السيد عبدالملك الحوثي في محاضرته الرمضانية الـ 22:
الإنتاج الداخلي يحقق الاستقلال ويفقد العدو ورقةَ ضغط علينا
القطاع الزراعي من أبرك وأحسن مجالات الرزق وأرزاقه واسعةٌ جداً
أبناء البلد بحاجة إلى زراعة ما يأكلونه والقات لا يشبع من جوع
بالتكامل الزراعي يتحقق النمو الاقتصادي لبلدنا وينتهي الفقر
الشراء من الخارج بالدولار يقدم خدمة كبيرة للأمريكيين ويمنحهم الهيمنة على الشعوب والسيطرة عليهم
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ المَـلِكُ الحَـقُّ المُبِيْن، وأشهَدُ أن سَيِّـدَنا مُحَمَّــدًا عَبْـدُه ورَسُــوْلُه خَاتَمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إِبْـرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْـرَاهِيْمَ إنك حميدٌ مجيدٌ.
وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ المنتجَبين وعَنْ سَائِرِ عِبَادِك الصالحين.
اللَّهُّم اهْدِنَا، وَتَقَبَّــــلَ مِنَّـا، إِنَّــكَ أَنْتَ السَّمِيْعُ العَلِيْمُ، وَتُبْ عَلَيْنَا، إِنَّــكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيْــمُ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ والأخواتُ..
السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
استمراراً في الحديث على ضوء النص القرآني المبارك: {نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}[الأنعام: من الآية151]، ولأهميّة هذه المسألة؛ لاتصالها بمعيشة الناس، وحاجتهم، وضروريات حياتهم، نتحدث على ضوء الآيات القرآنية المباركة عما منَّ الله به علينا كمجتمعٍ بشري في إطار رزقه الواسع، وفضله العظيم، ونصل في هذه المحاضرة إلى الحديث عن نعمة الله الكبيرة والواسعة فيما يتعلق بالنباتات، فيما يتعلق بالزراعة، وما منَّ الله به على الإنسان في هذا الجانب، وهو جانبٌ أَسَاسيٌّ بالنسبة للإنسان، فالإنسان يعتمد بشكلٍ رئيسيٍّ في غذائه على الزراعة، وعلى المحاصيل الزراعية، ويعتمد أَيْـضاً في كثيرٍ من شؤون حياته على النباتات، على مستوى الطب إلى حَــدٍّ كبير، على مستوى الزينة، على مستوى البناء والعمران… على مستوى مجالات متعددة من حياة الإنسان، يعتمد فيها بشكلٍ كبير على النباتات، والأشجار، والمحاصيل الزراعية.
يقولُ اللهُ “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ}[إبراهيم: من الآية32]، الأرض هي مهد البشرية، هي مستقر حياتهم، ومأواهم الذي يسكنون عليه، ويقطنون فيه، والسماء بمثابة السقف لهم، والله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” أنعم على عباده بأن هيَّأ لهم ومنَّ عليهم بإيصال الماء إليهم بهذه الطريقة التي ذكرها في الآيات: {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ}، إنزال الماء بالكيفية التي يأتي بها المطر، وينزل بها الغيث، فيه نعمة كبيرة على الناس، على مستوى طريقة نزوله بشكل قطرات؛ حتى لا يضر، ولا يؤثر، لم ينزل بشكل قطرات كبيرة جِـدًّا، أَو بشكل متجمع في مكان واحد، ينزل على قرية فيجرفها ويدمّـرها، أَو بأي شكلٍ يضر الإنسان بشكلٍ بالغٍ في حياته، وإنما ينزل بشكل قطرات، تتجمع فتأتي منها المياه الكثيرة جِـدًّا، تحمل السحب -عادةً- مئات الآلاف من أطنان الماء، ثم ينزل فيستفيد منه الناس بشكلٍ واسعٍ وعظيم.
نعمة إنزال الماء بهذه الطريقة يفيد الناس من جوانب كثيرة، حتى على مستوى الجو، على مستوى تصفيته من الأتربة والغبار، على مستوى فوائد للأشجار بشكلٍ عام، وللنباتات بشكلٍ عام… وهكذا.
اللهُ “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ}، مختلف أنواع الثمرات والنباتات التي يعتمد عليها الإنسان في غذائه وقوته، ولا حياة له إلَّا بذلك، ويستفيد منها أَيْـضاً لرعي ماشيته، الأنعام التي يحتاج إليها في غذائه أَيْـضاً، {فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ}، فهي رزق للإنسان، يلبِّي احتياجات هذا الإنسان، ومتطلبات وضروريات حياته، في غذائه وقوته، وتمثل أَيْـضاً مصدر دخل على المستوى النقدي في حركته التجارية في إطار هذه النعمة الكبيرة.
