رسائل قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي لما بعد معركة “سيف القدس”
– لا بد من جولات قادمة والعدوّ الصهيوني سيتلقى المزيدَ من الهزائم والانتكاسات إلى أن يمنح الله الشعب الفلسطيني النصر الحاسم والفتح المبين
– حملة التبرعات ستستمر وحاضرون أن نقتسمَ “اللقمة” مع إخواننا المجاهدين في فلسطين
– حالة الصحوة والالتفاف حول القضية الفلسطينية نأمل أن تزدادَ والمسؤولية تقع على عاتق الأُمَّــة بشكل عام
المسيرة- خاص
قدَّم قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه، يوم أمس، بمناسبة افتتاح المراكز الصيفية قراءةً ضافيةً لتطورات الأحداث التي شهدتها الساحة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني خلال معركة “سيف القدس”، وكشف بعضَ المعلومات التي كانت غائبةً ربما عن الكثير من المتابعين.
وأكّـد قائدُ الثورة أن العدوَّ الصهيوني حصل على المساندة الأمريكية على المستوى العسكري والإعلامي ومستويات أُخرى، كما حظي على المساندة البريطانية الواضحة وعلى منابر إعلامية من بعص الدول المطبعة ولكنه فشل مع كُـلّ ذلك؛ لأَنَّ الحتمياتِ الثلاث تؤكّـد خسارتَه وهزيمةَ الذين يقفون إلى جانبه.
في هذه الجولةِ من الصراع، يقولُ قائد الثورة: إن العدوّ الصهيوني هو الذي فجّر الموقفَ من خلال الاعتداءات التي استهدفت المصلين في المسجد الأقصى والسعي في خطوات لتهويد مدينة القدس المحتلّة، وهي اعتداءات يومية كان الجميع على اطلاع بها ويشاهدها عن كثب، وبالتالي فقد كان للشعب الفلسطيني الحقُّ في أن يواجه ويطرد هذه الكيان المجرم.
ومن أبرز الدروس والعبر التي يمكن الاستفادةُ منها خلال معركة “سيف القدس”، كما يقول قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي: إننا رأينا الثمرة الطيبة للصمود والثبات والتحَرّك الجاد للشعب الفلسطيني لمواجهة العدوان، وعندما كان الفلسطينيون بهذا الموقف تحقّق لهم الانتصار.
لقد كان هدفُ العدوان من وراء هذه الجولة من الصراع هو الاستفراد بالشعب الفلسطيني، ولا سيما مع ارتفاع وتيرة حركات التطبيع من قبل الأنظمة العربية العميلة، وكانت “إسرائيل” بنظر قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية والقضاء عليها، لكنهم فشلوا، وظهر عكس ما كان متوقعاً، وهو تفاعُلُ الشعوب وتألُّمُها وتأثرها وتفاعلها تجاه ما يجري، وهذه كانت “صحوة ضمير” في الواقع العربي والإسلامي؛ ولهذا فَـإنَّ قائد الثورة السيد الحوثي يأمل أن تتزايدَ هذه الصحوة أكثرَ فأكثرَ، وأن تقفَ الشعوبُ إلى جانب المقاومة الفلسطينية بالمال والكلمة والموقف وأن تكون مواكبةً للأحداث وأن تحسِّسَ الشعب الفلسطيني بأنها إلى جانبِه وأن قضيتَه هي قضيتها.
وبعد تقديمِ قراءةِ ما حدث، ينطلق قائد الثورة لقراءة “المتوقع” حدوثه ما بعد معركة “سيف القدس”، وهو هنا يؤكّـدُ أن جولاتِ الصراع مع الكيان الصهيوني لن تتوقفَ، وأن الصراع سيستمر، لكن العدوَّ سيتلقى المزيد من الهزائم والانتكاسات وُصُـولاً إلى أن يمنح الله الشعب الفلسطيني النصر الحازم والفتح المبين في استئصال هذا العدوّ المجرم مهما حظي من دعم أمريكي وبريطاني وتواطؤا من بعض المطبعين.
ولأن المعركة مُستمرّة والصراع قائم لم يتوقف فَـإنَّ قائد الثورة يأمل من الشعب اليمني الذي هو “شعب الأنصار” أن يستمر في تجاوبه ودعمه ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني، آملاً أن يكون هناك دورٌ متميزٌ لليمنيين وأن يكونَ في طليعة البلدان المناصرة للقضية المقدسة.
ويؤكّـدُ قائدُ الثورة بقوله: “نحن حاضرون أن نقتسم اللقمة الواحدة مع إخوتنا الفلسطينيين؛ لأَنَّ الشعب اليمني هو شعب الأنصار وسيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة”.
وبناء على ذلك يدعو قائد الثورة إلى الاستمرار في حملة التبرعات والتي بدأت في أَيَّـام العيد وما شابه من ظروف استثنائية، مطمئناً الجميع بأن الأموال ستصل إلى المقاومة وأن التنسيق سيكون كَبيراً مع ممثلي الفصائل الفلسطينية في صنعاء، وبالتالي فَـإنَّ أهميّة استمرار الدعم تكمن في أن الصراع مع الكيان الصهيوني مُستمرّ وأن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى المال في أية جولة جديدة من المواجهة والتي ستكون فيها المقاومة أقوى والعدوّ الصهيوني أضعف.
ويشير قائد الثورة إلى أنهم كانوا على رصد مُستمرّ للأحداث في فلسطين المحتلّة خلال المواجهة الأخيرة ولاتِّخاذ قرارات إضافية تواكب طبيعة التحديات.
ومثلما يعول قائد الثورة على الشعب اليمني ويأمل أن يوفقه الله في تأدية الدور المميز والعظيم لمناصرة القضية الفلسطينية، فَـإنَّه يأمل كذلك أن تزداد حالة الصحوة والالتفاف من قبل شعوب الأُمَّــة حول القضية الفلسطينية والتي تقع على عاتقها المسؤولية بشكل عام.