حكومة المرتزقة: نريدُ الجمهورية اليمنية “حديقةً خلفيةً” لممالك الخليج!
المسيرة | خاص
في فضيحةٍ جديدةٍ تعرّي مرتزِقةَ العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن ومشغِّليهم، وتُجَرِّدُهم من كُـلِّ الأقنعة التي حاولوا أن يخفوا وراءها حقيقتَهم القبيحةَ، أطلق رئيسُ ما يسمى “البرلمان” التابع للفارّ هادي، المرتزِقُ سلطان البركاني، إساءةً كبيرةً وصريحةً للجمهورية اليمنية، إذ وصفها بأنها “حديقةٌ خلفيةٌ” للمملكة السعوديّة ولدول الخليج، الأمر الذي أثار موجةَ غضب شعبيّةً كبيرةً، حاول بعضُ نشطاء ومسؤولي المرتزِقة ركوبَها لإخراج أنفسهم من دائرة هذه الفضيحة التي تقولُ الكثيرَ عن أهداف تحالف العدوان، وطبيعة كُـلّ الموالين له.
المرتزِق البركاني الذي شغل عام 2019 منصبَ رئيس ما يسمى “البرلمان” التابع للفارّ هادي، كان في مداخلة على قناة “الحدث” السعوديّة عندما “ناشد” النظامَ السعوديَّ الاستمرارَ بالعدوان والحصار، وَأَضَـافَ أن “اليمنَ كان وسيظلُّ الحديقةَ الخلفيةَ للسعوديّة ولدول الخليج”.
مصطلحُ “الحديقة الخلفية” يستعملُ سياسيًّا كوصفٍ للبلدان التي ترزحُ تحتَ “وصاية” كبيرة، حَيثُ تقومُ دولٌ أُخرى بإدارة جميع شؤون ذلك البلد وفقاً لرغباتها، وبشكل مدمّـر، حتى تبدو بالفعل كأنها مُجَـرّدُ جزءٍ من الأرض يتبعُها وتفعلُ فيه ما تشاء.
واستخدم الكثير من المحللين والكُتَّابِ هذا المصطلح لوصف طبيعة نظرة السعوديّة الاستعلائية والمليئة بالحقد تجاه الجمهورية اليمنية، عبر جميع مراحل تأريخ العلاقة بين اليمن والنظام السعوديّ.
وما قاله المرتزِقُ البركاني كان تأكيدًا جديدًا وواضحًا على أن العدوان على اليمن وُلِدَ من رحمِ السياسة التي تعتبر اليمن “حديقةً خلفيةً” للدول الخليجية الغنية، وبالذات النظام السعوديّ، وأن كُـلّ المبرّرات الأُخرى التي تم ترويجُها لتبرير هذا العدوان لا أَسَاس لها بما في ذلك المبرّرات المتعلقة بما تسمى “الشرعية” التي يقر المرتزِق البركاني هنا، وبصراحة، أنها ليست سوى وصف لمجموعة من خونة الوطن، الذين يسعَون علناً لخدمة العدوّ في مسعاه لسلب سيادة وقرار وأرض الجمهورية اليمنية وتركيع شعبها.
كلام المرتزِق البركاني أثار موجةً كبيرةً من الردود الغاضبة على شبكة الانترنت، والتي تناول أصحابها هذه الإساءة الفاضحة من عدة زوايا، أبرزها أنها تعبر بشكل واضح عن حقيقة حكومة المرتزِقة وجميع فصائلهم، كأدوات رخيصة إلى حَــدِّ الابتذال، بيد النظام السعوديّ ودول العدوان، ومهمتها الوحيدةُ هي تمكينُ هذه الدول من احتلال اليمن مقابل القليل من المال.
ولأن الأمر كان أوضحَ من أن يتم تبريرُه أَو تمييعُه بأية نقاشات، لجأ بعضُ مسؤولي ونشطاء المرتزِقة إلى محاولة ركوب موجة الغضب الشعبي، على أمل “شخصنة” القضية وربطها بالمرتزِق البركاني فقط، لكن المسألةَ لم تكن مُجَـرّد تصريح أطلقه شخصٌ واحدٌ غيرُ معروف، بل اعترافٌ رسميٌّ بحالة الانبطاح التي يعيشها جميعُ الموالين لدول العدوان، والمنصب الذي يشغله المرتزِق البركاني في سلطتهم، يشهد بأن أن تلك السلطةَ كلها تعملُ لتكريس مشروع “الحديقة الخلفية” الفاضح.
ومن صنعاءَ التي، بالمقابل، أعادت لمعنى السيادة الوطنية بنضالها التاريخي في وجه العدوان، ردَّ عضوُ المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، على كلام المرتزِق البركاني، قائلاً: إن “المرتزِقة يعيشون في الخلفيات، وسيبقون دائماً هناك، ولا يمكن أن يروا فناءَ البيت الأمامي، فما بالكم بالطوابق العليا، وهم بسلوكهم يعيشون الأدوارَ الخلفية ويعبِّرون عنها ولن يروا سيادة وطن باعوه أَو عزة بلد دمّـروه، ولا أمرَ لهم ولا حضور إلا عند استلام ثمن بيع الوطن”.
وليست هذه المرة الأولى التي يقر فيها مرتزِقةُ العدوان بحقيقةِ كونهم يعملون لخدمةِ أهدافٍ استعماريةٍ ضد اليمن، فخلال السنوات الماضية اعترف الكثيرُ منهم وعلى الهواء، بأن السعوديّةَ والإماراتَ تمارسان “احتلالاً” للبلد، وتتقاسمان النفوذَ، وأنهما تتحكمان بكل صغيرة وكبيرة في المناطق المحتلّة، والمفارقةُ أن بعضَ هؤلاء المرتزِقة تصنعوا “الغضبَ” إزاء تصريحاتِ “البركاني” الأخيرة، مثل “نائبه” المرتزِق عبد العزيز جُباري!