يقول الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” أيضاً: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ}[النحل: الآية10]، {هُوَ}: الله، هو المنعم علينا بهذه النعمة، فلنتذكر ذلك، ولنشكر الله على ذلكن ولتكن هذه النعمة مما يشدنا في وجداننا ومشاعرنا إلى الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” بالمحبة له، والرجاء فيما عنده، والتوجّـه لطاعته، وأن نقابل نعمه بطاعته، وليس بالإساءة إليه، وهو المنعم العظيم.
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ}، الإنسانُ يحتاجُ إلى الماء بشكل أَسَاسي للشرب أولاً، من أهم ما يعتمد عليه الإنسان في حياته، من ضروريات حياته: مياه الشرب، وهذه نعمة عظيمة من الله، الإنسان إذَا افتقد ذلك، وشعر بالظمأ الشديد؛ يدرك كم هذه نعمة عظيمة من الله، {وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ}، نباتات وأشجار كثيرة، من ضمن هذه النباتات ما يستفيد منه الإنسان في رعي أغنامه، وأبقاره، وإبله، وماعزه، وضأنه، يستفيد منه في ذلك: للمواشي، {تُسِيمُونَ}.
{يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُـلّ الثَّمَرَاتِ}[النحل: من الآية11]، ينبت الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” بهذا الماء، ويحيي به مختلف أنواع النباتات التي يعتمد عليها الإنسان في غذائه وقوته، منها: الحبوب، مثل: البر، الذرة، الشعير… وقائمة واسعة تحت عنوان الحبوب، منها: الفواكه، والفواكه من النعم العجيبة، التي جعلها الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” ذات شكل جمالي رائع، ومذاق عجيب، ومنفعة وقيمة غذائية وصحية عجيبة للإنسان، وقائمتها واسعةٌ جِـدًّا، ومتنوعة في أشكالها، وألوانها، ومذاقها، ومنافعها… وما إلى ذلك، فهي قائمة واسعة، والنباتات الأُخرى: المكسرات، نباتات وأشجار الزينة، النباتات العطرية، النباتات الطبية… النباتات المتنوعة جِـدًّا.
{وَمِنْ كُـلّ الثَّمَرَاتِ}، العدس، البقوليات، أصناف وأنواع كثيرة جِـدًّا، نعمة واسعة جِـدًّا، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[النحل: من الآية11]، ففيها آية كبيرة للإنسان، فيها تتجلى مظاهر قدرة الله، مظاهر رحمته، مظاهر كرمه، ويتجلى فيها أَيْـضاً مظاهر حكمته وعلمه “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”، فالإنسان إذَا اتجه إلى هذه النعم من منطلقٍ إيماني؛ فهي مما تزيده إيماناً، فتفيدُه على المستوى الإيماني والديني، وتفيده في تلبية ضروريات حياته، واحتياجاته الأَسَاسية.
يقولُ اللهُ “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى}[الأنعام: من الآية95]، “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” من آياته العجيبة، من دلائل قدرته العجيبة: يفلق الحبة: البذور، فينبت منها شجرةً كاملة، الحبة التي أصبحت حبة ميتة، وبذرة ميتة، يجعل فيها الحياة، يفلقها ويخرج منها شجرة، وتكبر هذه الشجرة، وتثمر، {وَالنَّوَى}: نوى التمر كذلك، [عَجَمَة] التمر يخرج منها نخلة، تطلع مسافةً كبيرة، وبحجم كبير، شجرة كبيرة ومثمرة وقوية، {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ}[الأنعام: من الآية95]، فتصبح هذه النعم في الوقت الذي يستفيد منها الإنسان في تلبية احتياجاته الضرورية، مدرسةً متكاملةً يزداد الإنسان منها إيماناً عظيماً بالله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”، عندما يتعرَّف على هذه النعم، ويشتغل فيها بشكلٍ أكبر، يتعرَّف على خصائصها، على فوائدها، على منافعها، على كيفية العمل فيها، على كيفية الإنتاج لها ومنها وفيها، يتجلى له ما يزيده إيماناً بقدرة الله، وحكمة الله، ورحمة الله، وفضل الله، وكرم الله، وعلم الله، وحكمة الله… إلى غير ذلك.
