماعات الإرهابية.
كما أكد النائب من حزب الخضر الألماني أُميد نوريبور في حوار مع التلفزيون الألماني أن علاقة الغرب مع السعودية “علاقة غامضة”، وقال “لا أفهم سبب تزويد الدول الغربية لحكومة الرياض بالأسلحة بالرغم من السجل السيئ للمملكة في مجال حقوق الإنسان وطبيعة العلاقات غير الواضحة مع منظمات جهادية خارجية”.
وقال النائب الألماني أعتقد أن غياب رؤية أوروبية موحدة للتعامل مع السعودية ساهم في تقوية موقف الرياض. فالدول الغربية تخشى من ضياع صفقات الأسلحة ما يضطرها إلى الموافقة لأنها تخشى منافسة دول غربية أخرى ويتابع
” أعتقد أنه لو تم الاتفاق على سياسة خارجية مشتركة فسيكون ذلك في الصالح الأوروبي.
وعلق أُميد نوريبور على سياسة السعودية الخارجية والسياسة تجاه “داعش” قائلا ” نجد تطابقا في بعض السياسات الخارجية”
من ناحيته يرى المعارض السعودي علي الأحمد أن تنظيم الدولة الإسلامية قام بالفعل ببعض الخطوات التي صبت بالنهاية للمصلحة السعودية.
- زمن التغاضي انتهى ..صرخة أوروبية في وجه الإرهاب الوهابي
تأكيدا لفشل الأموال السعودية في تحسين صورة النظام السعودي تصاعدت التصريحات المباشرة من قبل المسؤولين الأوربيين ضد الإرهاب الوهابي حيث وجه نائب المستشارة الألمانية تحذيريا شديد اللهجة للسعودية يحذرها من دعم وتمويل التطرف الوهابي في ألمانيا معتبرا أن الوهابية هي المسؤولة عن فكر تنظيم داعش الإرهابي.
وقال زيجمار جابرييل الذي يشغل أيضا منصب وزير الاقتصاد في تصريحات لصحيفة “بيلد ام زونتاج” اليوم أنه “يتم تمويل مساجد وهابية في كل دول العالم بما فيها ألمانيا من قبل المملكة العربية السعودية” معتبرا أن ذلك يشكل خطرا حقيقا على بلاده.
وأضاف جابرييل يتعين على أوروبا أن تقول للسعوديين أن “فترة التغاضي مضت” مطالبا بإجراءات حاسمة ضد النشاط الوهابي في ألمانيا والذي اعتبر خطره لا يقل عن خطر التطرف اليميني في بلاده.
وشدد على ضرورة أن تتدخل الدولة بمجرد أن يتم الدعوة للعنف وكراهية البشر، قائلا “يتعين علينا تطبيق المعيار ذاته مع الوهابيين مثلما يحدث مع مرتكبي جرائم العنف المتطرفين”.
أما السيناتور الأمريكي ريتشارد بلاك فقد أكد أن تمويل الارهاب في العالم يأتي من السعودية فيما شددت نائبة من حزب اليسار في البرلمان الالماني على أنه من يريد محاربة عصابات داعش عليه أن يقطع التمويلات ويوقف تدفق الأسلحة والمقاتلين الجدد لها.
وقالت النائبة الألمانية في كلمتها أمام البرلمان إن من يريد محاربة داعش يجب أن تكون لديه الشجاعةُ لوضع حد لأعمال حلفائه تركيا والسعودية واي ممول للجماعات الإرهابية
وفي اعقاب الاحداث التي شهدتها باريس أشارت مجلة فورين بوليسي الأمريكية بأصابع الاتهام الى السعودية باعتبارها مصدر تمويل الارهاب منذ السبعينات وأكدت أنها أدت دورا مباشرا في الاعتداءات الارهابية التي شهدتها
المجلة أشارت ايضا الى دور السعودية في تبليغ الوهابية وحملتها مسؤولية الاعتداءات الارهابية التي شهدتها باريس في الآونة الاخيرة وانتقدت واشنطن لسياستها التجاهلية ازاء الرياض.