آل سعود ليسوا أهلاً لإدارة الحرمين الشريفين
نوال أحمد
كثيرةٌ هي الجرائمُ والانتهاكات التي يمارسُها النظامُ السعوديّ في حروبه على الإسلام والمسلمين كافة، فالنظام السعوديّ المتصهين الباغي الطاغي قد فاق بإجرامه وطغيانه كُـلَّ مجرمي وَطواغيت العصور الماضية بشهادة جرائمه ومجازره التي ارتكبها بحق أطفال ونساء اليمن، وليس بغريب ما يفعله من طغيان وإجرام بحق شعب اليمن شعب الإيمان، فهذا الكيان هو الشجرة الخبيثة التي تم زراعتها في شبه الجزيرة العربية من قِبل الماسونية العالمية خدمة للمصالح الأمريكية والإسرائيلية وتنفيذاً لمشاريعهم الشيطانية وَالعدائية والاستعمارية في المنطقة.
النظام السعوديّ بعد أن سيطر على مكة والمدينة وبعد أن استولى على بيت الله الحرام قام بنشر ثقافة الوهَّـابية وفكره الشيطاني الخبيث بعد أن جند له من حاشيته حاخامات وأسماهم بعلماء دين مستأجرين يسيّرهم بالريموت ويحركهم كيفما يريد وأينما يريد، فيطلقون الفتاوى حسب هواه وهوى أسياده الأمريكان، فيلبسون الحق بالباطل ويستهدفون العقول ويدجنون أبناء الأُمَّــة لحرفهم عن مسارهم الصحيح، ليسهلوا للأعداء طريقةَ السيطرة على بلداننا ومقدساتنا ومصادرة ثروات شعوب منطقتنا.
اليوم ونحن نعايش هذا الواقع المرير من زمن الجاهلية الأُخرى، نحن نتصدى بقرآننا ووعينا سهامَ الإضلال والإفساد ونواجه سيوف البغي والعدوان بصمودنا وتمسكنا إيماننا، فقد تكشفت لنا وللأُمَّـة الإسلامية جمعاء الكثير من الحقائق، ولعل من أهمها انكشاف وَتجلّي ذلك النفاق الكبير لأبناء الجاهلية الأولى من ملوك وأمراء وجلاوزة الخليج الذين برز شركهم وإجرامهم من خلال التطبيع اليهود والنصارى وَمسارعتهم في إعلان التولي والطاعة لهم والتآمر معهم في توجيه عداوتهم واعتداءاتهم وشنّ حروبهم على أبناء القرآن والإسلام وبيعهم للقضية الفلسطينية في خيانة واضحة لقضايا ومقدسات الأُمَّــة الإسلامية.
منذ أن سلّط أعداء الله وأعداء رسوله والإسلام هذه العائلة المنحرفّة في بلاد الحرمين وكان الهدف ضرب الإسلام واستهدافه وتدميره من الداخل، فبعد أن قام الكفر العالمي بقيادة الولايات المتحدة بزراعة جرثومتين في أكثر البلدان قداسة، فالأولى تم زرعها على أرض الأقصى والقدس في فلسطين، أما الجرثومة الأُخرى فزرعت على أرض مكة المكرمة في بلاد الحرمين، ولم يكن ذلك بمحض الصدفة وإنما عمل خبيث جاء بعد تخطيط وشغل وسعي حثيث من قِبَل الأعداء لتتكامل أهدافهم في السيطرة والاحتلال لمقدساتنا الإسلامية مكة المكرمة والقدس الشريف.
لقد دنس آل سعود أرض مكة والمدينة، وبلاد الحرمين الشريفين التي عُرفت بأرض النور والوحي والحرم.. الأرض التي نزل فيها الوحي على رسول الله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وبلّغ برسالته منها وفيها، الأرض التي انتشر منها نور الإسلام والعدل والدفاع عن الحق والنصرة للدين والمستضعفين.
الأرض التي ما إن ظهر الكيان السعوديّ وما إن أقام مملكته الشيطانية أظهر ثقافته الوهَّـابية فيها للتسلط على رقاب الناس، فحول أرض الطهر والطهارة إلى أرضٍ للظلم والقمع والإذلال والقتل والإعدامات لكل من يعارض أَو يناهض سياسته الشيطانية والعدوانية، وقام بتحويل أرض مكة المكرمة من ملتقىً يوحد المسلمين إلى مقرٍّ تحاك فيه المخطّطات والتآمرات الأمريكية والإسرائيلية ضد المسلمين وقضاياهم الكبرى بما في ذلك المقدسات الإسلامية.
تحت عباءة الإسلام يتخفى النظام السلولي ليمارس نفاقه وتآمره مع أعداء الإسلام لتدمير الإسلام المحمدي الأصيل، ولتجريد الدين من مضمونه وتفريغه من محتواه العظيم.
آل سعود يخادعون الله ورسوله ويمارسون الأضاليل والأكاذيب ويرفعون العناوين البراقة وَالشعارات الزائفة للتلاعب بالعقول وتدنيسها يدعون بأنهم «خُدَّامٌ للبيت الحرام » وحماة الإسلام وهم في حقيقة الأمر خونة الإسلام والمقدسات الإسلامية، وها هم يعلنونها حرباً على الله ورسوله وعلى الإسلام والمسلمين في مسارعتهم للتولي لليهود والنصارى ويريدون أن يصنعوا لنا إسلاماً آخر غير إسلامنا، إسلام تهواه أمريكا وترضاه إسرائيل، وما صدّهم عن البيت الحرام ومنع المسلمين من أداء فريضة الحج التي تعد ركناً أَسَاسياً من أركان الإسلام إلا سياسة أمريكية صهيونية بامتيَاز، فإغلاقهم أبوابَ الحج للعام الثاني على التوالي وتقليصُ عدد الحجاج مقتصراً ذلك على المقيمين في الداخل السعوديّ فقط تحت ذريعة كورونا ليست سوى سياسة ممنهجة يتبعها هذا النظام المارق لإبعاد المسلمين عن معالم الإسلام الرئيسية ورمزيته.
ففي وقت تحاول السعوديّةُ إبعاد المسلمين عن مكة المكرمة والمدينة المنورة فَـإنَّها تقيم المراقص والملاهي، وتجمعات الفسق وحفلات الخلاعة والتفسخ بالقرب من الأماكن الطاهرة والمقدسة، في استفزاز واضح لمشاعر المسلمين، مما يتحتم على شعوب أمتنا الإسلامية وعلماء الأُمَّــة اتِّخاذَ موقف أمام هذه الممارسات والانتهاكات الإجرامية التي يصنعها نظام آل سعود بحق الأُمَّــة الإسلامية ومقدساتها، والمطالبة في وضع من تراه الأُمَّــة مُتقياً وأميناً يكون من أولياء الله المتقين لتولي إدارة الحرمين الشريفين والمعالم الدينية والإسلامية وإبعاد هذا النظام الطاغي المجرم عن بيت الله الحرام؛ لأَنَّه ليس أهلاً لإدارة الحرمين الشريفين؛ لأَنَّ الله يقول (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْـمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أولياءهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْـمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أكثرهُمْ لَا يَعْلَـمُونَ).
ومن هنا ينبغي على الشعوب العربية والإسلامية وعلى كُـلّ علماء هذه الأُمَّــة بأن يستشعروا المسؤولية وأن يكون لهم دور في القيام بواجبهم الديني وأن يكون لهم موقف أمام هكذا أعمال وممارسات بحق الدين والمقدسات.