لا بد من كلمة.. في ذكرى عيد الوحدة اليمنية
عبدالفتاح حيدرة
في عيد الوحدة اليمنية لا بُـدَّ من كلمة في ذكراها الحادية والثلاثين، كلمةٌ تؤكّـدُ أولاً وأخيرًا أن الوحدة اليمنية غريزة دائمة في النداء لترديد أصداء أمجاد التحرّر وَالاستقلال عن المستعمر الأجنبي في الماضي والحاضر والمستقبل، وَدعوة أبدية تجدد العهد والميثاق لله وللوطن وللوحدة وللشعب اليمني لمواجهة ومقاومة ومحاربة كُـلّ من خدم أَو يخدم أَو سيخدم أي عدو يعتدي على أرض وشعب الوحدة اليمنية، لا بد من كلمة تثبت أولاً أن استراتيجية وأهداف الوحدة اليمنية هي أن تكون النموذج العربي الأَسَاسي والأصيل الذي بإمْكَانه جمع شتات هُـوِيَّات التقسيم والتشرذم الاستعمارية في الوطن العربي كله، في وعاء الهُـوِيَّة اليمنية بإيمانها وعروبتها وأصالتها الحضارية للانطلاق نحو بناء مستقبل عربي متحرّر ومستقل، قوي ومهاب، يرفض ويواجه ويقاوم ويحارب كُـلّ مشاريع التبعية والارتهان والوصاية الخارجية..
لابد من كلمة نستطيع من خلالها معرفة السبب الرئيسي في تدني الوعى الرسمي والتراجع الشعبي حول مسألة إعادة إنعاش الوحدة الدينية والوطنية قبل الوحدة السياسية والجغرافية، فإذا عرفنا هذا السبب نستطيع أن نعرف حجم المسافة الشاسعة التي قام بخلقها فساد وإفساد أعداء الوحدة اليمنية ما بين عقل أصحاب المصالح من الوحدة وعاطفة جمهور وشعب الوحدة، عدوك لا يعرقل إلا خطواتك التي تهدّد مصالحه، وهذا ما فعلته الرجعية الخليجية التابعة لقوى الاستعمار العالمي مع الوحدة اليمنية، لإدراكهم مدى ما تمثله من خطورة على وجودهم، وبرغم كُـلّ محاولات أعداء الوحدة اليمنية لفصل أَو انفصال الجنوب اليمني عن شماله ما زالت الوحدة اليمنية هي السلاح اليمني الوحيد القادر على هزيمتهم..
لا بد من كلمة توضح تجربة الوحدة اليمنية من منظور مصالح الحزب الاشتراكي (جنوبا) وتجربة الوحدة اليمنية من منظور مصالح حزب المؤتمر الشعبي العام (شمالاً)، وهما تجربتان للمصالح متشابهتان إلى حَــدّ كبير، لكن تم التعامل مع تجربة حزب المؤتمر؛ باعتبَارها تجربة نهضة وبادئة اليمن الحديثة، بينما يُكال السباب واللعن للحزب الاشتراكي، لماذا لم يلتفت أحد لهزائم حزب المؤتمر ومغامرته في الداخل للتوحد مع الإخوان المسلمين، وبهم قام بتحرير الصفقات والاتّفاقيات مع قوى الرجعية الخليجية ودول الاستعمار العالمية، وبالتأكيد أن المغامرات وَالهزائم المؤتمرية لا تقارن بصفقات الاشتراكي واتّفاقياته الداخلية وَالخارجية الكارثية، التي حولت جل وَأغلب جماهير الاشتراكي في آخر المطاف من متطلعين للتحرّر والاستقلال وَمطالبين بالوحدة القومية إلى عملاء وخونة ومرتزِقة تحت حذاء أموال الرجعية الخليجية والارتهان لدول الاستعمار العالمية، لغزو أرضهم واحتلال جماهيرهم وفرض السيطرة عليهم بالقوة العسكرية..
في الختام لا بُـدَّ من كلمة تؤكّـد لي ولكم أني واحد من أبناء المناطق الوسطى الذين ورثوا عن آبائهم وعن الشرفاء في جنوب اليمن والأحرار في شمال اليمن الدعوة (للوحدة اليمنية) وراثة حق أصيل وثابت، لا يمكن التنازل عنه أَو بيعه أَو التفريط فيه، ورضع من حليب الاستراتيجية الرئيسية للوحدة اليمنية كُـلّ الأهداف التي تحقّق لليمن كله -شماله وجنوبه- التحرّر من المحتلّ وَالمستعمر الأجنبي والاستقلال التام عن وصاية دول بعران الرجعية الخليجية، لكن عندما تصبح (الوحدة اليمنية) مُجَـرّد اسم لعناوين الشوارع، أَو أنها قامت مِن أجلِ زيادة العملاء والخونة والمرتزِقة وتحقيق مصالح الذئاب والثعالب والانتهازيين، فأنا ضدها تماماً وأؤكّـد أنها ليست من ورثي ولا تعبر عن توجّـه شرفاء وأحرار اليمن..