يقولُ اللهُ “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”: {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُـلّ شَيْءٍ}[الأنعام: من الآية99]، مئات الآلاف من النباتات أخرجها الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” بالماء، وجعل به حياتها، {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا}[الأنعام: من الآية99]، ومسار النباتات من بداية ما خلقها الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”، وهي تنبت، تنمو، تصل إلى مرحلة أن تزهر، أن تثمر، مراحل ثمرتها من بدايتها إلى أن تصبح ناضجة، فيها آيات واسعة جِـدًّا، تجعل الإنسان يرى ويتجلى له مظاهر عجيبة من قدرة الله، من إحيائه لما كان ميتاً، من مظاهر رحمته، حكمته العجيبة جِـدًّا، قدرته العجيبة، ويتاح للإنسان وهو يشتغل في هذه النعمة، وهو يزرع، وهو يعمل، وهو يتاجر: أن يتأمل، أن يتأمل من منطلقٍ إيماني، فيستفيد على مستوى الحاجة، التي هي حاجة له، تلبِّي احتياجاً أَسَاسياً له، وعلى مستوى الجانب الإيماني بالله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”.
{نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ}[الأنعام: من الآية99]، والأعناب أنواع كثيرة جِـدًّا، من النعم الواسعة الأصناف والأنواع، وذات القيمة الغذائية الممتازة جِـدًّا للإنسان، ويصنع الإنسان منها العصائر، وينتج منها أَيْـضاً الزبيب… إلى غير ذلك، {وَالزَّيْتُونَ}[الأنعام: من الآية99]، وهو من النعم العجيبة، وزيته من أحسن الزيوت الصحية للإنسان، {وَالرُّمَّانَ}[الأنعام: من الآية99]، من أحسن وأجمل وألذ الفواكه، {مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ}[الأنعام: من الآية99]، أصناف وأنواع كثيرة، نعمة واسعة، نعمة واسعة، {انْظُرُوا إلى ثَمَرِهِ إذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ}[الأنعام: من الآية99]، انظروا له من بداية ما هو يثمر، والمراحل التي تمر بها الثمرة، إلى أن تصبح ناضجةً، {وَيَنْعِهِ} يعني: يطيب، ويصبح ناضجاً، لتجدوا مظاهر قدرة الله، آيات الله العجيبة؛ لتزدادوا إيماناً به، بقدرته، برحمته، بكرمه، لتزدادوا محبةً لله، لتعرفوا قيمة نعمته عليكم فتشكروه، {إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[الأنعام: من الآية99]، قومٍ يؤمنون: يعملون في هذه النعم، يتفكرون فيها، يتأملون فيها من منطلقات إيمانية أَيْـضاً؛ فيزداد إيمانهم.
يقول “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ}[الأنعام: من الآية141]، {جَنَّاتٍ}: بساتين ومزارع مجنَّة بهذه الأشجار، مغطاة بهذه النباتات والأشجار، منها المعروشات، مثل: العنب، {وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ}: الأشجار التي تقوم على ساقها، {وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ}[الأنعام: من الآية141]، النخل من أحسن وأعجب الفواكه والثمار، في قيمته الغذائية، في فائدته، وفاكهة يمكن أن تستمر لوقت طويل، يستفيد منها الإنسان بعد جنيها بأشكال متنوعة، ولفترات طويلة، {وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ}[الأنعام: من الآية141]، وهذا الاختلاف فيه تنوُّع واسع، ونعمة واسعة على الإنسان نفسه، {وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إذَا أَثْمَرَ}[الأنعام: من الآية141]، الله يقدِّم هذه النعمة لنا ثم يقول: {كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ}، هو أنعم بهذا على عباده ليأكلوا منه، غذاءً لهم، هذا من النعمة، وهذا من التكريم، {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}[الأنعام: من الآية141]، كلوا وانتفعوا، هذا يمثل حاجةً لكم، يسد احتياجاً لكم، ولكن أخرجوا حقه، {آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}، أخرجوا الزكاة منه، أخرجوا منه للفقراء والمساكين، هذا واجبٌ عليكم، فريضةٌ عليكم، حقٌ عليكم، حقٌ جعله الله فيه، {يَوْمَ حَصَادِهِ}، لا تماطلوا، لا تؤخروا عن ذلك، وعندما تخرجوا هذا الحق، الله يبارك لكم، ينعم عليكم بالمزيد، يكتب لكم الأجر، يوسِّع لكم في النعمة، {وَلَا تُسْرِفُوا}[الأنعام: من الآية141]، من مظاهر الإسراف: استخدام ما أنعم الله به عليك في معصية الله، هذا من الإسراف، كذلك عندما تعبث به، عندما تتلفه في غير منفعة من الإسراف والتبذير، عندما حتى فيما تبيعه، ويأتي لك منه دَخْل، ثم تستخدمه في معصية الله، هذا من الإسراف، وَأَيْـضاً في الأكل، لا يسرف الإنسان يأكل فوق طاقته.
