ممثل حركة الجهاد الإسلامي بصنعاء أحمد بركة في حوار خاص لـ صحيفة “المسيرة”: الموقفُ اليمنيُّ شجاعٌ ومتقدمٌ ونشكُرُ السيدَ عبدَ الملك الحوثي لدعوته إلى اقتسام اللُّقمة مع الشعب الفلسطيني
المسيرة| حاوره أيمن قائد
وجّه ممثلُ حركة الجهاد الإسلامي بصنعاء، أحمد بركة، شكرَه لقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي لدعوتِه لاقتسامِ اللُّقمة مع الشعبِ الفلسطيني، معتبرًا أن الموقفَ اليمني شجاعٌ ومتقدمٌ وعلى الرغم من العدوان والحصار إلَّا أنه كان يصر أن يسجل اسمه في لوحة العز والشرف.
وطَمْأَنَ بركة في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” الناسَ بأن التبرعات ستصلُ للفلسطينيين، مؤكّـداً أن هناك لجاناً تعملُ بشكل دقيق لجمع الأموال وتوثيقها بمحاضرَ رسميةٍ وستُوزَّعُ كما أمر السيدُ عبدُ الملك حفظه الله.
وأكّـد بركة أن معركةَ “سَيْـفُ القُـدْسِ” أثبتت أن العدوَّ الصهيوني أضعفَ من أن يتم الاعتمادُ عليه لحماية الأنظمة المُطَبِّـعة، وأن اليمنَ العزيز جزء من النصر لوقوفهم مع فلسطين بالموقف والمال، متطلعاً أن تجمعهم ساحة المعركة لتأديب العدوّ الصهيوني
إلى نص الحوار:
– بدايةً نُرَحِّبُ بكُم أُستاذُ أحمد في صحيفة المسيرة، ونبارِكُ لكم هذا الانتصارَ العظيمَ على الكيان الصهيوني.. وَحبذا لو تفسرون لنا أسبابَ هذا الانتصار اللافت وغير المسبوق؟
بدايةً، نشكرُكم على إتاحةِ هذه الفرصة لنا، ونشكُرُكم على مشاركتنا أفراحَ النصر على العدوّ الصهيوني، فنحن نرى أنكم في اليمن العزيز جزءٌ من هذا النصر؛ لوقوفكم معنا بالموقف والمال كخطوة أولى، ونتطلعُ أن تجمعَنا ساحةُ المعركة؛ لتأديبِ هذا العدوِّ الجاثمِ على أرضنا المحتلّة.
أَمَّـا عن أسباب النصر اللافت وغير المسبوق فهو يعودُ لعدة أسباب نذكر منها: إيمانُنا بالله، وإيمانُنا بعدالة قضيتنا، ومعرفتُنا الدقيقة بهذا العدوّ الذي أتاح لنا معرفةَ أماكن ضعفه، مما مكّننا من إيلامِه أشدَّ الإيلام، كما أن وَحدةَ الكلمة لدى الفصائل الفلسطينية ووَحدةَ الموقف والسلاح كان من أهم عوامل النصر.
لقد حاول العدوُّ تحقيقَ أهداف كثيرة في عدوانه علينا كضربِ المقاومة وقيادتها وتدميرِ سلاحها وإلحاقِ الضرر بالبُنية التحتية لغزة، وقد فشل باعتراف نُخبته السياسية والعسكرية بتحقيق أيٍّ من أهدافه، ولم يخرج من هذه الجولة إلَّا بتدميرِ بيوت المدنيين يجُرُّ أذيالَ الخيبة.
– ما الدروسُ التي يمكنُ الاستفادةُ منها في معركةِ “سَيْـفُ القُـدْسِ” سواءً على الداخل الفلسطيني أَو خارجه؟
في تحليلنا لهذه الجولة مع العدوّ الصهيوني يمكنُ أن نخرُجَ بالكثير من الدروس، لعل أهمَّها أن هذا العدوَّ ليس كما يشيع عن نفسه بأنه لا يُهزم، فالمقاومةُ في فلسطين وجنوب لبنان استطاعت أن توجّـهَ له ضرباتٍ قاسيةً وتمرغَ أنفَه بالتراب، ويخرج هو وجنوده يجرون أذيالَ الخيبة، كما حدث في معركة “سَيْـفُ القُـدْسِ”، إذ أوقف العدوّ الحربَ وانسحب من طرف واحد خائباً مهزوماً بعد أن دكت صواريخُ المقاومة الأراضيَ المحتلّة وأوقفت الحياةَ لدى المحتلّ.
