صنعاء توضح رسائلَ عملية “جيزان” الكبرى: “قادمون ومتقدمون”
فضل أبو طالب: على العدوّ الخروجُ من اليمن فوراً وإلا سيكون الرد في العمق السعوديّ
علي القحوم: لدينا الكثيرُ من الخيارات وقدراتنا العسكرية تتعاظم
المسيرة | خاص
أوضحت صنعاءُ أن العمليةَ الكبرى التي نفّذتها قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة في محور جيزان، وكُشِفَ عن تفاصيلها، أمس الأول، تبعَثُ برسائلَ مهمة للعدو، فهي تنذره بأن كلفة بقاء قواته في الأراضي اليمنية واستمرار جرائمه بحق اليمنيين ستكون عالية، كما تؤكّـد على الموقع المتقدم لقوات الجيش واللجان عسكريًّا.
وقال عضو المكتب السياسي لأنصار الله، فضل أبو طالب: إن “بعض الرسائل التي بعثتها عملية الحدود إلى دول العدوان تتمثل في أن على دول العدوان الخروج من كافة الأراضي اليمنية فورًا ما لم فَـإنَّ الرد اليمني سيكون في العمق السعوديّ”.
وأكّـد عضو المكتب، علي القحوم، في تصريحات لقناة الميادين أن العملية جاءت “رداً على جرائم العدوان”، وأنها تؤكّـد على تعاظم القدرات العسكرية وتطور معادلات الرد بعد سبعة أعوام من العدوان.
وأوضح القحوم أن “على النظام السعوديّ أن يدرك بأن لدى صنعاء الكثيرَ من الخيارات للرد على جرائمه”.
وكانت القوات المسلحة كشفت، أمس الأول، عن جانب من تفاصيل العملية الواسعة التي نُفذت في وقت سابق بمحور جيزان، وتم خلالها تحرير أكثر من 40 موقعاً ضمن مساحة تزيد عن 150 كيلو متراً مربعاً، وخسر خلالها العدوّ أكثر من 200 عنصر من قواته ومرتزِقته وأكثر من 60 آلية.
وعرض الإعلام الحربي جزءاً من مشاهد العملية، وقد مثلت صفعة مدوية للنظام السعوديّ، حَيثُ فضحت ضعف وهشاشة جيشه ومرتزِقته وعدم جدوى عتاده العسكري، أمام بسالة وشجاعة مقاتلي الجيش واللجان الشعبيّة.
ولاحقاً، حاول النظام السعوديّ التهرب من تلك الفضيحة بإنكار المشاهد ووصفها بأنها “فبركة” الأمر الذي أثار سخرية واسعة من قبل المتابعين والمراقبين؛ لأَنَّ المشاهد التي عرضها الإعلام الحربي كانت حية وواضحة بشكل غير قابل للتشكيك فيه.
وعبرت هذه المحاولة البائسة للتشكيك في صحة المشاهد عن ارتباك كبير ومكشوف لدى النظام السعوديّ الذي يحاول أن يهرب إلى الأمام من فضيحة انتصارات قوات الجيش واللجان في جبهات الحدود، ويحاول التغطية على ذلك بالحديث عن مأرب.
ويُفهم من تصريحات “أبو طالب” و”القحوم” سالفة الذكر، أن صنعاء توجّـه -من خلال الكشف عن تفاصيل هذه العملية- رسائل إنذار ووعيد للنظام السعوديّ، بخصوص إشعال جبهة الحدود التي تعتبر من أكبر مخاوف النظام السعوديّ الذي بات يدرك عجزه وعجز قواته وإمْكَاناته عن التصدي لقوات الجيش واللجان.
كما كشفت العملية وبشكل واضح عن تطور كبير في استراتيجيات الهجوم والانتشار لقوات الجيش واللجان الشعبيّة، الأمر الذي من شأنه أن يضاعف مخاوف النظام السعوديّ من قيام صنعاء بتنفيذ عمليات غير مسبوقة وراء الحدود.
وينسجم إرسال هذه الرسائل مع الظروف الراهنة للمواجهة الميدانية وللمسار السياسي، حَيثُ يحاول النظام السعوديّ ورعاته في الولايات المتحدة خلق ضغوط دولية على صنعاء بخصوص جبهة “مأرب” التي تتقدم فيها قوات الجيش واللجان بشكل متواصل، كما يحاولون ربط معركة مأرب بالملف الإنساني للابتزاز وتحقيق مكاسب سياسية، وبالتالي فَـإنَّ عملية محور جيزان توجّـه ضغطاً معاكساً وبقوة أكبر، إذ تضع النظام السعوديّ بمواجهة واحد من أكبر التهديدات التي يعجز عن تجاوزها أَو تجاهلها، والتي تستطيع صنعاء أن تتحكم بطبيعتها بالشكل الذي يدفع العدوّ نحو تغيير حساباته.
ويؤكّـد إرسالُ هذه الرسائل، من خلال الكشف عن تفاصيل عملية جيزان، تعدُّدَ الخيارات التي تمتلكها صنعاء لإدارة المعركة على أكثر من مستوى، وفي المكان والزمان المناسبين، في الوقت الذي يعاني فيه العدوّ ورعاته انسداداً تاماً في الأفق، عسكريًّا وسياسيًّا.
وكان قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد توعَّد بأن العامَ السابعَ من المواجهة سيشهد “زخمًا عسكريًّا كَبيرًا، ومن “موقع متقدم” على كافة المجالات، وعلى رأسها المجال العسكري والميداني.