يقول الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[الأنعام: من الآية141]؛ لأَنَّ هذا من النكران للنعمة، عندما تستخدم نعم الله فيما فيه معصية، أَو بغي، أَو ظلم، أَو فساد، أَو تصنع من هذه النعمة ما هو مفسد، كالخمر، هذا من الإسراف أَيْـضاً، فهو نكرانٌ للنعمة، وإساءة إلى المنعم الكريم ربنا “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”.
يقولُ اللهُ “جَــلَّ شَأنُــهُ”: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأرض وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُـلّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ}[الرعد: من الآية3]، {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأرض}، فجعلها على نحوٍ يكون فيها مساحات شاسعة، وأراضٍ ممتدة صالحة للزراعة، ليست كُـلّ جغرافيا الأرض معلَّقة، فيصعب على الإنسان الزراعة فيها، بل فيها مساحات شاسعة، ممتدة للإنسان يزرع فيها، هناك الآن مناطق واسعة جِـدًّا جداً ممتدة صالحة للزراعة، ولا زالت غير مستثمرة للزراعة، مع أنها صالحة للزراعة، في كثيرٍ من المحافظات هناك مناطق ممتدة وواسعة جِـدًّا صالحة للزراعة، يمكن زراعتها واستثمارها، فالله هيَّأ للإنسان أن تتوفر له أَرَاضٍ شاسعة، ممتدة، واسعة جِـدًّا، يمكن أن تنتج مختلف أنواع المحاصيل الزراعية والنباتات، وجعل الله في الأرض {رَوَاسِيَ}: جبالاً كبيرةً؛ لتكون مثبِّتةً لهذه الأرض من حالة الاضطراب، وَأَيْـضاً هذه الجبال كثيرٌ منها جعلها صالحةً للزراعة، {وَأَنْهَارًا}، الأنهار يستفيد الإنسان منها للزراعة بشكلٍ كبير، وللشرب، وَأَيْـضاً الوديان يستفيد الإنسان منها بشكلٍ واسعٍ جِـدًّا، {وَمِنْ كُـلّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ}، نَوَّع من كُـلّ أنواع الثمرات،
يقول الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”: {وَآيَةٌ لَهُمُ الأرض الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا}[يس: من الآية33]، تأتي إلى أرض وهي أرض ميتة، لا حياة فيها، تراب، فيأتي عليها المطر، أَو تسقى بالماء؛ فتخرج منها النباتات وقد أمدَّها الله بالحياة، {وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ}[يس: من الآية33]، والحب من الأشياء الأَسَاسية التي يعتمد الإنسان عليه في غذائه، الحب، {فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ}[يس: 33-35].
فنجد أنَّ الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” يذكِّرنا في هذه الآيات وفي غيرها -آيات كثيرة جِـدًّا في القرآن الكريم- أنه أنعم علينا بهذه النعمة، وأن نشكره عليها، وأن نتأمل في هذه النعمة، وأن نعمل فيها وفق تعليماته: بأمانة، بمنطلقات إيمانية، بدون غش، بدون أضرار ومفاسد بطريقة عملنا، أن نستثمر هذه النعمة ففيها رزق لنا، {رِزْقًا لَكُمْ}، رزق من جملة الرزق الذي جعله الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” لعباده، يتبقى أن يتجه الإنسان، أن يتجه الناس، أن يتجه هذا المجتمع البشري لاستثمار هذه النعمة، وفق هذه التعليمات الإلهية، وأن يشكر الله عليها.
