الدوراتُ الصيفية رافدٌ لدور الأسرة
عبدالسلام عبدالله الطالبي*
حربٌ ممنهجةٌ يشُنُّها العدوُّ الأمريكي السعوديُّ على اليمن في شتى مناحي الحياة، وأكثرُ مما يركِّزُ عليه في حروبه التي يستهدفُ بها أبناءَ شعبنا اليمني وغيره من الشعوب المقاومة والمناهضة لمشاريع الهيمنة والتسلط هي الحربُ الثقافية والقيمية والأخلاقية، عندما يجدُ نفسَه عاجزاً عن تحقيقِ أية مكاسب على الصعيد العسكري؛ لذلك فهو يراهنُ على استهدافِ الأجيال ومع انشغالاتِ الآباءِ عن الاهتمامِ بأولادهم بالشكل المطلوب، لا سِـيَّـما في ظل الظروف الراهنة والعدوان المُستمرِّ وقسوة الظروف المعيشية.
جاءت المدارسُ الصيفيةُ لتكونَ بيئةً مهيأةً لتعزيز دور الأسرة في متابعتها واهتماماتها بأبنائها؛ وحتى لا يكونوا عُرضةً للاستهداف والضياعِ نحوَ المجهول.
كما تسهمُ هذه المدارسُ في تحصينِ الأجيال بكل ما من شأنه تبصيرُهم بأمور دينهم ودنياهم وتربيتهم على الثقافة القرآنية الخالية من الشوائب والأفكار الهدامة التي يسعى العدوُّ وأدواته لغرسها في أذهان الأجيال.
لذلك نتوجّـه بالنصح لكل الآباء أن لا تفوتَهم هذه الفرصةُ، فضياعُ الفرصة غُصَّةٌ، وعليهم الدفعُ بأبنائهم لهذه المدارس الصيفية المنتشرة في عموم المناطق وفي كُـلّ الأحياء، كما أن المجالَ أمام كُـلّ الآباء المتمكّنين علمياً وَثقافيًّا وتربوياً وفنياً ورياضياً للعمل في هذه المدارس.
فالهدفُ هو خلقُ بيئة تستمد ثقافتها من ثقافة القرآن الكريم وتكفلُ بناءَ المجتمع الواعي الذي يعرف عدوَّه من صديقه ولا يقبل بالاختراق في ثقافته وأخلاقه ومبادئه.
مجتمع يستشعرُ خطورةَ الهجمة الشرسة التي يسعى العدو لاستهدافه من خلالها بعد عجزه عسكريًّا وتراجعه الساحق عن تحقيق مآربه من عدوانه الغاشم الذي شنه على شعب الإيمان والحكمة.
لا سبيلَ ولا نجاةَ إلا بالتسلح بسلاحِ الوعي والبصيرة والتوجّـه الجاد للاهتمام بتربية أجيالنا، من خلال الدفع بهم والتشجيع لهم بالالتحاق في المدارس الصيفية.
* رئيسُ الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة