كن مع الله ليكن معك
البتول جبران
في حياتك قد تمُرُّ بلحظات تحتاج فيها إلى من يساندك ويكون عوناً لك، تارة تذهب إلى أقرب الناس إلى قلبك لتبوح له بما يؤلمك، وتخبره عن حالك، وتارةً تفضل الجلوس وحيداً، لعل ذلك يخفف عنك أوجاعك… إلخ..
قد يخفف ذلك عنك قليلًا، وَلكن هناك من إذَا التجأت إليه، ورجعت إليه رجوعاً عمليًّا، رجوعاً صادقاً كان لك أفضلَ معينٍ، من هو أرحم بك من كُـلّ من في الوجود، حتى من نفسك، هو من يبقى حين لا يبقى أحد.
هو من إذَا توكلت عليه كان لك نعم الوكيل قال تعالى {ومن توكل على الله فهو حسبه}، وَإذَا عملت ما يرضيه وفق توجيهاته نلت ما يرضيك قال تعالى {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}، وَإذَا كنت بقربهِ نلت العزة {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} وَإذَا التجأت إليه كان لك خير ملجأ، وَإذَا شكوت له كان لك خير منصت، وَإذَا بكيت كان لك أحن من يرى، وَإذَا دعوته كان نعم المجيب.
(فمن وجد الله ماذا فقد؟ ومن فقد الله فماذا وجد؟) فلتكن مع الله ليكن معك، فاستجب له، وأمن به قال تعالى {وَإذَا سألك عبادي عني فَـإنَّي قريب أجيب دعوة الداع إذَا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} توكَّلْ، وثق، وكن مع من يملك كُـلّ ما في هذا الكون، من إذَا أراد أن يقول للشيء كن فيكون.