كما أن هذه المعركة كانت جولةً هامةً من جولات الصراع مع العدو، حَيثُ أنها وحّدت الموقف الشعبي العربي والإسلامي الذي خرج مندّداً بالحرب على غزة.
أيضاً من الدروس الهامة دورُ الوَحدة الداخلية في تحقيق النصر، وقد رأينا وَحدةَ الموقف في غزة والضفة ومناطق الـ48.
– كيف تُقَيِّمُون المواقفَ العربيةَ والإسلاميةَ تجاه معركة “سَيْـفُ القُـدْسِ”؟
هناك تطوُّرٌ في الموقف الشعبي العربي والإسلامي لدى بعض الأنظمة الحرة، والتي يجمعنا بهم محورُ المقاومة.. هذا المحور الذي أمدَّنا بالموقف والمال والسلاح، وهنا لا بُـدَّ لنا أن نذكُرَ الموقفَ المخزيَ لبعض الأنظمة التي استمرت في التطبيع في الوقت الذي كانت طائراتُ العدوّ تدك بيوتَ الآمنين من المدنيين في قطاع غزة.
والواقعُ أننا نتطلعُ لدور كبير لباقي الشعوب التي لم تخرُجْ للتنديد بجرائم العدوّ في أي تصعيد قادم وأن تلتفَّ هذه الشعوبُ حول فلسطين وعدالة قضيتها عملاً لا قولاً.
– ما مستقبلُ التطبيع وصفقة القرن برأيكم بعد معركة “سَيْـفُ القُـدْسِ”؟
لا نبالغُ لو قلنا إن معركة “سَيْـفُ القُـدْسِ” قد أسقطت كُـلَّ محاولات الارتماء في الحُضن الصهيوني من قبل بعض الأنظمة التي باعت قرارَها لحساب عدونا؛ لذلك ستحسب هذه الأنظمة ألف حساب إذَا أرادت هذه الأنظمة الاستمرار في التطبيع، لا سِـيَّـما ومعركة “سَيْـفُ القُـدْسِ” قد أثبتت أن العدوّ الصهيوني أضعفُ من أن يتمَّ الاعتمادُ عليه لحماية الأنظمة المُطَبِّـعة، في الوقت الذي لم يستطع حمايةَ نفسه من صواريخ المقاومة التي دكت كُـلَّ مصالح العدوّ دون أن تنقذَه كُـلُّ وسائل الحماية، وعلى رأسها القُبة الحديدية المزعومة.
أما صفقةُ القرن فقد سقطت بسقوط ترامب مهندس هذه المؤامرة، ولن يكون بمقدور العدوّ تنفيذُ أيٍّ من بنودها في ظل وجود مقاومة يقظة لكل مؤامرات الغدر.
– وماذا بالنسبة للموقف اليمني وتحديداً موقف السيد عبد الملك الحوثي.. كيف تنظرون إليه؟، وما مدى صداه في الداخل الفلسطيني؟
الموقفُ اليمني يتحدَّثُ عن نفسه.. موقف شجاع ومتقدم، شجاعة هذا الشعب وقيادته الثورية ممثلةً بالسيد عبد الملك الحوثي -حفظه الله-.
لقد رأينا مواقفَ الشعب اليمني العظيمةَ في كُـلِّ محطة من محطات صراعنا مع العدوّ الصهيوني في خروجه بمسيرات مليونية مساندةٍ لفلسطين وشعبها ومقدساتها بشكل أكبرَ من غيره من الشعوب، رغم العدوان الظالم عليه والحصار إلَّا أنه يُصِرُّ أن يُسَجِّلَ اسمَه في لوحةِ العِزِّ والشرف.