نحن في اليمن في بلد زراعي، من أحسن البلدان فيما يتعلق بالجانب الزراعي، تتنوع فيه البيئة والمناخ، لتساعد على التكامل في المحاصيل الزراعية، ما بين المناطق الجبلية، والمناطق التهامية، والمناطق الشرقية، وَأَيْـضاً على مستوى تاريخه، على مستوى الزمن الماضي، كان في هذا البلد محاصيل، وأنواع كثيرة جِـدًّا من النباتات، وكان الآباء والأجداد يزرعون مختلف أنواع النباتات، كُـلّ نوع، مثلاً: الحبوب يتم زراعتها بأنواع كثيرة، وكذلك مثلاً الفواكه، الفواكه كانت بأصناف كثيرة، يتم زراعتها في البلد، في مراحل معينة، تذكر بعض الكتب التاريخية حتى في مراحل ليست بالبعيدة، يعني ما قبل مِئة عام، ما قبل ثمانين عاماً، أن أصناف العنب لوحده، الذي كان يزرع في بعض المناطق في محافظة صنعاء، بلغ واحد وعشرين نوعاً، واحد وعشرين نوعاً من الأعناب في المناطق التي تحسب الآن من محافظة صنعاء، أَيْـضاً مختلف أنواع الفواكه، مختلف أنواع المكسرات، مختلف أنواع النباتات، يمكن زراعتها في هذا البلد وإنتاجها، وبجودة عالية، بلدي، بلدي، بجودة عالية، بمذاق ممتاز جِـدًّا، بقيمة غذائية عالية جِـدًّا.
فيما مضى أَيْـضاً كانت الأمطار تأتي على نحوٍ غزير، كان هذا البلد كثير الأمطار، وكانت الكثير من الأنهار جارية، فيما حصل مؤخّراً تراجع الاهتمام بالزراعة، وتناقصت الأمطار، وكثرت حالات الجدب، جفت الكثير من الأنهار، وتراجع الاهتمام بالجانب الزراعي، ليعتمد التجار بشكلٍ كبير على الاستيراد من الخارج، بدءاً من القمح، يعتمدون بشكل أَسَاسي على الاستيراد من الخارج لتوفير الحب: سواءً البر، الذرة، الشعير، أَو الفواكه، أَو الخضروات، حتى الثوم والبصل أصبح يستورد من الخارج، والزنجبيل، وأبسط الأشياء تستورد من الخارج.
لو جئنا لندرس مشكلتنا لماذا تناقصت الأمطار؟ لماذا جفت الأنهار؟ لماذا حتى انقطعت بعض النباتات، انقرضت بعض الفواكه، انقرضت بعض النباتات، لم يعد يشاهد الإنسان منها شيئاً، العامل الرئيسي الذي يجب علينا أن نستوعب أنه يمثل أهميّة قصوى في ذلك كله: هي مسألة الاستقامة، الله هو الذي ينزل الأمطار، الله هو الذي يمن بالبركات، الله هو الرزاق ذو القوة المتين، لا بدَّ لنا من الاستقامة، لا بدَّ لنا من الرجوع إلى الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” الذي يقول: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}[الجن: الآية16]، {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأموال وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارً}[نوح: 10-12]، لا بدَّ لنا من الرجوع العملي إلى الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”، التوجّـه للعمل بكتابه، والإنابة إليه، والالتزام بطاعته، ثم نعمل مع ذلك نعمل بشكل صحيح، بجد، ومن منطلقات إيمانية، وبالتزام بالقيم الإيمانية، لدينا الأراضي كما قلنا، وَإذَا رجعنا إلى الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى” على نحوٍ عملي، نرجع رجوع العاملين المطيعين الملتزمين، المتبعين لكتاب الله، فيمن الله علينا بالأمطار الغزيرة، ثم نتجه مع ذلك، مع هذا الرجوع العملي بالطاعة لله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”، نتجه إلى العمل بجدية، لاستثمار هذه النعمة، للزراعة، لنعمل على إصلاح الأراضي، والعناية بالزراعة.
فيما يتعلق بنعمة الماء، مع الرجوع إلى الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”، نعمل على حسن الاستثمار لهذه النعمة، نهتم بالحواجز، نهتم بالسدود، الحواجز بكل أنواعها، بكل أحجامها، بكل أشكالها، حواجز المياه، السدود، البرك، الخزانات، قنوات الري التي تتفرع من الوديان بشكل منظم، ومن السدود بشكل منظم، نعمل بجد ونجتهد، ونشتغل، نحذر من الكسل، لاستثمار هذه النعمة، لا نبقى دائماً إذَا جاءت الإمطار نصيح؛ لأَنَّها غمرت مدننا، غمرت الشوارع، غمرت المناطق، ودمّـرت البيوت التي تبنى في مجرى السيل، نتعامل بشكل صحيح، وبشكل حكيم.
