تصريحٌ صهيوني يكشفُ حقائقَ وأهدافَ العدوان ويبشّرُ بقرب زواله
منير الشامي
في تصريح علني لأحد المسؤولين الصهاينة قال فيه “امتلاك إيران للقنبلة النووية أهونُ من سيطرة الحوثيون على مضيق باب المندب”.
هذا التصريح موجز جِـدًّا لكنه تضمن كشفاً لكثير من الحقائق وتضمن إجَابَةً على الكثير من التساؤلات، وفيه بيان لكثير من الأمور التي قد تبدو غامضة لمن يستغبي وغير واضحة لكل مرجف.
هذا التصريح صادق بكل حرف من حروفه، فالصهاينة يعلمون أن إيران لو امتلكت القنبلة النووية فلن توجّـهها نحو فلسطين أبداً، لكن لو سيطر أنصار الله على مضيق باب المندب فلن تمر منه سفينة إسرائيلية واحدة، كما أنه يعكس حقيقة حسابات العدوّ الصهيوأمريكي المستقبلية وتقييمه الدقيق وتوقعاته للمستقبل، وهو ما يدفعنا إلى أن نتساءل عن صوابية تقييمه وتوقعاته المستقبلية، فإذا كان من المعلوم لدى الجميع أن النظامَ الصهيوأمريكي الغاصب والمجرم يعتقد اعتقاداً جازماً أن إيران هي أعظم خطر يهدّده ويهدّد مصالحه في الشرق الأوسط ويقلق مضاجعه ويؤرقه في الوقت الحالي فكيف يكون امتلاك إيران للقنبلة النووية أهونَ عند الكيان الصهيوني من سيطرة “الحوثيين” على مضيق باب المندب؟ هذا يعني أنه لو خُيِّر بين الأمر غير المنطقي بالنسبة له والمتمثل بامتلاك إيران للسلاح النووي وبين الأمر الطبيعي والمنطقي أمام العالم والمتمثل بسيطرة “أنصار الله” على مضيق باب المندب؛ باعتبَار أن باب المندب حقاً ثابتاً لليمن ومن البديهي أن يكون تحت يد السلطة اليمنية لفضل الأمر غير المنطقي على الأمر الطبيعي والمنطقي!!
ما يؤكّـد أن العدوّ الصهيوأمريكي يرى أن خطر “أنصار الله” عليه مستقبلاً أشد وأعظم من خطر إيران، وهذا ما يفسر استمرار العدوان على اليمن واستمرار الحصار الخانق علينا، وانتهاج قوى العدوان سياسة العقاب الجماعي على اليمنيين بفرض الحظر على مطار صنعاء ومنع دخول الاحتياجات الأَسَاسية من مشتقات نفطية ودواء وغذاء، ورفض تسليم المرتبات… إلخ ما يؤكّـد أن العدوان علينا صهيوأمريكي الهدف والغاية.
التصريح السابق للمسؤول الصهيوني يفسر أَيْـضاً أنه تم توزيع الأدوار بين السعوديّة والإمارات في اليمن طبقاً للرؤية الصهيوأمريكية وطبقاً لأطماعها التي تتطابق مع أطماع كُـلّ من السعوديّة والإمارات، فأطماع السعوديّة تتمثل بالثروة البترولية في مأرب والجوف والحصول على منفذ بحري على البحر العربي للخلاص من هيمنة إيران على الخليج ومضيق هرمز، ولتحقيق ذلك فقد ركزت قواتها العسكرية ومرتزِقتها من الإخوان وغيرهم على هذه المحافظات وفي محافظة المهرة؛ مِن أجلِ الحصول على النفط والغاز بلا ثمن كهدف صهيوأمريكي ولتحقيق المصالح السعوديّة وإشباع أطماعها.
وبالمثل الإمارات تركزت قواتها وقوات مرتزِقتها من خونة العفافيش وخونة الانتقالي على عدن وعلى الشريط الساحلي في البحرين العربي والأحمر وعلى الجزر اليمنية في البحرين، وما قيام الإمارات مؤخّراً بإنشاء مطار وقاعدة عسكرية في جزيرة ميون وما سبقها في سقطرة إلا أكبر دليل وشاهد مادي على ذلك، والهدف من ذلك هو تمكين العدوّ الصهيوأمريكي من السيطرة على باب المندب والجزر اليمنية بقناع إماراتي والحيلولة دون فرض السيادة اليمنية عليها كهدف صهيوأمريكي وكذلك منع تحويل عدن ومينائها إلى منطقة حرة للتجارة العالمية كهدف إماراتي؛ كون حصول ذلك سيقضي على المنطقة الحرة للتجارة العالمية في دبي وعلى مينائها الحر.
هذا التصريح الصهيوني أَيْـضاً يؤكّـد حقيقةً أُخرى هامة جِـدًّا وهي أن العدوّ الصهيوأمريكي اليوم أصبح متيقناً أن عدوان تحالفهم المزعوم قد فشل فشلاً نهائياً وأن وقف تطهير مأرب هو آخر رهاناتهم والأمل الوحيد المتبقي لهم للبقاء في الجنوب والسواحل والجزر اليمنية بعد انكسارهم وانهزام قواتهم هم وأذنابهم من أعراب الجزيرة العربية للعام السابع، فهم يعلمون علم اليقين أن تطهير مأرب هو المسمار الأخير في نعش مؤامراتهم العدوانية على اليمن وعلى الشرق الأوسط بشكل عام بما فيها الإطاحة لمؤامرة “شرق أوسط جديد ولصفقة القرن”، كما أنهم يدركون جيِّدًا أن تطهير مأرب هو الخطوة الأولى والأَسَاسية لنهاية عدوانهم وزوالهم وعودتهم يجرون أذيال الخيبة والفضيحة بخُفَي حُنين، وأن انتصار الشعب اليمني أَيْـضاً سيجعل الهيمنة المستقبلية على الشرق الأوسط لمحور المقاومة وسيمثل الخطوةَ الأولى لزوال إسرائيل وتحرير فلسطين، وهذا ما سيتحقّق بإذن الله تعالى ومشيئته، شاءوا أم أبوا، استسلموا للأمر الواقع أم لم يستسلموا، وما ذلك على الله بعزيز، والأيّام بيننا.