إسرائيل.. طموحٌ اصطدم بمشروعية حق المقاومة ومحورها

 

مرتضى الجرموزي

انتصرت غزة هاشم غزة الجهاد والعروبة غزة الصبر والتضحية وانتصرت حماس والجهاد وفصائل المقاومة وانتصرت كُـلّ فلسطين وهُزِمَ الصهاينة وهُزمَ هنالك المنافقين الأعراب والمطبعين في دويلات الخليج التي ما كادت لتستوعب هذه الصفعة المتمثلة بهزيمة أسيادهم في إسرائيل على أيادي وقبضاتِ وصبرِ وجِهادِ ورباطِ المقاومة الإسلامية في فلسطين والدعم المباشر بالسلاح وبالأموال وبالتقنيات من قبل محور المقاومة شعوبا وأنظمة وأحزابا وحركات إسلامية وفي مقدمتها جمهورية إيران الثورة ويمن الإيمان والحكمة وحزب الله وسوريا.

بفضل الله ثم بفضل رجال الجهاد والمقاومة والداعمين لهم تحرّر القرار الغزاوي وفرض نفسه بقوة في الواقع العسكري وهو يرشق الغزاة المحتلّين الصهاينة بصواريخه المتطورة والحديثة وطائراته المسيّرة التي تغلبت على الترسانة العسكرية للصهاينة وقهرت طائرات الإف 15 والإف 35 والدعم الأمريكي والعالمي الذي قابله صمت عربي وتطبيع مذل لأُولئك الذين رأيناهم يسارعون في الولاء والطاعة والانبطاح للصهاينة؛ هروباً من الحضن العربي إلى الحُضن العبري المهزوم.

لو افترضنا انتصار الكيان الإسرائيلي على المقاومة في غزة وفلسطين لرأينا في قادم الأيّام مجاميع من الأنظمة العربية تسارع للتطبيع معه رغبة ورهبة من جبروته الاستعماري والاستيطاني لكنه وبفضل الله وجهود المخلصين في حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين وتضحيات قيادتها التي آثرت على نفسها وشعبها مواجهة المعتدين نيابة عن كُـلّ الشرفاء والأحرار في المنطقة العربية والإسلامية الرافضة لوجود شيء من واقع اسمه إسرائيل في المنطقة التي عاشت اليوم الانتصار وقهرت الأراذل والأذناب والذيول من إسرائيل إلى البيت الأبيض إلى الخليج الفارسي إلى أفريقيا الذين يعيشون في نفس الوقت الحسرة والندامة ويتقاسمونها مع بعضهم.

وبالرغم أن الحرب كانت شرسة والمخطّط كبير والمنفذ مجرمٌ وخبيث لا يرعوي في شيء ولا يرقب في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمة وبتمويل خليجي ينفق أمواله رعاعُ ممالك الرمال في السعوديّة والإمارات والبحرين ومعهم قاذورات المنطقة من الذين وهبوا أنفسهم حياتهم ومماتهم في سبيل الدفاع عن إسرائيل من خلال تصريحاتهم ونبراتهم الوقحة عبر قنوات الدجل والعهر، من رأيناهم بالأمس يعاتبون حماس ويتهمونها بتفجير الأوضاع وإشعال فتيل الحرب ويقللون من موقف فصائل المقاومة ويعتبرون إسرائيل منتصرة على الفصائل المسلحة (حدَّ زعمهم)، ها هم اليوم يشاطرون الكيانَ الإسرائيلي الهزيمةَ وهم من سيدعمونه لإعمار ما دمّـرته صواريخُ المقاومة في غزة وفلسطين الذي باتت اليوم وبفضل الله أقوى من ذي قبل، حَيثُ أنها تمتلك من القدرات العسكرية ما تواجه وتُدمّـر به إسرائيل وترسانتها العسكرية التي أضحت اليوم هشة وضعيفة وجيشاً كرتونياً استطاع -فيما مضى وبتواطؤ الأنظمة العربية- هزيمة ثلاثة جيوش عربية مدججة بأحدث السلاح والمنظومات العسكرية بالرغم أن الصهاينة في ذلك الحين حديثو التواجد في المنطقة العربية وليس لهم من الإمْكَانات.

ولو افترضنا مثلاً أن حماس وفصائل المقاومة ورجال الجهاد في فلسطين خنعوا للاحتلال ضعفوا وَجَبنُوا في مواجهته ودفع شرّه أَو أنهم رفعوا راية الاستسلام والسلام وفق الرؤية العربية والأمريكية هل ستوقف إسرائيل حربها وهل سيجنح الصهاينة للسلام ويتوقفون من فورهم “طبعاً لن يتوقفون”.

فإسرائيل لا تعترف إِلَّا بالقوي ولو ظهرت المقاومة ضعيفة لكان العدوّ الإسرائيلي توغل واستفحل واستباح الحرمات ودنس الأرض والعرض ولما أعلن عن وقف إطلاق النار ولَـفَرَضَ شروطاً أُخرى وإملاءات تفضي إلى سحب أسلحة المقاومة وإذعانها لواقع إسرائيل.

لهذا كانت حماس وفصائل المقاومة يأخذون العبر من غيرهم وكانوا في موقف قوة كما كان عليه حزب الله في حربه مع الصهاينة 2002 وَ2006 م والذي تمكّن بفضل الله وبفضل القوة والعزة من استعادة قرى وأراضٍ شاسعة احتلتها إسرائيل وعادت للسيادة اللبنانية تحت ضربات صواريخ المقاومة في حزب الله الذي ألحق بالصهاينة الهزيمة المذلة.

وهو ما خطت على خطِّ نضاله وطريق جهاده وحقه حماس وفصائل المقاومة في فلسطين وألحقوا بالصهاينة الهزيمة الأُخرى فمرّغت أنفوهم في مستنقعات الأراضي المحتلّة في فلسطين وأجزاء من مصر وسوريا ولبنان.

لكن مع تحَرّك المقاومة وسعيها للمضي قُدماً في التسليح ومع توفر الدعم السخي بالمال والسلاح وبكل ما تحتاجه المعركة مع الصهاينة من الأشقاء في جمهورية إيران الإسلامية التي ما بخلت يوماً من مد جسور العطاء الأخوي لحركات المقاومة المناهضة لمشاريع الهيمنة والاستكبار.

فبدت حماس المقاومة قوية وواجهت المحتلّين بعزيمة الحق وهُزم هُنالك المطبّعون والمحتلّون وانتصرت المقاومة، وجاء الحق وأنتصر الحق وغرّد أصحابه بالانتصار عاليًا، وانقلب السحر على أُولئك السحرة المنبطحين والمطبعين..

متى ما ظهرت قوياً وفرضت نفسك بالحق المشروع فستكون قوياً يهابك من يرون أنفسهم أقوياء وهم من يستمدون قوتهم من مواقف باطلة؛ لأَنَّه متى ما سكت أهل الحق ظن أهل الباطل أنهم على حق.

بالحق تبني وبالحق تزرع وستحصد ما زرعته طيِّباً مثمراً.

وبالحق تجاهد وبالحق تصنع وتطور وتنتج وتُبدع وتجني ثمار حقك المشروع في مواجهة المعتدين أهل الباطل والضلال.

وحينما تكون مواقفك حقةً فَحتماً ستنتصر وإن تَحَزَّبَ عليك كُـلُّ الباطل بأحزابه وفئاته وحشوده ومرتزِقته.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com