بث مشاهد اعترافات الأسرى السعوديّين والسودانيين.. العدوُّ يبلعُ لسانَه
المسيرة- أيمن قائد
يتفنَّنُ أبطالُ قواتنا المسلحة من الجيش واللجان الشعبيّة في تلقين العدوّ السعوديّ المزيدَ من الدروس في ميدان المعركة، وتحديداً في جبهة جيزان والعملية الأُسطورية فيها والتي أَدَّت إلى تحرير أكثر من 40 موقعاً عسكريًّا في مساحة تقدر بحوالي 150 كيلو متراً مربعاً.
أصداءُ هذه العملية لا يزال مدوياً في أنحاء العالم، ومشاهد الذل والتنكيل للجنود السعوديّين والمرتزِقة اليمنيين والسودانيين لم يستوعبها المتابعون الأجانب حتى الآن، حتى اضطر العدوّ السعوديّ من هول هذه الصدمة للخروج بتصريح ينفي صحة هذه المشاهد وينكرها.
ويأتي هذا الإنكار السعوديّ في وقت وثقت فيه عدسة الإعلام الحربي جميعَ تفاصيل المعركة، ولم تنقل شاشاتُ التلفزة سوى القليل منها، وما خفي كان أعظم، وتظهر المشاهد اغتنام أبطال الجيش واللجان الشعبيّة لكمياتٍ كبيرةٍ من الآليات والمدرعات والأطقم العسكرية والأسلحة المختلفة من مواقع الجيش السعوديّ، كما وثقت عدسةُ الإعلام الحربي العملية العسكرية الواسعة ونقلت للمشاهد تفاصيل دقيقة حول العملية منذ بداية التنفيذ إلى لحظات الفرار والاغتنام، وعمليات الانتحار الجماعي للجنود السعوديّين وسقوطهم من أعالي المرتفعات وخوفهم وذلهم من المواجهة.
وعلى الرغم من هول ما حدث للعدو السعوديّ في ملحمة “جيزان” إلا أن إعلامَ العدوّ حاول إنكارَ تلك المشاهد التي بثها الإعلام الحربي، وجاء بمبرّرات تنفي كُـلّ ما حدث، لكن قواتنا المسلحة لا يزال في جعبتها الكثير، فجاءت بمشاهدَ جديدةٍ وفيها اعترافات ضباط وأفراد سعوديّين وسودانيين تابعين للعدو السعوديّ، وبعد محاولاته الإنكار وعدم الاعتراف بالمشاهد في جزئها الأول، أتت صنعاءُ بمشاهدَ جديدةٍ للإثبات؛ لتتضحَ الصورةُ أكثرَ وتعملَ على الحد من مستوى الهروب إلى الإنكار وعدم الاعتراف.
لقد بات العدوّ السعوديّ اليوم في موقفِ الحيرة والتردّد في ماذا لو أنكر المشاهدَ الأخيرةَ مجدّدًا، وَفي حين تؤكّـد الصورة باعترافات الأسرى حقيقةَ تضليل وأكاذيب الإعلام التابع للعدو السعوديّ، بل واستطاعت نسفَ ادِّعاءاته على مستوى شعوب العالم والمنطقة.
فضيحةٌ مدوية
وفي ظل هذا التوقيت الزمني والفارق في مرحلة من المراحل التاريخية والانتصارات العظيمة التي تتحقّقُ لأبناء الشعب اليمني في ظل العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ المُستمرّ للعام السابع على التوالي، فقد أراد مجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة أن يثبتوا من خلال الإعلام الحربي فضح وادِّعاءات النظام السعوديّ الذي أنكر أن هناك عمليةً نُفِّذَت في جيزان حسب تصريح ناطقهم الرسمي “المالكي”، كما يقول المحلل والخبير العسكري اللواء عبدالله الجفري.
ويؤكّـد اللواء الجفري في تصريح خاص لصحيفة المسيرة أن المشاهد التي بثها الإعلام الحربي عبارة عن فضيحة مدوية للنظام السعوديّ وتعكس مستوى الهزائم المتكرّرة التي يتلقاها من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، مُشيراً إلى أنه عندما كان أحد الأسرى السودانيين يستمع لهذا البيان في ظل هذا الإنكار كانت صدمةً قويةً حتى للأسير السوداني الذي يقول: كيف نحن نقاتل معهم واليوم ينكروننا.
