مليونية “القدس العالمي” بصنعاء.. خيارُنا مناصرة فلسطين والجهاد ضد أمريكا وإسرائيل
القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان يخاطب المحتشدين: سنلقاكم في الأقصى
المسيرة- أحمد داوود
أعاد الشعبُ اليمني مجدّدًا الزخمَ ليوم القدس العالمي بالخروجِ المليونيِّ في الساحات؛ تلبيةً لنداء قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
وتوافدت الحشودُ الغفيرةُ من جميع شرائح المجتمع وفئاتهم إلى شارع الستين الشمالي بالعاصمة صنعاء، رافعين الأعلام الوطنية وأعلام أنصار الله، ولافتات كثيرة ومتعددة كتبت عليها الكثير من العبارات عن فلسطين والأقصى وضرورة تحَرّك الأُمَّــة لتحريرها.
ورفعت الحشودُ الجماهيرية في المسيرة الأعلام الفلسطينية والشعارات المؤكّـدة على أن فلسطين هي القضية المركزية للشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية، كما ردّدت الشعارات المؤكّـدة على الموقف الثابت والمبدئي لليمن تجاه القضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني حتى استعادة كامل أراضيه المغتصبة وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه وعاصمتها القدس الشريف.
وافتتحت المسيرة بآي من الذكر الحكيم تلاها القارئ محمد حسين الكَبَاري، ثم استمع المحتشدون لكلمة القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس الدكتور إسماعيل رضوان.
نقل عضوُ المكتب السياسي لحركة حماس، الدكتور إسماعيل رضوان، في كلمة له عبر شاشة متلفزة تحيات وتبريكات الأخ إسماعيل هنية -رئيس حركة حماس- إلى الشعب اليمني وقيادته، قائلاً: “أنقل تحيات شعبنا الفلسطيني في أكناف بيت المقدس وغزة المقاومة، إلى اليمن الشقيق والمجاهدين والمرابطين على الثغور في مواجهة العدوان الصهيوأمريكي في المنطقة”.
وقال الدكتور رضوان: إن المعارك التي تخاض في المنطقة هي مِن أجلِ القدس وفلسطين، فتحية لكم أيها اليمنيون على دعمكم فلسطين وتقديمكم الشهداء مِن أجلِها، مؤكّـداً أن الاحتلال الصهيوني لن يفلح في كي وعي الأُمَّــة عبر سراب ما يسمى بالتطبيع مع بعض الأنظمة التي لا تعبر عن نبض شعوبها الرافضة للتطبيع.
ووصف الدكتورُ رضوان التطبيعَ مع الكيان الصهيوني بأنه “طعنة غادرة” للشعب الفلسطيني وتفريط بثوابت الأُمَّــة وتشجيع للاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا وقدسنا، مُشيراً إلى أن أطماعَ الاحتلال لن تتوقفَ عند حدود فلسطين، فالاحتلال يمثل خطراً على المبادئ والقيم الإنسانية.
وَأَضَـافَ الدكتور رضوان أن يومَ القدس العالمي يأتي هذا العام في ظل استمرار الاعتداءات الصهيونية الهمجية على أهلنا في حي الشيخ جراح في محاولة لإفراغ المدينة المقدسة من أهلها وتهويد القدس، موجهاً التحية للشباب الثائر ولأبناء شعبنا في القدس الذين مرغوا أنف الاحتلال وكسروا عنجهيتَه وأرغموه على إزالة الحواجز في باب العامود.
وأشَارَ الدكتور إسماعيل رضوان إلى أن الشباب المقدسيين أثبتوا أن الاحتلال أوهى من بيت العنكبوت، والقدس كانت وستبقى عربية وإسلامية، والقضية المركزية للأُمَّـة، كما وجّه التحية للمجاهد البطل منفذ عملية حاجز زعترة، منتصر شلبي، الذي انتصر للقدس وأهلنا في حي الشيخ جراح، لافتاً إلى أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير، فالقدس والأقصى في خطر، والاحتلال يستغل التطبيع والدعم الأمريكي لتهويد القدس، وُصُـولاً لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم وأن أهل فلسطين والمقدسيين يقفون في الخط الأمامي المتقدم لإفشال المخطّطات الاحتلالية، مؤكّـداً أن أي اعتداء من العدوّ سيواجه برد قاس من المقاومة في قطاع غزة، وهذا ما عبر عنه القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء الجرائم التي تمارس بحق شعبنا في القدس، والثمن سيكون باهظاً على الاحتلال، والقدس خط أحمر دونها دماؤنا وأرواحنا وأموالنا.
