هل أتاك حديثُ جيزان؟!
محمد بلحوت
لا عجب من الشعب اليمني العظيم الانتصاراتُ المُبينةُ التي أصبحت مدويّةً في أنحاء العالم ومُزعزعة لعدوه، تُبرهنُ هذه الانتصارات على أن جيشَنا ولجاننا الشعبيّة تحَرّكوا وفق منهج قرآني وعقيدة ثابتة صحيحة وسليمة لا يشوبها أي شك بأنهم في طريق الحق.
مشاهد جديدة وخيالية ومواقف إيمانية تم عرضها على جميع القنوات اليمنية وغيرها، في محور جيزان للجيش واللجان الشعبيّة، أثبتت هذهِ العملية أن النصر لا يأتي إلا لعبادهِ المؤمنين الصابرين حتى إن كانوا قلائلَ، يكفي أنهم واثقون بالله، وأثبتت أَيْـضاً في المُقابل ضعفَ العدوّ وهزيمته وإنزال الرعب في قلوبهم.
رجالٌ صنعوا التاريخَ بعدسات كاميرات إعلامهم، كُتبت بدماء أبطالهم، كـ العادة وقف العالم في حيرة، بات حيران مـن مشاهد جيـزان، ماذا رأى حِلفُ سلمان، ليرمي نفسَه مـن أعلى تلك الجبال الشاهقة، هل باتت شرعية هادي على منزلق الغرق!! وهل ستقوم أمريكا بـ ذبح بقرتها الحـلوب!!
مشاهد جعلت الأطفال أكثرَ عشقاً لـقتال العدوّ، وزادت شعب الإباء صموداً وفداءً، مشاهدُ لـمجاهدين لا يملكون طائرات أمريكية أَو دعماً إسرائيلياً ولا جيوشاً سودانية، وَعلى لسان أحد رجـاله لا يوجد سوى ذلك الحذاء ليلاحقهم ويعيدهم لوكـرهم.
نعـم هـم أبطال لُعبة بوبجي حقيقية بالواقع، هم فتيةٌ تسمو أرواحهم وجوارحهم بذكر لله، يبدأ الاقتحام باسم الله ويطلق بـ يا رب سدد وينهي هجومه بـ يا ربي لك الحـمد، هم جعلوا أنفسَهم فداءً لـوطنهم وحريته، هـم مـن آثروا أنفسَهم؛ مِن أجلِ شعبهم، هم من رفضوا الخضوع والركوع لـمن قالوا عن أنفسهم إنهم أهلٌ للسلام، هم أنفسهم من لقنوا أحذية الغدة السرطانية أشد التنكيل، هم جيش الله الغـالب، سلاحُهم تلك الولاعة الضعيفة التي لا تؤثر بنظر العـالم، بينمـا اليمـن بقوة الله جعلهـا منظومة جديدة تحـرق قـلب الأعداء قبل مـدرعاتهـم..
فـما حصل في جيزان سوى غيضٍ من فيض، وإن هذا مؤشر بأن القادم أعظم وأعظم وأن المجاهد الذي لا يمتلك أياً من الأسلحة الثقيلة، أَو آخر الإصدارات سيثبت لهم أن سلاحَ الإيمان بالله أقوى من سلاح الحديد.. فمـن باع نفسه باع أرضه وعـِرضه، ولا ناصر له مـن قوة بأسنـا، مـن باع وطبّع وساوم في قضيتنـا حتماً سيخسر ويُذل، حتى يقر أن فلسطين ستظل عربيةً واليهود مُجَـرّد مغتصبين.
اكتُبْ يا تأريخ بـخيبات التحالف واجعل صفحتَهم تكسوها الخزي والعار، ألحقهم بالبريطانيين والأتراك ومصر، واكتب العنوانَ من جديد: “اليمن مقبرة الغزاة”، فمـن أراد إسقاط اليمـن يخطط ألف مرة للمواجهة؛ لأَنَّهم علموا أن رياحَ جهادنا تعصف بسفن طغيانهـم.
سلامٌ على فتية اليمن، وعلى حُفاة الأقدام، وعلى قادة الحـروب، سلامٌ عـلى مـحورِكـم وانتصاركـم، سلامٌ على عزكـم وعـزتكـم، سلامٌ عليكم فرداً فرداً، وسلامٌ عـلى من قال فيكم: مسحُ نعالكم أشرف مـن مناصب الدنيا، سلامٌ عـلى من أثبت للعالم أن اليمن صعبُ الابتلاع وصعبُ المنـال.