على قدر أهلِ العزم…!

 

سند الصيادي

أتناوَلُ هذه المقولة من بُعدٍ آخرَ أكثرَ عمقاً، وأطرُقُ حقيقةً مفادُها “على قدرِ المدخلات تكونُ المخرجات”، وَحينما يكونُ الحديثُ على التنشئة السليمة للطفل، فَـإنَّ الموضوعَ يتعلقُ بالأمانة الملقاة على عاتقِنا تجاهه، وَالتي بها نحدّدُ مسارَ وَمستقبلَ سلوكِه وَوعيِه وَرحلتِه في الحياة.

إنَّ أَهَمَّ المعارفِ التي تَعْلَقُ في العقلية وَتنعكسُ على السلوك تلك التي تأتي للنشءِ من بدايةِ دخولِه الصفوفِ الأولى وَحتى نهاية تعليمِه الأَسَاسي وَالثانوي، هذه المراحلُ العُمرية ترسُمُ شخصيةَ المستقبل وَتصيغُ ملامحَه وَوِجهتَه وَنظرتَه للحياة في كافة الجوانب، وستظلُّ عناوينها قدماً تصدّر المخرجات على حسب المدخلات سلباً أَو إيجاباً.

وحين يكونُ الحديثُ عن النشء بالمفهوم الجَمْعي فَـإنَّ الأمرَ يتعلقُ بمستقبل أممٍ وَأوطان، وَالأمانةُ الأسريةُ تتكامل مع الدور القيادي وَالحكومي نحوَ بناء سليمٍ لقواعد المستقبل يمكن أن تبنى عليها الطموحاتُ وَتعلق عليها الآمال، مع مراعاة تحصينه بالمعارف السليمة دينياً وَوطنياً وَصحياً وَأخلاقياً، وَتحصينه بها من أي غزو للأفكار الهدَّامة وَالسلوكيات المشينة والمفاهيم الخطرة وَالخبيثة، سوى من خلال مناهجِ التربية والتعليم المدرسية أَو استغلالِ العُطلة عبر المراكز الصيفية.

وبما أن قيادتَنا الثوريةَ باتت تولي هذا الجانبَ أهميّةً كبيرةً فَـإنَّ الدورَ الذي يجبُ أن يتكامَلَ مع هذا التوجّـُه هو الدورُ الأسريُّ وَالحكومي، من خلال التشجيع وَالتجهيز والعناية في إقامة الدورات الصيفية، ليس إسقاطاً لواجب، وإنما بنوايا مسؤولةٍ تحقّقُ الفائدةَ المرجوَّةَ منها.

نَحُثُّ جميعَ الآباء على استيعابِ المسؤوليةِ وَاستشعارِ الفائدةِ التي ستعودُ على أبنائِهم في حال التحقوا بهذه المراكز، وَنطالبُ الجهاتِ المختصةَ في الحكومة بتوفير كُـلِّ سُبُلِ النجاح لهذه الدورات وتنويع فقراتها، بما يحفِّزُ الشبابَ للمشاركة فيها.

نطمحُ لجيلٍ محصَّنٍ فكرياً وَفاعلٍ عمليًّا وَمبدعٍ في مضمارِ الحياة، من خلال تأهيلِه على كافة المسارات التي بها تبنى الأوطانُ وَتتحقّق التنمية وَيكونُ الوعيُ مترساً صُلباً أمامَ كُـلِّ محاولات الاختراق والنيل من مجتمعنا وَوطننا… أَو كما قال القائد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com