ونحن في فلسطين نشعُرُ بمظلوميةِ اليمن المعتدَى عليه من قوى الشر والعمالة، ونتوق لليوم الذي ينتصرُ فيه اليمنُ لنراه على أرضِ فلسطين يؤدي دوره الذي يتوق إليه وهو القتالُ على أرض فلسطين.
– ما مدى التنسيق بينكم كحركات مقاومة والسلطة القائمة بصنعاء؟
هناك تنسيقٌ عالٍ بين الفصائل الفلسطينية والسلطة القائمة في صنعاء، وهذا ليس بالأمر الغريب، فالسلطةُ في صنعاءَ تناصرُ قضيتَنا قولاً وعملاً، وما جمع التبرعات إلَّا جزءٌ من هذا التعاون، ونحن نتطلع إلى أن تتطورَ هذه العلاقة لتصلَ إلى مشاركة اليمنيين في معركة التحرّر.
– هناك مَن يتخوَّفُ من مسألة جمع التبرعات داخل اليمن بأنها لن تصل إلى فصائل المقاومة في فلسطين.. كيف تعلِّقون على ذلك؟
في موضوع جمع التبرعات نشكُرُ بدايةً سماحةَ السيد عبد الملك الحوثي، لدعوته إلى اقتسام اللُّقمة مع الشعب الفلسطيني، ونشكر الشعب اليمني شعبَ المَدَدِ الذي تسابق لتنفيذِ دعوة السيد وتبرّع بالكثير، وهكذا نحن نراه عملاً كبيراً وعظيماً.
أما عن التخوف من عدم وصول هذه الأموال لفلسطين، فنحن نطمئِنُ الناسَ بأن هذه الأموال ستُجمع وستصل لفلسطين بإذن الله.. فبعدَ دعوة السيد تشكلت لجنةٌ رئيسيةٌ لجمع التبرعات برئاسة المِلف الفلسطيني لأنصار الله وعضويةِ كُـلٍّ من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. واللجنةُ تعملُ بشكل دقيق لجمع الأموال وعَدِّها وتوثيقِها بمحاضرَ رسميةٍ، وبعد ذلك سيتم توزيعها كما أمر السيد عبد الملك حفظه الله.
– يعيش اليمنُ وفلسطين ظروفاً متشابهة من حَيثُ المظلومية والعدوان.. كيف ينظر الفلسطينيون إلى ما يعانيه اليمنُ من عدوان مُستمرٍّ للعام السابع على التوالي؟
الشعبُ اليمني والشعبُ الفلسطيني يعيشان نفسَ المظلومية ونفسَ العدوان، فالقاتلُ واحدٌ والهدفُ لدى المعتدي واحدٌ وهو تدميرُ أي شعب يتوقُ للحرية، وامتلاك القرار؛ لأَنَّ ذلك يمثل خطراً وجودياً عليهم، ونحن في فلسطين مع حق اليمن في امتلاك قراره واختيار شكل دولته وحريته في الاستفادة من خيراته، ونتمنى أن يتفق اليمنيون فيما بينهم لبناءِ دولتهم بعيدًا عن أية تدخلات خارجية.
– أخيرًا.. ما رسالتُكم للشعبِ الفلسطينيِّ واليمني وشعوبِ الأُمَّــة والأنظمة العربية المُطَبِّـعة مع إسرائيل؟
أخيرًا، للشعب اليمني نقولُ: بارك اللهُ فيك.. أنت شعبٌ عربي أبي، ونشكُرُ وقوفَك معنا، مما يخفِّفُ عنا ظلمَ الأقارب والأباعد.
وللشعب الفلسطيني نقول: إنك لستَ وحدَك في مواجهة العدوّ، فهناك جبهةٌ كبيرةٌ تتشكل في محور المقاومة تتوقُ للمعركة الفاصلة بينكم وبين العدوِّ، وإن الشعبَ والقيادة اليمنية يعيان جِـدًّا دورَهما في نُصرتكم.
أما للمُطَبِّـعين مع العدوّ فنقول: فلن يستفيدوا سوى الخيبةِ والخُسرانِ ودفعِ المزيدِ من الأموال التي شعوبُهم وشعوبُ الأُمَّــة بحاجةٍ مَاسَّةٍ إليها.