لا لاختزال المعركة وتمييع الحقيقة
سند الصيادي
في سياق الابتعاد عن توصيف الحربِ في اليمن بما هي عليه من حقائق، يمارس المجتمع الدولي لعبة طويلة الأمد، من خلال التنقل في بدائل للحلول، تبقي المغالطات حاضرة وَالحق اليمني مصادراً بالنتيجة.
وَأبرز هذه الحقائق التي لا تزالُ غائبةً في إحاطات المبعوث الأممي وَقرارات وَخطابات مجلس الأمن وَالدول الكبرى بطبيعة الحال تتمثل في الاستمرار بشرعنة العدوان السعودي الإماراتي وَكذبة التدخل لدعم ما يسمى بشرعية هادي وَمواصلة الاعتراف الدولي بها رغم سقوطها مبكراً من المشهد بكل المعايير الدستورية والشعبيّة وَالتوافقية وَالأخلاقية وَالسياسية.
وبالإضافة إلى هذه المغالطات التي ساقها ولا يزال الخطاب الدولي وَحاول من خلالها اختلاق الحلول المجتزأة، تبرز معطيات أُخرى ذات أولوية في الاهتمام لديه، في مقدمتها إنقاذ تحالف السعودية من مخاطر وَتداعيات هذه الحرب التي فشلت في حسمها وَارتدت عليها وعلى أدواتها في الداخل وَحلفائها في الإقليم والعالم، وَبشكل مكشوف تعلن المنظومة الدولية المهيمنة في كُـلّ مناسبة عن موقفها المنحاز للجانب السعودي كلما تعرضت لارتدادات النار التي تضرمها في اليمن، دون التفاتة للشأن اليمني ولا ما يمارسه هذا التحالف من جرائم بحق هذا البلد.
وبموجب هذه المخاوف والمخاطر، تحَرّكت مؤخّراً المفاوضات في مسقط، وَفيما كان اليمنيون يتوقعون وصول واشنطن والرياض إلى قناعة بوقف الحرب وَالاعتراف بالفشل أمام الإرادَة اليمنية وَمعالجة جذور المشكلة، غير أننا تفاجأنا باستمرار الحديث عن المعركة كما يراها الجانب السعودي، وَكما يتمنى أن تؤول إليه، وفي أولوياتها تقليل المخاطر المباشرة عليه من الصواريخ والمسيرات اليمنية مقابل حفنة من التنازلات الشحيحة التي تبقي معطيات الصراع قائمة بالداخل وَتنأى بالمملكة عن تداعياته.
هذا ما تنبه له وفد صنعاء الذي ذكر العالم بقضية شعب محاصَرٍ وَأرضٍ مغتصبة تعيث فيها مخطّطات ومؤامرات هذا التحالف ومرتزِقته، رافضاً اختزال الصراع في الجزئية التي تقلق الجانب السعودي ومن خلفه داعميه وَرعاته، ومحذراً من أن هذه المغالطات لا يمكن أن تعالج المشكلة وَإنما تفاقمها.
وأمام هذا الحراك الدولي الحثيث الذي فرضته معادلة الردع والوجع اليمنية، وَبعد فشل القرارات والمزاعم الدولية السابقة ميدانيًّا.. ثمة توقعات أن يقدم مجلس الأمن خارطة جديدة لذات المخطّط مع تغيير طفيف في الأدوات والتفاصيل، هذه التوقعات دفعت ناطق الوفد الوطني إلى التنبيه لعدم جدوائيتها مبكراً، وعدم قابليتها للتحقّق إلا في إطار ما يلبي مصلحة اليمن أولا.
وَفي العناوين اليمنية العريضة عزماً على مواصلة تقريب الحلول إقليميا وَدوليًّا بشكل عملي مشروع، وَمن خلال استمرار الدق في مفاصل النظام السعودي وَعماد الاقتصاد العالمي كما يقال عن هذه الدولة المعتدية، ومن خلال استمرار هذا الدق يتوقع اليمنيون تجاوباً ينعكسُ على أمن اليمن والمنطقة وَالعالم، وَإلا فشعبنا اليمني ليس معنياً بمراعاة من لا يراعي حقه في الأمن والسلم والسيادة، كما يقول عبد السلام وَيؤكّـده اليمنيون.