وهل حقاً سينتهي العدوان؟!
محمد بلحوت
في الآونة الأخيرة، زاد الحديثُ عن جُهودِ أحلال السلام في اليمن، وَبغضِّ النظر عن جديتها من عدمها، فَـإنَّ الحلولَ على تصوراتها غيرِ مقبولة ولا مضمونة؛ لأَنَّ هذه الجهودَ بمجملها لا تزالُ تحمِلُ فهماً قاصراً للمشكلة، أَو بالأحرى تحاولُ أن تبقيَ القضية على ذات المفاهيم التي يرغبُ المعتدي وَمن خلفِه المنظومة الدولية المهيمنة على إبقائها في هذا الإطار، كأزمة يمنية داخلية بالمقام الأول.
وأتى الجارُ العُماني الطيب بنواياه وأخلاقهِ الطيبة حطَّ ضيفاً عزيزاً في بلدهِ الثاني الجمهورية اليمنية وبرفقتهِ وفدنا الوطني المفاوض ليتم استكمال ما طُرحت وبُذِلت من جهود للدفع بعملية السلام ولترتيب الوضع الإنساني الذي أفسدهُ الجارُ سيءُ السمعةِ والخُلق..
وبعد فشل المبعوث الأممي مارتن غريفيث والأمريكي ليندركينغ في إحلال عملية السلام، فإذا تغير الوسيط ذلك لا يعني أنه ستتغير شروط عملية السلام رغم الأجواء المُكهربة والمملؤة بالتشاؤم..
عَـلَى هذه القاعدةِ تُطبَخُ الحلولُ وَتُسَوَّقُ مفردة السلام، باعتقاد أن الوعيَ اليمني الثوري والشعبي يمكن أن يتماهى معها، ويغرق في مفاوضات عبثية مع الفراغ الذي اصطنعوه.
ونتيجة خلط وتغيير المِلفات وإصرار وتعنت دول تحالف العدوان بمنطقِ المُقايضة وفرض حلول نصفية وجاهزة على طاولة المُفاوضات؛ لكي يبقى حصارُهم الظالمُ مُسلطاً على رقاب شعبٍ بأكمله ليستهدفوه متى شاءوا..
وكانَ من المُفترض وفق قوانينهم التي صاغوها على أن لا تخضعَ المِلفات الإنسانية للتفاوض؛ كونها حقوقاً بشرية مكفولة في حالة السلم والحرب..
ويبدو أنَ منطق أمريكا والسعوديّة لم يتغير.. ولن يتغير ما داموا يُحملون الضحية مسؤولية هذهِ الحرب الغاشمة..
تقدم دول تحالف العدوان نفسها كحمامةِ سلام وهم من أشعلوا فتيل هذهِ الحرب وشغلوها ومولوها.. لكن هُزموا وفشِلت كُـلّ مخطّطاتِهم ولا يمكن أن يصبِحَ المهزوم أن يضع شروطه على من انتصرَ عليه..
نقولها استباقاً وبوعي العامة لا الخَاصَّة بأن لا طرف يمنياً يسمى “شرعية” وَلا آخر يسمى “انتقالي” وَلا مولودَ ثالثاً مشوهاً انبثق من رحم المؤامرة يُدْعَى “مقاومة وطنية”، لا أحد منهم يمكنه القبولُ باختزال الصراع وَالسلام فيه ومعه، أَو التعاطي مع تلك الأدوات ككيانات فيما يكذّبها الواقع، وَيفضحها الميدان، لا يمكن أن تخفيَ هذه الستائرُ الشفافةُ والممزقة حقيقةَ هذا العدوان وَأطرافه وَمخطّطاته.
وحانَ الآن على إدارة بايدن أن تعترفَ بهذا الواقع المفروض، وأن يزيلوا كُـلّ الشوكِ عن عملية السلام وبما فيه قرارُ مجلسِ الأمن 2216 الذي اتخذوه وسيلةً ومطية لقتلِ وحصارِ الشعب اليمني..
وإصدار قرارات جديدة تعترفُ بأنَ اليمنَ سيدٌ على سيادته وعلى موانئهِ وحدوده، وانسحاب القوات المحتلّة لبلدِنا كما أكّـدت مجلةٌ أمريكية..
وفي الختامِ مِسكٌ وكما قالها السيدُ القائد بكُلِ وضوح وشفافية بأن طريق السلام معبدة من جانبنا: أوقفوا عدوانكم.. وارفعوا حِصاركم.. وأنهوا احتلالكم.. فإن لم تفعلوا ما قالهُ السيدُ القائد فضرباتُنا الصاروخية والمُسيّرة جاهزة لأن تدُكَّ مضاجعكم.. وإنَ غداً لناظرهِ قريب.