صرخةُ مران.. إلى متى أيها المحايدون؟!
نبيل بن جبل
المعركةُ التي يخوضُها الشعبُ اليمني اليومَ مع تحالف العدوان الغازي هي معركة حق وباطل وليس بينهما حيادٌ، والحق يتمثل في رجال الله من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة المواجهين لطغاة الأرض المستكبرين.
والباطلُ معروفٌ أن من يمثله هم مرتزِقة الريال أعوانُ اليهود والنصارى ودلالات باطلهم واضحه في قتل النساء والأطفال وحصار الشعب اليمني وتدمير كُـلّ مقومات الحياة فيه ومحاربة المشروع القرآني الذي أسّسه رسول الله صلواتُ ربي وسلامه عليه وعلى آله وأحياه الشهيدُ القائد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-.
وفي هذه المعركة يتنازل الحق والباطل (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ، أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) فمن تخاذل أَو قصّر فَـإنَّ تلك الدماء ستكون لعنة في جبينه ستطاردُه إلى أبد الدهر ويخسر الدنيا والآخرة، وما انحطت أمتنا إلا يوم قصّر علماءُ البلاط والمتاجرون بدينهم والمرتزِقون بعلمهم والصامتون المغررون وفرغوا الدين من حقيقته العظيمة وما أبقوا منه إلَّا الرسوم والطقوس مثل الصلاة والسواك وفسروا القرآن على أهوائهم وسلموا أعداء الأُمَّــة زمام أمورهم.
التمكين والسيادة والعزة والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة لمن حملوا بنادقهم على أكفهم ولبوا داعيَ الله عَلَمَ الهدى قائد الثورة يحفظه الله، وانطلقوا إلى جبهات العزة والكرامة؛ ليدافعوا عن الدين والقضية والأرض والعرض والشرف والكرامة ضد الغازي المحتلّ، مجسدين بذلك معنى الهُــوِيَّة الإيمانية وعظمة المشروع القرآني مسلمين للقيادة الربانية تسليماً مطلقاً.
إن قانونَ السماء يقول (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)، إن التمكين والصمود والثبات والانتصارات التي حقّقها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة على مدى خمسة أعوام من العدوان وليدة صحوة عقلية وقلبية وروحية وثمرة صيحة مدوية بدأت من مران، فمحقت الباطل المضل وزلزلت عروش المستكبرين والكهنة الأفاكين المزورين خدم الصهاينة المعتدين.
فإذا لم يستيقظ المحايدون بعد كُـلّ تلك الدماء التي سفكها تحالفُ البغي والعدوان ظلماً وعدوناً وبعد كُـلّ تلك الآيات والمعجزات التي حقّقها المجاهدون في ميدان المواجهة مع قوى الطاغوت من الحرب الأولى وإلى اليوم ويتمردوا على مضلليهم ويحثوا وجوهَ علماء البلاط المتخاذلين بالتراب، فسيستيقظون يوم القيامة على فاجعة كبيرة وداهية عظيمة ويفقدون معها جنة عرضها السماوات والأرض أعدها الله للمؤمنين، والعاقبة للمتقين.