مشروعُ الموساد في اليمن
هاني محمد شجاع الدين
بعدَ مرورِ عشراتِ السنين تُكشَفُ الحقائقُ وتُعرض بعد إخفائها لسنين طويلة بوثائقي على قناة المسيرة؛ ليكشفَ عَمَّا يسمى بجاسوس الموساد باليمن ليوضحَ الحقائق ومن خلاله اتضح لي الآتي:
أن استهداف الرئيس الحمدي كان خدمةً للموساد، وأن النظام السابق تكتمَّ عن مِلَفِّ جاسوس الموساد في اليمن ليحل محلهُ الهالك عفاش.
حينما أرسل الموساد الإسرائيلي جاسوسَهُ إلى اليمن المعروف باسم (باروخ) والذي يعد من أبرز الضباط في الموساد الإسرائيلي، وتم تكليفهِ كجاسوسٍ على اليمن وبعد أن تم وصولُهُ إلى اليمن لجمع المعلومات الدقيقة عن الشعب اليمني في كافة المجالات الدينية والاقتصادية والسياسية والعسكرية وكذلك رصد المواقع الحيوية والمنافذ التجارية… إلخ.
وبعد مُدةٍ من جمعِ المعلوماتِ وتوثيقِها تم بفضل الله إلقاء القبض عليهِ وإجراء التحقيقات معهُ حتى تبينَ تورطُهُ كجاسوس، حَيثُ تم تبليغُ الشهيد الحمدي عن هذا الجاسوس، فاهتم الحمدي في متابعة إجراءات التحقيق، فكان هذا يعتبر هو أول إنجاز لدولة اليمن التي أفشلت أولى خطوات للموساد في اليمن وَقامت إسرائيل بطلب جاسوسها وقُدمت الوساطات والرشوات المالية مقابل تسليمهِ لهم ولكن الحمدي كان لهم بالمرصاد الذي أصر على عدم تسليمهِ إلا الي القاهرة لمواصلة التحقيق معهُ والضغط على الكيان الإسرائيلي.
فشعر الموساد بالفشل وقرّر بعدم إرسال جواسيسَ إلى اليمن مرة أُخرى، وأنها أصبحت طريقةً ليس لها أي جدوى بعد أن تم القبضُ على باروخ في المرة السابقة وبدأ يقرّر بأنه لا بُـدَّ أن تكونَ السلطةُ الحاكمةُ في اليمن صديقةً لإسرائيل مهما كلف الأمر، فكانت أول خطوة لهم لتحقيق أهدافهم هي إزاحة وتصفية الشهيد الحمدي عن طريقهم واستبدالهِ بالهالك عفاش، والذي قد أعلن تطبيعُهُ الفوري مع الكيان الإسرائيلي وعَقَدَ اتّفاقيات بين اليمن وإسرائيل كدولة صديقة وسخر لهم كُـلّ المعلومات والمناطق الحيوية لتمارس كافة نشاطاتها في المنطقة، وهذا ما كان يحلم به الموساد، فكانت أول وأبرز خطوة حقّقها الموساد في اليمن هي اغتيال الشهيد الحمدي وتسليم الهالك عفاش كرسي الرئاسة.
ومن حينها اطمأن الموساد، وكانت النتيجة أن المعلومات التي لم يحصلوا عليها من الجاسوس باروخ؛ بسَببِ أنه تم إلقاء القبض عليهِ حصلوا على كُـلّ تلك المعلومات بل وأكثر وَأعم وأدق وأشمل من خلال الهالك عفاش الذي كنيته أنا باروخ اليمن، والذي طوال حكمه وحكم الدنبوع من بعدهِ كان الموساد في أتم الراحة لهما.
حتى تم ظهور حركة أنصار الله في الساحة اليمنية وبقيادة السيد القائد عبدالملك الحوثي الذي أتى ليكمل المشروع الذي بدأه الشهيد القائد رضوان الله عليه وهو فضحُ المشروع الصهيوني في المنطقة وما يسعى إليهِ والقيام بتوعية المجتمع وإعلان الصرخة في وجه أمريكا وإسرائيل.
فظهر أنصار الله بقوة أثناء فتح العاصمة صنعاء وسقوط السلطة بأيديهم، فمن حينها شعر الموساد بالخطر وأنه قد بدأ يفقد سيطرتهِ على اليمن وأن الحكومة اليمنية لم تعد صديقةً لإسرائيل وأنه سيفقد أهم أهدافهِ الذي حقّقت لهُ في مرحلة النظام السابق، فبدأ الموساد يتربص باليمن ليعلن حربًا عالميةً على اليمن وإعلان الحصار الجائر والظلم القاهر والقتل الغادر عبر أدواتهم من دول الخليج وأبرزها السعوديّة والإمارات تحت مسمى عاصفة الحزم لإعادة الشريعة إلى اليمن والتي ليس لها من اسمها أي نصيبٍ.
إن الحقيقةَ من هذه الشرعية وإعادتها لحكم اليمن هي أن تعود سلطةً صديقةً للكيان الإسرائيلي وأهدافهِ وأن تُخضِعَ اليمن للوصاية الأمريكية والإسرائيلية كما كانت في المرحلة السابقة.