ويبين اللواء الجفري أن هذا هو سلوك النظام السعوديّ الذي يتاجر بهؤلاء في كثير من المعارك في اليمن وخارج اليمن، وأن هذه هي السياسة التابعة لهؤلاء القادة في هذه الدول التي لا تحترم شعوبها ولا تحترم جيشها ولا أفرادها.
وَيصف اللواء الجفري مشاهدَ العملية بأنها صادمة ومحرجة لهم أمام العالم، حَيثُ وقد تكلم إعلاميون سعوديّون في دول أُخرى أن على محمد بن سلمان أن يتنحى من منصبه، نتيجة الفشل وَالهزائم والخزي الذي يتعرض له النظام السعوديّ من قبل أحرار اليمن.
ويقول اللواء الجفري: إن هذه المشاهد للأسرى السعوديّين والسودانيين أتت عقب تصريح رئيس لجنة الأسرى، عبدالقادر المرتضى، قبل أَيَّـام بأن السعوديّة رفضت أي تبادل لصفقة أسرى بين الطرفين، ولم تلتزم حتى بما تم الاتّفاق عليه في ستوكهولم، وأن دور الأمم المتحدة أصبح سلبياً، ولم تستطيع أن تضغط على الطرف الآخر للتنفيذ، مُشيراً إلى أن خيارات المرتضى متاحة، لكنهم أنكروا أنه ليس هناك عملية نُفذت في جيزان وكذلك إنكارهم للأسرى؛ لأَنَّهم عندما ينكرون العملية بمعنى ينكرون أسراهم فيها.
ويضيف الجفري: أثبتت المشاهد للشعب السعوديّ أولاً ثم للعالم بأن هذا النظام السعوديّ دكتاتوري وعميل وخائن وفاسد لا يحترم أبناء شعبه ولا حتى أسراه، وأن هؤلاء الذين شاهدناهم من الأسرى وجدناهم معززين مكرمين وهي أَيْـضاً رسائل أرادوا إيصالها بأن هذه هي أخلاقنا وسلوكياتنا في الحرب وفي التعامل مع الأسرى، متبعاً أننا أوصلنا رسائلَ لكل شعوب الأُمَّــة وللمنظمات بأن هؤلاء الأسرى تحت وطأة الجيش واللجان الشعبيّة إذَا أرادوا التبادل بهم فنحن جاهزون ومستعدون وفق القرارات الدولية واتّفاق جنيف، إلا أن النظام السعوديّ غير مستعد بل وينكر كُـلّ ذلك.
وفيما يتعلق بانعكاسات تلك المشاهد التي بثها الإعلام الحربي، يقول المحلل العسكري اللواء عبدالله الجفري: إن انعكاساتها وخيمة سواء على المستوى النفسي للمرتزِقة المقاتلين معهم وأنهم اليوم في معنويات هابطة وانهيار بعد مشاهد الفرار والسقوط من أعالي الجبال، وأن هذا يؤكّـد حالة الانهزام الكبير جِـدًّا وقد تم تحطيم معنوياتهم من خلال تلك المشاهد، مُضيفاً أنها فضيحة أمام الشعب السعوديّ حينما يشاهدون أبناءهم ينتحرون من على الجبال والبعض يُقتل والبعض الآخر يؤسر دونما أن يكون لهم من الحرب لا ناقة ولا جمل.
أما انعكاساتها على مستوى العالم فهي فضيحةٌ مدويةٌ، ولما كان يعول على دول التحالف بما تمتلكه من أسلحة متطورة وتنظيماتها الإرهابية والشركات لم يستطيعوا تحقيقه وأصبحوا أقزاماً تحت أحذية أبناء الجيش واللجان الشعبيّة أَو كما يصف اللواء عبد الله الجفري.
تعزيزُ المعنوية والصمود
من جهته، يشير المحلل السياسي خالد العراسي إلى أن أهميّة عرض هذه المشاهد؛ كونها ترفع معنويات الشعب اليمني وتزيد من ثباته وصموده وتجعله يشعر بالفخر والاعتزاز، لذلك نلاحظ أن كُـلّ غضب أَو سخط شعبي يشعر به الشعبُ لأي سبب من الأسباب يزول بمُجَـرّد نشر هذه المقاطع؛ لما لذلك من دور كبير بنشر الطمأنينة والفرح والسرور بين أوساط المجتمع.