نهتم في تطوير القطاع الزراعي بالمعرفة، والتحديث لهذا القطاع، سواءً في الوسائل، في عملية الإنتاج، هذه مسألة مهمة جِـدًّا، أولاً على مستوى التوجّـه نحو الاستثمار في الجانب الزراعي، والاستفادة مما قد وصل إليه البشر، في تطوير هذا القطاع: من وسائل، من تقنيات، من إمْكَانيات، تجعل عملية الإنتاج الزراعي عملية ميسرة، ومتوفرة، وقليلة الكلفة، بأقل كلفة، وبإنتاج أضخم، هذه نقطة مهمة جِـدًّا.
الجانب الزراعي هو العمود الفقري للاقتصاد، وَإذَا اهتممنا به، فنحن نبني اقتصادنا على نحوٍ صحيح، ونحقّق لأنفسنا الاكتفاء الذاتي في قوتنا الضروري، فيما يعتبر له أهميّة كبيرة جِـدًّا على مستوى أمننا، على مستوى كرامتنا، أن نعيش بكرامة، ألَّا يتحكم بنا أعداؤنا فيما يدخل إلينا من غذاء، ننتج هذا الغذاء، ونحقّق الاكتفاء الذاتي فيه.
من الخطأ الاستراتيجي، حتى عند الدول غير المسلمين، أن يعتمد الإنسان على الاستيراد لاحتياجاته الأَسَاسية، عندنا في البلد لو نأتي إلى قائمة الاستيراد، تجد أنهم يستوردون كُـلّ شيء: الحبوب بكل أنواعها، الفواكه بكل أنواعها، الخضروات، حتى الثوم، والبصل، والبطاط، وغير ذلك، يستوردونه من الخارج، الزنجبيل، كُـلّ التفاصيل هذه تستورد من الخارج، وهذا خطأ فادح جِـدًّا، إذَا قمنا بإنتاجها فسنعيش بكرامة، سنحقّق لأنفسنا الاستقلال، سنفقد العدوّ ورقة ضغط علينا، لا يضغط علينا بقوتنا، بطعامنا، باحتياجاتنا الأَسَاسية، سنتخلص من مسألة الاعتماد على الدولار في توفير حتى البطاط، في توفير حتى الثوم، في توفير حتى البصل، يوفر بالدولار، هذا يقدم خدمة كبيرة للأمريكيين، ويمنحهم الهيمنة على الشعوب والسيطرة، باعتماد الناس على عملتهم بشكل رئيسي، وهم يشترون من الخارج كُـلّ شيءٍ بالدولار، حتى أشجار الزينة، حتى كُـلّ الأشجار والنباتات يعتمد الناس في محاصيلها على الخارج. هذه طريقة خاطئة جِـدًّا، المتطلبات الرئيسية متوفرة: الأراضي الصالحة للزراعة متوفرة جِـدًّا؛ إنما نعمل ونشتغل. الماء ومع الاستقامة يتوفر أكثر، ومع حسن الاستثمار لنعمة الماء نستفيد من هذه النعمة بشكلٍ أفضل، عندما أَيْـضاً نلحظ في التصرف في الماء الاستفادة من وسائل الري الحديثة، بدلاً من السقي بالطريقة القديمة، استخدام وسائل الري والتقطير، والأساليب الحديثة، التي تفيد في ترشيد استهلاك الماء، وهو من المهم العمل على ترشيد استخدام الماء، والحذر من التبذير في الماء، من أخطر أنواع التبذير: التبذير في استخدام الماء.
العناية أَيْـضاً بتنظيم عملية حفر الآبار الارتوازية، والتقليل من ذلك، والاستفادة بدلاً من ذلك -كما قلنا-: من البرك، والخزانات، وحواجز الماء، التي لها أشكال متنوعة في هذا الزمن، السدود… إلى غير ذلك، طبعاً الإفراط في حفر الآبار الارتوازية بطريقة غير منظمة له أضرار كبيرة على الناس، الاستفادة من الطاقة الشمسية للمضخات؛ لأَنَّ من أكبر ما يعاني منه المزارعون الديزل، مشكلة الديزل، الاستفادة من الطاقة الشمسية، وغيرها من أنواع الطاقة، يمكن أَيْـضاً الاستفادة من طاقة الرياح، من طاقات السدود، وغيرها، هناك وسائل كثيرة في هذا الزمن.
