مفاوضاتٌ بطعم العلقم
محمد يحيى هاشم السياني
المفاوضاتُ المارثونيةُ التي دفعت الإدارةُ الأمريكيةُ بأن تسعى من خلالها لتلميعِ خُدُوشِ جرائم العدوان على بلدِنا وحفظ البقية الباقية لماء وجهها المهدورَة ومحاولة إنقاذ حليفها السعوديّ من الهزيمة الساحقة والتي باتت وشيكةً وأكيدةً، إن استمرت المعركة وإن طال الحصارُ بعدَ أن تجرَّعَ التحالفُ المجرمُ الهزائمَ المتتالية والضربات القاسية على يد مجاهدي الجيش واللجان طيلة ست سنوات في ميادين المواجهة مع تحالف العدوان.
وقد أدركت الإدارةُ الأمريكيةُ الحالية أن استمرارية رهاناتها الخاسرة عسكريًّا ما هو إلَّا ضربٌ من الجنون ومغامرة مستحيلة ومكلفة جِـدًّا وغير محسوبة في عواقبها ومآلاتها والتي حتماً قد يفضي السير فيها إلى كارثةٍ حقيقيةٍ وقاصمةٍ معاً.
وحتى النظامُ السعوديّ البائس والمتهالك هو اليوم أكثرُ المتطلِّعين للخروج من خلال المفاوضات بالقشة التي قد تنقذُه من الغرق واليد التي تنتشلُه من المستنقع اليمني الذي زجَّه إليه سيدُه الأمريكي كأدَاة رخيصة لتنفيذ أجنداته وأطماعه في اليمن، غير الطرح السخيف في المفاوضات الأخيرة والتي حاول الأمريكي تمريرَها على فريقنا المفاوض، لتصطدم بصلابة وصمود القيادة الثورية والسياسية وفريق الوفد الوطني لبلدنا.
وبات هذا الطرحُ المملُّ والمحاولة الفاشلة تكراراً لأسطوانة مشروخة لن تفضي لأية حلول ممكنة لإنهاء العدوان والحصار على شعبنا في ظل التشبث والإصرار الغبي على عدم الفصل بين المِلف الإنساني والمِلفات العسكرية والسياسية، وعليه فَـإنَّ أيةَ خطوة جادة وحقيقية للإدارة الأمريكية مرهونة بمطالب شعبنا المشروعة في حقه الإنساني والوطني، وَقطعاً لن تنجحَ أية مفاوضات إلَّا بالرضوخ إليها، أما الإصرارُ على ربط هذه الملفات من قبل التحالف فلن يعطيَ أي مؤشر قادم في استمرار عجلة المفاوضات، بل إن التوقفَ الأتوماتيكي لها هو النتيجةُ الحتمية دون اللجوء لأية محاولات فاشلة قد ترجع الفريق الوطني إلى طاولة الحوار مرة أُخرى.
على الأمريكي والسعوديّ أن يدركَ أن النزولَ من الشجرة لن يكون من خلال سُلَّمِ التنازلات المجحفة بحق شعبنا وبلدنا، أَو من خلال منحهم أيةَ مكاسبَ سياسية قد تنتقص من تضحيات وصبر وصمود شعبنا أَو تعيدنا إلى مربعات قد تجاوزها شعبنا وقيادتنا بثمنٍ باهضٍ من التضحيات ومسافات شاسعة من الانتصارات في سبيل الحرية والكرامة والاستقلال خلالَ أكثرَ من ست سنوات للعدوان والحصار والتصدي والصمود والانتصار، فهل يدركُ الأمريكي والسعوديّ أن مناوراتِه السياسيةَ باتت مكشوفةً ولن تجدَ لها أرضيةً على ساحتنا؛ لكي تستمر في ممارسة الخداع والمراوغة والمكابرة للوصول إلى نصر سياسي على حساب فشلها وفشل أدواتها عسكريًّا في اليمن؟
الأيّامُ القليلة القادمة كفيلةٌ بالكشف عن المزيد من الحقائق ومدى جديتهم بالذهاب إلى السلام أَو استمرار عدوانهم وحصارهم.
ولله عاقبةُ الأمور.