ويؤكّـد العراسي في تصريح “للمسيرة” أن نشر هذه البطولات يسبب للعدوان الخزيَ والعارَ، ويفضحهم أمام العالم، لذلك دائماً نسمع عن مفاوضات ووساطات ومساعٍ لعدم نشر هذه المقاطع وكأن العدوّ يحاول أن يشتريَ ما تبقى له من صيت أمام من لا يزال يجهل انتكاسته وهزائمه النكراء وبالذات تلك المقاطع القوية التي تثبت هوان وضعف العدوّ رغم ترسانته العسكرية الهائلة وسقط سقوطاً مدوياً وبعد أن كان الجيش السعوديّ مصنفاً بثالث الجيوش العربية من حَيثُ القوة بات يسمى بالجيش الفرَّار.
ويشير العراسي إلى استعداد العدوّ باستمرار للمقايضة بأي شيء مقابل عدم نشر هذه المقاطع التي تجعل منه أضحوكةً وتسقط هيبته الزائفة أمام العالم.
ويرى العراسي أن انعكاسات تلك المشاهد على المستوى الشعبي أنها تتسبب بموجة من الضجيج والاستياء الشعبي وتجعل حكامَ السعوديّة محط انتقاد، وهذا ما لاحظناه عبر مشاهدة بعض ردود الفعل الشعبيّة حتى أن بعضَهم خرج عن طوره ونعت الحكومة السعوديّة بأقبح الألفاظ.
الإثباتُ بالصورة موجع للعدو
من جانب آخر، يرى الكاتب والباحث في الشؤون السياسية الدكتور يوسف الحاضري، أن نشر المقاطع للإعلام الحربي له أهدافٌ إنسانية وعسكرية على المستوى الداخلي والإقليمي والعالمي، ففي الأهداف العسكرية يصفها بأن لها وَقْعٌ عظيمٌ وموجعٌ للتحالف العدواني على اليمن وقيادته التي أعلنت مؤخّراً عن عدم مصداقية ما وزعه الإعلام الحربي اليمني عن عملية تاريخية في جيزان، فجاءت الاعترافات والظهور للأسرى الذين أسروا من نفس المكان وفي نفس العملية والذي ما زال النظام السعوديّ يبتلع لسانَه فلم يعد يمتلك أية قدرة للرد ولم يعد ينفعه انعدامُ حيائه وجفاف ماء وجهه الذي استنفده في الردود السابقة.
ويضيف الحاضري أنه وفي وقت أن هناك هدفاً إنسانياً في إظهارهم لأهاليهم من جانب وبأنهم ما زالوا أحياءً، وَأَيْـضاً إظهار حسن التعامل معهم من قبل الشعب اليمني الذي لا يستطيع أحدٌ أن يزايد على التزامه بالتوجيهات الإلهية في كُـلّ تحَرّكاته العسكرية؛ كونه يمتلك قيادةً عظيمة قرآنيةً متمثلة بالسيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، متبعاً أنها تفضح خُبثَ الطرف الآخر في تعامله مع جنوده ومرتزِقته والذي لا يعيرهم أدنى اهتمام وما زال يخفي مصير آلاف جنوده وعشرات الآلاف من مرتزِقته عن أهاليهم، عوضاً عن رفضه المُستمرّ في التفاوض للإفراج عنهم وعن السابقين من أسراه السعوديّين الجنسية، عوضاً عن أنه سيسعى لإخراج أسرى مرتزِقته، سواء السودانيين أَو اليمنيين.
ويؤكّـد الكاتب الحاضري أنها رسالةٌ قويةٌ للداخل في التزام القيادة بالنهج القرآني، وبرقيها في هذا الجانب، ليزدادوا ثقة والتفافاً حولها، وَأَيْـضاً رسالة للعالم بأن اليمني سيستمر متمسكاً بموقفه الديني والإنساني والوطني والتاريخي في تحَرّكه ضد التدخل الخارجي وعدوانه في اليمن مهما طال الوقت بل إنه كلما طال الوقت زاد اليمني قوة وتمكيناً والأسرى دليلٌ آخر يضافُ لأدلة عديدة سابقة.