العناية فيما يتعلق بإنتاج متطلبات الزراعة الأَسَاسية في البلد: السمادات، يمكن إنتاج السمادات في البلد، التجار يستوردون بمئات ملايين الدولارات سنوياً من السمادات إلى البلد مع أنه يمكن إنتاجها في البلد بجودة ممتازة وعالية، وبدأت عملية الإنتاج، البعض بدأوا ينتجون الآن سماداً حديدياً بنوعية ممتازة، وأرخص مما يستورد من الخارج، ولكن البعض من المزارعين لم يقبلوا عليه، بمُجَـرّد أن يعرف أن هذا منتج محلي، ليس عنده ثقة به، هذه قضية خطيرة جِـدًّا، على أبناء البلد، لماذا لا تجرب، جرب واستفد من تجربتك، فهو منتج محلي، ويمكن إنتاج المزيد، وتطوير عملية الإنتاج في السمادات، حتى يتم الاكتفاء الذاتي، بدلاً عن شرائه من الخارج بمئات الملايين من الدولارات.
أيضاً المكافحات والمبيدات الحشرية، مكافحات والمبيدات الحشرية، وسائر ما يحتاج له المزارعون في علاج الأشجار، يمكن إنتاجه في البلد، يمكن للتجار أن يستثمروا في ذلك، وهذا سيوفر كذلك أموالاً ضخمة في البلد، مئات، بل مليارات الدولارات التي تأتي إلى الخارج، تذهب إلى الخارج، يمكن أن تكون للداخل، أن تستثمر في الداخل، أن تكون رزقاً لأبناء هذا الشعب، أن تشغل المزيد من اليد العاملة، أن تطور عملية الإنتاج، أن تجعل من هذا البلد بلداً قوياً منتجاً، لديه قوة اقتصادية.
العناية بإنتاج المعدات والوسائل: المعدات التي يحتاج إليها المزارعون في التقنيات الحديثة والوسائل الحديثة يمكن إنتاجها في البلد، وهناك بداية مشاريع في هذا الجانب، بداية أعمال في هذا الجانب يمكن تطويرها بشكلٍ أفضل.
العناية أَيْـضاً فيما يتعلق بإنتاج البذور، والعناية بإنتاج الشتلات الزراعية، بدأ العمل في هذا ويمكن -إن شاء الله- المزيد والمزيد.
السعي أَيْـضاً لتنظيم عملية التسويق للمنتجات والمحاصيل الزراعية، العناية بالأسواق، وأن تتوفر فيها الثلاجات، وأن تتوفر فيها الظروف الملائمة للحفاظ على المحاصيل والمنتجات الزراعية، بدأ العمل في هذا ويمكن العناية به أكثر، وأن يكون هناك أسواق مناسبة، تتوفر فيها الوسائل اللازمة للحفاظ على هذه المنتجات، مع الموازنة ما بين الاستيراد والإنتاج، هناك جهود في هذا الجانب، لكن يجب العناية بها أكثر، فالمنع لاستيراد ما يضر بالمنتج المحلي، وأن يكون ما يصل إلى البلد بالمقدار الذي يغطي العجز والنقص، فيما فوق ما يغطيه الإنتاج المحلي.
العناية بإعادة نظم التعاونيات الزراعية، وتفعيلها بشكلٍ صحيح، هذا سيفيد المزارعين جِـدًّا، هذه من أهم المسائل؛ لأَنَّ الجانب الزراعي يحتاج إلى تعاون، يحتاج إلى تنسيق، وهذا سيفيد المزارعين بشكل كبير جِـدًّا، ويوفر للمزارع يعينه في توفير احتياجاته ومتطلباته الأَسَاسية في الزراعة.
نصل أَيْـضاً إلى قصة القات، والقات يمثل مشكلة كبيرة جِـدًّا، والأخطر في ذلك هو التوجّـه لزراعة المزيد من الأراضي بالقات، يكفي ما قد زرع من القات، نحن بحاجة إلى تنوع المحاصيل الزراعية، أبناء هذا البلد بحاجة إلى زراعة ما يأكلونه، ما يشبع جوعهم، القات لن يشبعك من جوع، بحاجة إلى القمح، بحاجة إلى الخضروات، إلى البقوليات، إلى الفواكه، إلى المكسرات، إلى الغذاء النافع، سلعة مهمة جِـدًّا، وذات قيمة اقتصادية وغذائية، لا بدَّ من الاهتمام بتنوع المحاصيل الزراعية، والحد من الاتّجاه نحو المزيد من زراعة القات، القات غير مفيد، شجرة ضارة جِـدًّا، وله كوارثُ ومصائبُ كبيرة جِـدًّا، ولا يمكن الاعتماد عليه فحسب، هذه كارثة.
