الكيدُ الضعيف
يحيى المحطوري
رغمَ تصريحاتِ رموزِ الإدارةِ الأمريكيةِ بنبراتِهم القاسيةِ وأوداجِهم المنتفِخةِ، والتي هدّدوا فيها القيادةَ اليمنيةَ إذَا لم تقبَلْ بخيارِ الاستسلامِ في جولة المفاوضات الأخيرة..
إلا أنها تمخَّضت عن عدةِ إجراءاتٍ تهدفُ إلى التأثيرِ على قُدرةِ قيادةِ صنعاءِ في التواصل مع بقية العالم..
عبرَ لسانِ الأمم المتحدة تتهمُنا بانتهاكِ حقوقِ الأطفال..؛ كي تبرِّرَ سكوتَها المشينَ على مدى سبع سنين..؛ وكي تُصبِغَ تغييبَها لدورِ المنظماتِ الإنسانيةِ بأعذارٍ مصطنعةٍ تقدِّمُها كأسبابٍ مقنعةٍ ومبرّراتٍ لغيابها في أسوأِ أزمةٍ إنسانيةٍ في العصرِ الحاضر..
واليوم يعاقبون شبكةَ المسيرة الإعلامية بحجْبِ موقعها..؛ لإسكاتِ صوتِها الأبرزِ في التعبير عن مظلومية الشعب اليمني..
ورغم تأثيرِ هذه الخطوات المحدود على قيادةِ صنعاء.. إلا أنه لا يلبِّي طموحاتِ مرتزِقة اليمن المحليين وقادتِهم الإقليميين في الضغط على صنعاء..؛ لدفعِها للتنازُلِ عن مبادئِها وثوابتِها التفاوضية..
وستزدادُ خيبةُ أملِهم أكثرَ.. حين يدركون أن اليمنَ تجاوز آثارَ هذه العقوبات وتفادى عواقبَها..
لأَنَّ اليمنَ -قيادةً وشعباً- لم تُعَوِّلْ على أمريكا وأممها المتحدة يوماً.. ولم تعتمدْ عليها أبداً.. وبَنَتْ نفسَها وواقعَها على هذا الأَسَاس المتين.. الاعتماد على الله وعلى قدرات الشعب وإمْكَانياته..
ولذلك لا فرْقَ بينَ غضب أمريكا ورضاها عندهم..
وليس كحال المرتزِقة الذين يُسَبِّحون بحمدها ليلاً ونهاراً.. ويخافون معصيتَها، ويؤمِّلون في وقوفها معهم..
ويخافونها أكثرَ من خوفهم من الله!..
ومع الأيّام، ستتضاعِفُ خسارتَهم كلما فقدت أمريكا قدرتَها على التأثيرِ على المنطقة بأكملِها..
واللهُ يقول:
إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أولياءَهُ..
فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ..
ويقولُ:
الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ..
وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ..
فَقَاتِلُوا أولياء الشَّيْطَانِ، إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا..