النفسيةُ العدوانية
يحيى المحطوري
يحاولون أن يرضونا بالكلام ويقدموا أنفسهم دعاة للسلام وحريصين علينا..
وهم واللهِ لو تمكّنوا منا لأبادونا قتلاً وحصاراً وتجويعاً..
تماماً كأُولئك المشركين الذين قال الله فيهم:
كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً
يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ
وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
ولا يخجلون من الكذب والافتراء..؛ لأَنَّهم قد فعلوا أسوأَ من ذلك ببيع آيات الله والصد عن سبيله..
اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ..
وتتجلى في كُـلِّ يوم نفسيتُهم العدوانية الحاقدة.. وينكشف أنهم المعتدون..
لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً، وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ..
ولا خيارَ معهم إلا المواجهة.. بعد أن تنصلوا عن كُـلّ التزاماتهم ونكثوا عهودهم..
ولا سبيل سوى قتالهم امتثالاً لأمر الله جل شأنه:
وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ..
وهم من بدأوا بالعدوان أول مرة.. وعلينا أن لا نخشى إلا الله..
أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ
وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
أَتَخْشَوْنَهُمْ
فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.
وسيتحقّق على أيدينا وعود الله القاطعة حين يقول:
قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ.
وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ۗ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.
وعلى من يستنكرون ذلك.. أَو يعتقدون أنه لا ضرورة للقتال والجهاد..
أن يتدبروا قولَ الله الذي لا يخفى عليه شيءٌ.. وهو خبير بما نعمل وبما يعملون..
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا
وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً
وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ.
الآيات من سورة التوبة 8 – 16..