قصة البن: البن اليمني من أحسن أنواع البن في العالم، جودته جودة عالية جِـدًّا، ومن المهم العودة لإنتاجه، والاهتمام بإنتاجه في معلبات، بطرق صحيحة، بطرق سليمة، بتسويقه، بالحد من الاستيراد الخارجي للصافي الذي يأتي من الخارج، البن الذي يأتي من الخارج، ويضر بالمنتج المحلي، العناية أَيْـضاً بتسويق الفائض من الإنتاج إلى خارج البلاد.
كُلُّ هذه ستهيئُ فرصةً كبيرةً على المستوى الاقتصادي، وتفتح أبواباً واسعةً للرزق، القطاع الزراعي قطاع من أبرك وأحسن مجالات الرزق، أرزاقه واسعةٌ جِـدًّا.
العناية أَيْـضاً بتعليب فائض الإنتاج، كثير من الفواكه يمكن الإنتاج من فائضها، ما يفيض منها في الأسواق عصائر، ومربيات، ومعلبات، البعض كذلك من الخضروات، مثلاً: الطماطم، إنتاج الصلصة في البلد، لا ينبغي أن يعتمد أهل هذا البلد على الصلصة من الخارج دائماً وأبداً، المخللات، المربيات، كذلك معلبات المواد الغذائية، معلبات الحبوب، معلبات يستفيد منها الناس في إدامهم، هذا ممكن العمل عليه في البلد، وله فوائد كبيرة جِـدًّا في الانتعاش الاقتصادي.
رؤوس الأموال موجودة، التجار يشترون كُـلّ هذه المتطلبات من خارج البلد بمليارات الدولارات، والمواطنون يشترون منهم ما وردوه إلى البلد، هناك سوق ضخمة، هناك استهلاك، هناك تكامل في كُـلّ العناصر اللازمة لهذه النهضة الاقتصادية في القطاع الزراعي، الأراضي، المياه، مع الاستقامة، مع الرجوع إلى الله ليفتح البركات، مع الالتزام بطاعته، والإتباع لكتابه، مع العمل والجد، والحذر من الكسل والفتور، العجز، (أعوذُ بالله من العجزِ والكسل)، مع العناية بكل هذه المستلزمات المهمة والتوجّـه فيها، والتدرج، سنحتاج إلى التدرج فعلاً، لا نيأس، لا نتكاسل، لا نتخاذل، ومع الجد، مع الاهتمام، مع الاستمرارية، مع الأخذ بعين الاعتبار التكامل في كُـلّ هذه اللوازم، سنحقّق النمو الاقتصادي لبلدنا، ونكافح الفقر، ونستفيد من هذه النعم، من هذه الأرزاق التي أتاحها الله لنا، لا يبقى الإنسانُ في حالة إحباط ويأس.
ثم على مستوى أشجار الزينة، المكسرات، على مستوى النباتات العطرية وإنتاج العطور، والبخور، وأشياء كثيرة جِـدًّا، في الجانب الطبي المجال واسع، وهكذا؛ إنما المسألة تتطلب اهتمام، وجد، وعمل، والتجَاء إلى الله، واستمرارية، وتدرج، حتى تصل الأمور إلى مستويات جيدة، ونماذج ناجحة، تطمئن الناس في هذا الجانب، ومبادرات، وتجميع رؤوس أموال، وجمعيات استثمارية، مؤسّسات، شركات، تعاونيات زراعية، وهكذا.
نكتفي بهذا المقدار.. ونرى أن اللهَ وسّع نِعَمَهُ على عِبادِهِ، أسبَغَ علينا نِعَمَهُ ظاهرةً وباطنةً.
نَسْأَلُ اللهَ سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى أَنْ يُوَفِّقَنَا وإيّاكُمْ لِمَا يُرْضِيْـهِ عَنَّا، وَأَنْ يتقبَّلَ مِنَّا ومنكم الصِّيَامَ، والقِيَامَ، وصَالِحَ الأعمال، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنا الأبرارَ، وَأَنْ يشفيَ جرحانا، وَأَنْ يفرِّجَ عن أسرانا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بنصْرِهِ.. إِنَّـهُ سَمِيْـعُ الدُّعَـاء.
وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..