واعتبر الدكتور رضوان أن القدسَ خط أحمر والمقاومة ستبقى السيف المدافع عن الأقصى والعدوان ينهزم في اليمن والعراق والشام والمشروع الصهيو أمريكي يتراجع في المنطقة، داعياً إلى تشكيل أكبر تكتل عربي وإسلامي، على رأسه محور المقاومة لتحرير فلسطين ومواجهة المخاطر التي تتهدّد الأُمَّــة، منوِّهًا إلى أن المقاومة الفلسطينية بخير، وتراكم القوة وتعد نفسها لمعركة وعد الآخرة وأن الأُمَّــة مدعوة اليوم لتحقيق الوحدة الإسلامية ودعم مقاومة وصمود شعبنا الفلسطيني والدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.
وأعلن الدكتور رضوان رفض العدوان على بلادنا، داعياً إلى إيقافه وإيقاف الجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمني، موجهاً التحية للشعب اليمني، يمن البطولة والفداء والجهاد والمقاومة، وسنلقاكم في ساحات المسجد الأقصى محرّرين بإذن الله.
الكيان الصهيوني خطر على الأُمَّــة
بيان مسيرة يوم القدس العالمي أكّـد أن خروجَ الشعب اليمني في هذا اليوم العظيم وبهذا الزخم الجماهيري الكبير لهو دليل على مستوى وعي الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية وعمق ارتباطه وتمسكه بها، موجهاً تحية الإجلال والإعزاز والإكبار للشعب الفلسطيني على صموده في مواجهة الاحتلال والغطرسة الإسرائيلية.
وبارك البيان تحَرّكَ شباب فلسطين الأبطال في القدس وحي الشيخ جراح وتصديهم البطولي لجيش العدوّ الإسرائيلي ولقطعان المستوطنين، معتبرًا القضيةَ الفلسطينية قضيةَ كُـلّ الأحرار في العالم، وهي تمثل جوهر الصراع بين المستكبرين والمستضعفين.
وأشَارَ البيان إلى أن يوم القدس هو يوم يحتشدُ فيه المؤمنون بانتصار منطق الحق على منطق القوة، المؤمنون بانتصار محور الخير والجهاد والمقاومة على محور الشر والاستكبار، مؤكّـداً أن العدوّ الإسرائيلي يمثل خطرا حقيقيًّا على الأُمَّــة وتهديداً جدياً وفعلياً لأمن واستقرار المنطقة، وهو ما يتطلب من شعوبها النهوض بالمسؤولية ومقارعة الهيمنة.
بيانُ مسيرة يوم القدس العالمي قال أيضاً: “موقف شعبنا تجاه القضية الفلسطينية نابع من هُــوِيَّته الإيمانية وأصالته وهو مستمرّ على موقفه في مناصرة الفلسطينيين والسعي لتحرير فلسطين والمقدسات والأراضي العربية المحتلّة”.
وَأَضَـافَ البيانُ أن الشعبَ اليمنيَّ يتطلع للقيام بدور أكبر في مناصرة فلسطين مع أحرار الأُمَّــة ومحور المقاومة مهما كان حجم العدوان الذي تنفذه أنظمة التطبيع ضده، مجدّدًا التمسك المبدئي والثابت بالقضية الفلسطينية، وندعو الشعوبَ العربيةَ والإسلامية للتحَرّك القوي في دعم جهاد الشعب الفلسطيني.
وأشَارَ بيانُ مسيرة يوم القدس العالمي إلى أن الشعب اليمني اليوم في صدارة الشعوب الحرة الرافضة للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وفي التمسك بالقضية الفلسطينية، مجدّدًا ادانته لهرولة الأنظمة العربية نحو التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي ونعتبر ذلك انضماماً رسميًّا إلى صف الأعداء وخيانة علنية للأُمَّـة”.
ودعا البيانُ القوى والفصائلَ الفلسطينية إلى المصالحة الوطنية ووحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية لمواجهة العدوّ الإسرائيلي، كما دعا شعوب الأُمَّــة إلى التحَرّك لدعم وتعزيز خيار الجهاد والمقاومة ضد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية والتصدي لكل مشاريعهم التدميرية بحق الأُمَّــة، مجدِّدًا موقفَ الشعب اليمني الثابت لحركات الجهاد والمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق والبحرين وغيرها.
كما دعت مسيرةُ يومِ القدس العالمي أحرار الأُمَّــة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية؛ باعتبَار ذلك سلاحاً فاعلاً ومؤثراً على الأعداء، وإلى العودة الصادقة إلى الله تعالى والقرآن؛ باعتبَاره كتابَ هداية والذي شخّص فيه التحديات والمخاطر التي ستواجه الأُمَّــة قدم لها الحل والمخرج لمواجهتها.